أثار غياب إريك تراوري لاعب نادي إنبي المصري، القلق بعد انقطاعه عن التدريبات لمدة 10 أيام دون إخبار ناديه سبب الغياب.
تقارير مصرية أشارت إلى أن إدارة نادي إنبي تواصلت مع زوجة اللاعب وأصدقائه، ولكن أخبروا النادي أنهم لا يعلموا عنه شيئا، ولم يبلغوا السلطات الأمنية بأي تفاصيل عنه، ليعود اللاعب بعد فترة الانقطاع ويُبلغ إدارة ناديه أنه كان يحتاج إلى الانعزال تلك الفترة.
ووفقا للتقارير المصرية عانى اللاعب من ضغوط نفسية أدت إلى تركه الملعب قبل صافرة نهاية مباراة فريقه إنبي أمام أسوان، في الدوري المصري والتي أقيمت يوم 18 إبريل حيث كان يتواجد اللاعب على مقاعد البدلاء.
ديفيز مشهور ولكنه فاشل
واقعة تراوري ليست الأولى للاعب كرة قدم تعرض لضغوط نفسية، حيث سبقه الكندي ألفونسو ديفيز لاعب بايرن ميونيخ، الذي تراجع مستواه، بعد بدايته الاستثنائية مع الفريق واكتساح الفرق الأوروبية في طريق الفريق البافاري للتتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه.
ديفيز بكى في إحدى اللقاءات التليفزيونية شهر مارس الماضي، قائلاً: "أنا مشهورولكني فاشل.. ليس لدي عائلة، وصديقتي لا تعيش معي، ولدي خمسة أصدقاء فقط".
3 أسباب تثير قلق اللاعبين
رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية وهي أقدم نقابة رياضية، نشرت تقريرا عن أسباب تعرض اللاعبين لقلق واكتئاب، وأبرزها الانتقال لتجربة جديدة وصعوبات التكيف مع الزملاء والمدرب الجديد ومدى تحقيق اللاعب للنجاح والحفاظ على مكانه أساسيا.
ودعت الرابطة أي لاعب يشعر بأرق أو فقدان القدرة على التركيز أو التعرض لأي نوبات هلع أو رهاب، ليتواصل مع الرابطة فورا.
وذكر تقرير الرابطة، أن العقود القصيرة للاعبين تؤدي إلى عيش اللاعب لفترات طويلة تحت ضغوط كبيرة، وخاصة مع كثرة التنقل وظهور لاعبين جدد أصغر سنا يستطيعون حجز مكان اللعب أساسيا، مما يزيد حالة التوتر لدى اللاعبين. وبالطبع الضغط الجماهيري كان أحد أسباب توتر اللاعبين، حيث يقلق اللاعبون بشأن رد فعل الجماهير والنقاد الرياضيين في وسائل الإعلام.
أسطورة إيطاليا يرفض كرة القدم
تلك الأزمات النفسية، ليست مرتبطة بلاعبي الجيل الحالي فقط، وإنما مر بها لاعبين قدامى، وأبرزهم النجم الإيطاليروبرتو باجيو.
باجيو ابتعد عن الأضواء بعد الاعتزال، ولكنه ذكر في حوار فريد له قبل 4 أعوام مع صحيفة "روبوبليكا" الإيطالية، أنه سعيد الآن بعيدا عن كرة القدم، والتواصل مع الطبيعة والقيام بأمور تعزز من راحته النفسية.
باجيو ذكر أنه لا يتابع كرة القدم بعد الاعتزال، ورفض عروض من عدة قنوات رياضية للظهور كمحلل للمباريات، مصرحا: "زملاء سابقون يقدمون دروسا للآخرين، ولكنهم لم يكونوا قادرين على تنفيذ مراوغة واحدة ناجحة في مسيرتهم".
ولم يخف باجيو في حواره، طلبه من والدته بقتله لإنهاء معاناته من الإصابات، وكذلك الاضطرابات التي يتعرض لها يوميا قبل النوم، بسبب ضربة الجزاء التي أضاعها في نهائي مونديال 1994، ليتوج المنتخب البرازيلي باللقب وقتها.
معاناة نجم إنجلترا
بول جاسكوين نجم الكرة الإنجليزية في الثمانينات والتسعينات، عانى من الاكتئاب وأدمن الكحوليات، بعد اعتزاله، ليتم اعتقاله في أكثر من مناسبة.
وأُجبر النجم الإنجليزي الملقب بـ"الدبابة" نظرا لقوته الجسمانية، على ترك منزله بسبب شكاوى الجيران، وحاول الانتحار عام 2007 إثر انفصاله عن زوجته وأطفاله بسبب إساءة معاملتهم، ليحاول زملائه مساعدته على التعافي.
نجوم أنهوا حياتهم بأيديهم
وشهدت قائمة لاعبي كرة القدم، نجوم أنهوا حياتهم بأيديهم وأبرزهم الحارس الألماني روبرت إنكه، والذي تخلص من حياته عام 2009.
اكتئاب إنكه بدأ عام 2002 حين كان حارسا لبرشلونة، وودع فريقه بطولة الكأس، ليتعرض لهجوم كبير، بعدها فقد ابنته ليبدأ الاكتئاب في السيطرة عليه حتى أنهى حياته.
الزيارة الأخيرة لمصر
القائمة ضمت أيضا النجم الويلزي غاري سبيد لاعب ليدز وإيفرتون ونيوكاسل الذي انتحر عام 2011، بعدما كان يمضي آخر عطلة له مع زوجته في مصر، قبل أن يقرر إنهاء حياته.
حيلة الأخصائي النفسي لدعم اللاعبين
دكتور وليد جبر أستاذ علم النفس الرياضي بكلية التربية الرياضية في مصر، فرق بين الأخصائي النفسي الرياضي، الذي يتواجد مع الفرق واللاعبين لتأهيلهم نفسيا والتكيف مع البيئة المحيطة، والطبيب النفسي الذي يتعامل بطرق علاجية إذا لزم الأمر، في حالة تراجع الحالة النفسية للاعب، مما يستوجب تدخل علاجي، مثل الحالات التي أدت إلى انتحار أو إدمان اللاعبين.
جبر والذي كان له تجربة مع فريق أهلي جدة السعودي، ذكر أن أحد أبرز الفترات التي يمر بها اللاعبون بأزمات نفسية هي فترة الإصابة، خاصة طويل المدة منها.
وأوضح في تصريحات لسكاي نيوز عربية، أنه يجب إشراك اللاعب في المحاضرات والتدريبات، ليكون متضامن مع الفريق، وهي الأزمة التي تعرض لها روبرتو باجيو نجم إيطاليا.
وسرد: "الخوف من تكرار الإصابة هو أحد الأزمات التي تواجه اللاعبين، وبالتالي يجب أن يحافظ على وزنه ويعمل وفقا لنظام صحي"، وذكر مثالا بنجم التنس رافئيل نادال الذي تعرض لإصابات قوية خلال مسيرته ولكنه ظل الأول عالميا وتوج بالكثير من البطولات نظرا لاهتمام لاعبي التنس بالتأهيل النفسي.
وعن أزمة ديفيز نجم بايرن ميونيخ، تحدث أستاذ الطب الرياضي عن أزمات التكيف مع البيئة المحيطة مدللا على ذلك بتجربته مع أهلي جدة: "يتم وضع اللاعبين الأجانب في أجواء شبيهة بالبيئة التي ترعرعوا فيها، بأن يسكن في كومباوند يتواجد به عدد كبير من الأجانب لكي لا يشعر بالوحدة".
أما الضغوط الجماهيرية نظرا لشعبية كرة القدم، أوضح جبر أن الحيلة التي يلجأ إليها وهو تشتيت انتباه اللاعب عنها، والتركيز على الجانب الخططي والمهاري لينفذها على الوجه الأمثل، قائلاً: "الضغوط والاحتراق النفسي قد يُنهي مسيرة اللاعب مبكرًا".