يقال إن الجماهير هي اللاعب الأهم لفرق كرة القدم، نظرا لدورها في إشعال الحماس في اللاعبين داخل الميدان، لكن في الجانب المعتم من اللعبة الشعبية الأولى في العالم فإن الجماهير "المشاغبة" دائما ما تقف في قفص الاتهام.
وكان المغرب مسرحا لأحدث الحوادث المأساوية التي تشهدها الملاعب، عندما قتل اثنان من مشجعي الرجاء البيضاوي في شجار بين مجموعتين من أنصار الفريق، داخل ستاد محمد الخامس بالدار البيضاء، عقب مباراة مع فريق شباب الريف الحسيمي.
الحادث أعاد إلى الأذهان مجموعة كوارث هي الأسوأ في عالم كرة القدم، ترصدها "سكاي نيوز عربية" في هذا التقرير.
كارثة ليما
عام 1964 كان الملعب الوطني في ليما عاصمة بيرو، مسرحا لأسوأ كارثة عرفتها ملاعب كرة القدم على مدار تاريخها راح ضحيتها المئات.
وقتل 328 شخصا حسب إحصاء رسمي حكومي، في أعمال شغب وتدافع وقعت قرب نهاية مباراة بين بيرو والأرجنتين في تصفيات أولمبياد طوكيو التي جرت بنهاية العام، بسبب إلغاء هدف لأصحاب الأرض.
مأساة أكرا
تحولت مباراة بين اثنين من أشهر الفرق في غانا، هما هارتس أوف أوك وأشانتي كوتوكو، في مايو 2001، إلى أسوأ مأساة عرفتها كرة القدم الإفريقية، حيث قتل خلالها 127 شخصا على الأقل.
وقبل نهاية المباراة سجل هارتس أو أوك صاحب الملعب هدفين، حول بهما تأخره بهدف إلى تقدم، مما أثار غضب جماهير كوتوكو التي ألقت بالكراسي والزجاجات إلى الملعب.
تدخلت الشرطة بإلقاء الغازات المسيلة للدموع، التي كان لها تأثير قاتل بين جموع الجماهير المحاصرة في مكان ضيق منع فرارها إلى خارج الملعب.
مذبحة بورسعيد
قتل أكثر من 70 من مشجعي الأهلي في ملعب مدينة بورسعيد شرقي البلاد، بعد لقاء جمع الفريق مع المصري البورسعيدي في الدوري المصري، مطلع فبراير من عام 2012.
ووقع الحادث بعد هجوم مسلحين على جماهير الأهلي، الفريق الضيف، الذين حاولوا الفرار من الملعب لكنهم اصطدموا بأبواب مغلقة أمامهم وأسلحة بيضاء خلفهم.
المذبحة التي تعد الأسوأ في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، تسببت في منع دخول الجماهير إلى الملاعب المصرية، التي لا تزال تعاني "صمت المدرجات" حتى الآن.
كارثة المونيمنتال
كان يوم 23 من يونيو عام 1968 موعدا مرتقبا لمباراة قمة الكرة الأرجنتينية، بين ريفر بليت وضيفه بوكا جونيورز في ملعب "المونيمنتال" الشهير، لكن اليوم ذاته شهد مقتل 71 مشجعا وإصابة نحو 150 آخرين.
وكان سبب مقتل العشرات من الجماهير، توجه جموع كبيرة إلى باب خروج مغلق، بعد مشادات بين جماهير المنافسين اللدودين، الأكثر نجاحا وشهرة في كرة القدم الأرجنتينية.
شجار قيصري وسيفاس
في مباراة جمعت قيصري إيرسيسبور وسيفاسبور التركيين، يوم 17 سبتمبر من عام 1967، كان الشغب حاضرا بين جماهير الفريقين التي تبادلت إلقاء الحجارة بين شوطي المباراة، وامتد إلى وسط مدينة قيصري.
قتل خلال الشغب 44 شخصا على الأقل وأصيب المئات، بينما اضطرت الحكومة التركية إلى منع تنقل السكان بين مدينتي قيصري وسيفاس الجارتين، في محاولة لكبح أعمال العنف.
جنوب إفريقيا.. ودية تتحول إلى مأساة
التقى فريقا كايزر تشيفز وأورلاندو بايرتس الجنوب إفريقيين، يوم 13 يناير من عام 1991، في مباراة ودية بين الفريقين بملعب أوبنهايمر بمدينة أوركني، التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن جوهانسبرغ.
وتسبب هدف احتسب لمصلحة كايزر تشيفز في ثورة جماهير أورلاندو بايرتس، وألقى بعضهم الزجاجات تجاه مدرجات الفريق الآخر، ويرجح أن بعض المسلحين من جماهير أورلاندو هاجموا أنصار كايزر تشيفز.
أدت أعمال العنف والتدافع أثناء محاولة فرار الجماهير إلى مقتل 42 مشجعا داخل الملعب، وتحولت المباراة الودية إلى مأساة.
"هوليغانز" ليفربول
قبل نحو ساعة من انطلاق مباراة نهائي كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا حاليا) بين ليفربول ويوفنتوس عام 1985، على ملعب هيزل في بروكسل، تسلق مشجون متعصبون للفريق الإنجليزي (هوليغانز)، السياج الذي يفصلهم عن جماهير يوفنتوس، مما دفع الأخيرين إلى التراجع للوراء وأدى إلى انهيار جزء من المدرج الخاص بهم.
قتل في الحادث 39 شخصا، وعوقبت الأندية الإنجليزية من اللعب في البطولات الأوروبية لمدة 5 سنوات تالية، بعد الحادث الذي صنف كأسوأ كارثة تشهدها بطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
مصر مجددا
في 8 فبراير من العام الماضي، قتل 22 شخصا على الأقل في مواجهات بين قوات الأمن ومشجعين لفريق الزمالك قبيل مباراة مع إنبي في القاهرة، مما أحبط محاولة لعودة الجماهير إلى المدرجات بعد منعها على خلفية مجزرة بورسعيد.
وتأجل انطلاق المباراة نحو 40 دقيقة بسبب الاشتباكات، وانتهت بتعادل الفريقين 1-1، وبعد المباراة اتخذ قرار بتأجيل الدوري لأجل غير مسمى، لكنه استؤنف لاحقا.