شهد معسكر مصر في كوت ديفوار أزمة، بعد إعلان ترك محمد صلاح قائد "الفراعنة" منتخب بلاده، من أجل العودة إلى إنجلترا للخضوع للعلاج.
وتعرض نجم ليفربول الإنجليزي لإصابة في العضلة الخلفية، خلال الدقائق الأخيرة من الشوط الأول بمواجهة غانا في الجولة الثانية من المجموعة الثانية من كأس أمم إفريقيا المقامة في كوت ديفوار.
وأثار قرار سفر صلاح من كوت ديفوار، جدلا كبيرا في الأوساط المصرية، بينما رسمت الأزمة 3 مشاهد رئيسية.
تضارب المواعيد
أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، الجمعة، أي اليوم التالي لمواجهة مصر وغانا، أن الأشعة التي خضع لها صلاح أثبتت إصابته بشد في العضلة الخلفية، ليغيب عن مباراتي الرأس الأخضر في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، ومواجهة دور الـ16 في حال تأهل المنتخب المصري له.
وظهر صلاح بصحبة المدير الفني للمنتخب المصري روي فيتوريا خلال المؤتمر الصحفي، الأحد، عشية مواجهة مصر والرأس الأخضر المصيرية، ليعلن أن هناك تواصلا بين الجهاز الطبي لـ"الفراعنة" ونظيره في ليفربول، وقال إنه سيصدر بيانا مشتركا للكشف عن تفاصيل إصابته.
تسرع كلوب
ولكن مساء الأحد، أعلن المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، في المؤتمر الصحفي عقب مواجهة فريقه أمام بورنموث في الدوري الإنجليزي الممتاز، أن صلاح سيعود إلى ليفربول من أجل إعادة تأهيله من الإصابة، وربما سيعود للمنتخب حال تأهله للمباراة النهائية المقررة 12 فبراير الجاري، قائلا: "من المنطقي أن يعود للتأهيل معنا".
وبحسب التقارير المصرية، فإن إعلان كلوب عودة صلاح وضع اتحاد الكرة في حرج، ليصدر الأخير بيانا أعلن فيه سفر صلاح إلى إنجلترا ليخضع للعلاج هناك.
لكن الاتحاد المصري أكد أن صلاح ربما يلحق بالمنتخب في الدور قبل النهائي من كأس الأمم حال بلوغه، وهو ما يتضارب مع إعلان المنتخب في البداية بغيابه عن مباراتين، ثم مع إعلان كلوب غياب صلاح حتى المباراة النهائية حال تأهل المنتخب المصري لها.
تحرر اللاعبين
خلال المؤتمر الصحفي قبل مواجهة الرأس الأخضر، أوضح صلاح أنه يتفهم ما يتردد حول تحرر اللاعبين مع خروجه من مباراة غانا، التي انتهت بالتعادل 2-2، وهي نفس نتيجة لقاء مصر الأول أمام موزمبيق.
وأشار صلاح إلى أنه تحدث مع اللاعبين في فكرة "التحرر" عند غيابه، قائلا: "أنا جزء صغير في منظومة المنتخب، أعلم قيمة نفسي ومن أنا، لكن اللاعب يبحث عني ربما من أجل صناعة الفارق، وتحدثت معهم بعد إصابتي عندما طالبوني بالاستمرار".
وأثار تحسن أداء المنتخب المصري في الشوط الثاني أمام غانا جدلا كبيرا، ليقارن المتابعون بين أداء المنتخب في وجود صلاح وفي غيابه.
ضغط على المنافس.. لا الزملاء
وعن التضارب في موعد عودة صلاح، علق محمد همام الناقد الرياضي قائلا إن "الأمر يتعلق بطبيب المنتخب محمد أبو العلا".
وأوضح همام في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "طبيب المنتخب هو المسؤول الأول عن تشخيص إصابة اللاعب، إلى جانب أنه أعلن تواصله المستمر مع الجهاز الطبي لفريق ليفربول".
وأكد: "هناك نقطة غامضة حول موعد عودة صلاح ستتضح بعد خضوعه لفحوصات جديدة في ليفربول، وبالتالي يتحدد موعد عودته، إما في نصف النهائي كما أعلن اتحاد الكرة أو في النهائي كما أعلن كلوب"، في حال تأهلت مصر إلى الدورين.
أما عن تحرر لاعبي المنتخب من الضغوط في غياب صلاح، فضرب الصحفي المصري مثالا بمهاجم ليفربول دييغو جوتا، الذي علق على فترة غياب صلاح عن الـ"ريدز" بسبب المشاركة الإفريقية بأن "وجود صلاح يشكل تهديد لمرمى الخصم دائما".
وأكمل همام: "صلاح هو هداف الجيل الحالي للمنتخب، وبالتالي تواجده في منتخب بلاده يشبه كريستيانو رونالدو في البرتغال أو ليونيل ميسي في الأرجنتين، وبالتالي الضغط يجب أن يكون على الفريق المنافس نتيجة وجوده وليس العكس".
واختتم: "اللاعبون بالكامل والجهاز الفني مسؤولون عن الضغط الذي وضع عليهم، خاصة بعد التعادل أمام موزمبيق وتأهل الرأس الأخضر في صدارة للمجموعة. هذه هي الأزمة الحقيقة وليست غياب صلاح أو حضوره".