يعقد المغاربة آمالا عريضة على منتخبهم النسوي لكرة القدم لتسجيل مشاركة مشرفة في بطولة كأس العالم للسيدات، تنضاف لإنجازات كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة.
وتسعى "لبؤات الأطلس" للتألق في هذا العرس الكروي العالمي إسوة بالأسود الذين بلغوا دور نصف نهائي كأس العالم قطر 2022.
وتمكن المنتخب المغربي من تسجيل إنجاز كأول منتخب عربي يتأهل إلى بطولة كأس العالم، التي انطلقت الخميس، بأستراليا ونيوزلندا.
ويضم المنتخب المغربي النسوي الذي يقوده المدرب الفرنسي رينالد بيدروس، عدد من الأسماء التي تألقت في البطولة الإفريقية من بينهم القائدة غزلان الشباك لاعبة فريق الجيش الملكي وزميلتها في النادي فاطمة تغناوت، إلى جانب روزيلا العيان مهاجمة فريق توتنهام الإنجليزي.
وتستضيف كل من أستراليا ونيوزلندا بشكل مشترك بطولة كأس العالم في نسختها التاسعة ما بين 20 يوليو الجاري و20 أغسطس المقبل، بمشاركة 32 منتخبا بزيادة ثماني فرق عن النسخة السابقة.
استلهام إنجاز "أسود الأطلس"
ويرتقب أن يخوض المنتخب الوطني، الاثنين المقبل، مباراته الافتتاحية ببطولة كأس العالم أمام المنتخب الألماني، بطل العالم مرتين وأحد أبرز المرشحين للظفر اللقب.
وإلى جانب المنتخب الألماني تضم مجموعة المغرب كل من منتخبي كولومبيا، وكوريا الجنوبية.
وكانت قائدة المنتخب المغربي غزلان الشباك قد أكدت سابقا أن المغرب قد وقع في مجموعة صعبة، غير أنها اعتبرت أنه "يمكن التغلب على أي فريق بالعمل الجاد".
وأوضحت الشباك في مقابلة أجرتها مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن المنتخب المغربي النسوي يستمد الالهام من أداء "أسود الأطلس" في مونديال قطر.
حظوظ قائمة
ويتوقع عدد من المتتبعين للشأن الكروي أن يترك المنتخب المغربي خلال مشاركته الأولى في "مونديال السيدات" بصمة مشرفة خصوصا بعد مشواره المتميز في كأس أمم إفريقيا الأخيرة.
ويرى مدرب نادي الجيش الملكي للسيدات، محمد أمين عليوة، أن حظوظ المنتخب المغربي النسوي تبقى قائمة في تسجيل مشاركة متميزة خلال هذه المنافسة العالمية، وأنه يملك جميع الامكانيات للتألق في أولى مشاركة له في أهم حدث كروي نسوي.
ويتوقع عليوة، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن تقتحم "لبؤات الأطلس" هذه المنافسة بمعنويات مرتفعة وبحافز قوي لتمثيل المغرب أفضل تمثيل.
ويوضح المتحدث، أن المدير الفني للمنتخب قد ركز في المباريات الودية التي أجراها على نهج دفاعي يعتمد على المرتدات الهجومية الخاطفة في خطة لا تختلف كثيرا عن النهج الذي اعتمده المدرب وليد الركراكي مع أسود الأطلس في مونديال قطر.
ويتوقع عليوة، أن يسير منتخب السيدات خلال هذه البطولة على خطى "أسود الأطلس" الذين بلغوا المربع الذهبي لكأس العالم كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الانجاز التاريخي.
وأشار الإطار المغربي، إلى الأهمية التي يكتسيها التركيز الذهني في هذا المستوى من المنافسات، إلى جانب انسجام عناصر الفريق الوطني من أجل ترك بصمته في هذه البطولة العالمية.
تطور الكرة النسوية
وقد شهدت كرة القدم النسوية في المغرب، تألقا لافتا خلال السنوات الأخيرة سواء على مستوى الأندية أو المنتخب، حيث توجت سيدات الجيش الملكي بلقب دوري أبطال إفريقيا، واستطاع المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية لأقل من 17 سنة المشاركة في نهائيات كأس العالم "مونديال الهند" فيما بلغ المنتخب الوطني النسوي نهائي بطولة إفريقيا وحققن التأهل لنهائيات كأس العالم.
يؤكد المحلل والناقد الرياضي، أيمن زيزي، على أن الطفرة التي شهدتها كرة القدم النسوية خلال السنوات الأخيرة هي نتيجة جهود جبارة واستثمارات كبيرة في البنيات التحتية الرياضية والتأطير التقني لكنها قبل ذلك جاءت بفضل انخراط المملكة في مساعي الاتحاد الدولي للكرة من أجل تطوير اللعبة على مستوى العالم.
وأبرز زيزي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن الانجازات التي حققها المنتخب الوطني لم تأتي من فراغ، بل هي نتاج عمل قاعدي أضحت معه كرة القدم النسوية من بين الأوراش الكبرى التي تحظى باهتمامات جامعة كرة القدم، والتي سخرت كل الوسائل البشرية والمادية واللوجستية بغية النهوض باللعبة.
ويوضح أنه في إطار هذه الاستراتيجية تم اعتماد نظام الممارسة الاحترافية، ووضع مجموعة من البرامج لتطوير اللعبة وتوسيع قاعدة الممارسات، واعتماد نظام العقود الاحترافية.