انتهت مرحلة المجموعات في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بكوت ديفوار، وسط سلسلة من المفاجآت والصدمات، والأحداث المثيرة، التي تشير إلى أن النسخة الحالية من البطولة الإفريقية الأهم ستكون استثنائية.
البطولة شهدت الكثير من المفاجآت وخروج مبكر لبعض المنتخبات الكبرى، ومعاناة لمنتخبات أخرى صعدت بشق الأنفس، بينما شقت بعض الفرق طريقها بين كبار دور الـ16 للمرة الأولى.
مفاجآت ضخمة
شهدت المجموعة الأولى أكبر مفاجآت البطولة، بسقوط منتخب كوت ديفوار صاحب الأرض، أمام ضيفه، منتخب غينيا الاستوائية، بنتيجة 4-0، وسط ذهول تام لأكثر من 40 ألف مشجع إيفواري حضروا المباراة في ملعب الحسن واتارا.
كوت ديفوار كانت على حافة الخروج من البطولة بخسارتها الثانية، حيث هُزمت في الجولة الثانية أمام نيجيريا، لكنها تأهلت ضمن أفضل 4 منتخبات حصدت المركز الثالث في المجموعات الست.
وفي المجموعة الثانية، تصدر منتخب كاب فيردي برصيد 7 نقاط وبلا هزيمة، على حساب منتخبي مصر وغانا، ليتسبب ذلك في خروج مبكر للنجوم السوداء من البطولة، كإحدى أكبر مفاجآت المسابقة.
غانا حصدت نقطتين فقط لتحتل المركز الثالث بتعادلين مع مصر وموزمبيق، وخسارة من كاب فيردي، لتكتفي بثلاث مباريات وتودع البطولة.
المفاجأة الأكبر في كوت ديفوار تمثلت في خروج الجزائر من مرحلة المجموعات مبكرا وتذيلها جدول ترتيب المجموعة الرابعة التي ضمت أنغولا وبوركينا فاسو وموريتانيا.
الفريق الجزائري بطل النسخة قبل الماضية تعادل في أول مباراتين بصعوبة مع أنغولا وبوركينا فاسو، لتصبح مهمته في المباراة الأخيرة سهلة، حيث كان يكفيه التعادل على الأقل للصعود، لكنه تعرض لخسارة قاسية من موريتانيا بهدف نظيف.
الجزائر اكتفت بنقطتين في ذيل المجموعة، بينما تأهلت كل منتخبات المجموعة إلى دور الستة عشر، إذ احتلت أنغولا الصدارة برصيد 7 نقاط، ثم بوركينا في الوصافة برصيد 4 نقاط، وموريتانيا برصيد 3 نقاط عبرت بها ضمن أفضل منتخبات حصدت المركز الثالث في البطولة.
وفي المجموعة الخامسة، حدثت صدمة عربية جديدة، حيث احتلت تونس المركز الأخير برصيد نقطتين، محققة نفس سيناريو الجزائر، بالتعرض لهزيمة والتعادل مرتين، لتتأهل أيضا كل منتخبات المجموعة، مالي في الصدارة وجنوب إفريقيا في الوصافة، وناميبيا في المركز الثالث.
إصابات قوية
ورغم استمرار منتخباتهم في البطولة، اضطر بعض اللاعبين للرحيل المبكر عن كوت ديفوار، وعلى رأسهم النجم المصري محمد صلاح قائد منتخب الفراعنة، الذي تعرض لإصابة في العضلة الخلفية في الجولة الثانية حرمته من استئناف البطولة.
صلاح عاد إلى ليفربول لتلقي العلاج، على أمل العودة في المباراة النهائية إذا نجح منتخب بلاده في الاستمرار حتى اليوم الأخير في البطولة، ليفقد المدرب البرتغالي للفراعنة روي فيتوريا أهم أوراقه.
الفريق المصري عانى الأمر نفسه في الجولة الثالثة، حيث تعرض حارسه الأول محمد الشناوي لإصابة بالغة في آخر دقيقة أمام كاب فيردي ليضطر للسفر فورا إلى ألمانيا لتلقي العلاج، مع إمكانية إجراء عملية جراحية في الكتف.
وفي المغرب ما زال نصير مزراوي يسابق الزمن من أجل الشفاء السريع والعودة لمساعدة فريقه في الأدوار الختامية للبطولة، حيث لم يشترك حتى الآن بسبب الإصابة.
مزراوي جاء إلى معسكر المغرب مصابا في عضلة الفخذ، ثم تعرض لالتهاب في غشاء القلب، ليطالب ناديه الألماني عودته للعلاج، لكن نصير فضّل البقاء في كوت ديفوار رفقة منتخب بلاده أملا في المشاركة قريبا.
بلا فوز
فشلت 10 منتخبات في تحقيق أي فوز في البطولة خلال مرحلة المجموعات، وعلى الرغم من ذلك، نجح منتخبين من بينهم في العبور إلى دور الستة عشر حتى دون تحقيق أي انتصار.
ولم تفز منتخبات غينيا بيساو ومصر وغانا وموزمبيق وغامبيا والجزائر وتونس وجمهورية الكونغو وزامبيا وتنزانيا، في أي مباراة حتى الآن خلال البطولة.
المنتخب المصري احتل وصافة المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط، بعدما حقق 3 تعادلات بنفس النتيجة (2-2)، ولم يكن الفوز ضروريا لعبور الفراعنة إلى ثمن النهائي، بسبب عدم تحقيق منافسيه في المجموعة غانا وموزمبيق لأي انتصار أيضا، مع تلقيهما خسارتين من الرأس الأخضر.
الأمر نفسه تكرر مع منتخب جمهورية الكونغو في المجموعة السادسة، حيث احتل الوصافة برصيد 3 نقاط جمعها من 3 تعادلات، ليعبر إلى دور الستة عشر، حيث لم يحقق أي فريق آخر في مجموعته الفوز باستثناء المغرب، إذ فشل منتخبا زامبيا وتنزانيا في حصد أي انتصار.
ووضعت البطولة منتخبي مصر والكونغو في مواجهة بدور الستة عشر لن تقبل التعادل مرة أخرى، حيث سيكون على الفريقين ضرورة تحقيق الانتصار من أجل العبور إلى ربع النهائي.
سباق الهداف
وفي ظل وجود بعض اللاعبين المتميزين في خط الهجوم على مستوى العالم في بطولة إفريقيا، أمثال محمد صلاح وفيكتور أوزيمين وغيرهم، يتصدر سباق الهدافين في البطولة لاعبا من دوري الدرجة الثالثة في إسبانيا.
مهاجم غينيا الاستوائية، إيميلو نسوي، الذي ينشط في نادي إنتر سيتي الإسباني، نجح في تسجيل 5 أهداف حتى الآن لفريقه في البطولة، لينفرد بصدارة سباق الهدافين، بفارق هدفين عن أقرب ملاحقيه.
وفي المركز الثاني يأتي المصري مصطفى محمد مهاجم نادي نانت الفرنسي برصيد 3 أهداف، متساويا مع الجزائري بغداد بونجاح الذي انتهى مشوار بلاده في المسابقة ونجح 8 لاعبين في تسجيل هدفين فقط في مرحلة المجموعات.
العلامة الكاملة
لم ينجح أي منتخب في تحقيق العلامة الكاملة في البطولة باستثناء منتخب السنغال حامل اللقب، حيث نجح في حصد 9 نقاط من 3 انتصارات.
وفازت السنغال على الكاميرون وغينيا وغامبيا، لكنها تصطدم في دور الستة عشر بمنتخب كوت ديفوار صاحب الأرض والعائد للمسابقة بصعوبة بعد أن كانت احتمالات خروجه أكثر من بقائه عقب الخسارة المدوية 4-0 من غينيا الاستوائية.