قبل 12 شهرا، ابتعد نابولي عن المنافسة على لقب الدوري الإيطالي، ليترك الصراع لقطبي ميلان "إي سي ميلان، وإنتر ميلان"، لتُقدِم بعض الجماهير على سرقة سيارة لوتشانو سباليتي المدير الفني للفريق، الذي تولى المسؤولية مع انطلاقة الموسم وقتها.
وأرجعت الجماهير وقتها سرقة سيارة سباليتي لإجباره على الرحيل بعد الخسارة أمام إمبولي بنتيجة 3-2 في إبريل 2022، قبل 4 جولات من النهاية.
ورغم الغضب الكبير لجماهير فريق جنوب إيطاليا وقتها، المعروفة بحماسها الزائد، إلا أن أوريليو دي لاورينتس، رئيس نادي نابولي، قرر استمرار سباليتي للموسم التالي، ليتوج اليوم وبعد عام من تلك الواقعة بلقب تاريخي للدوري الإيطالي بعد التعادل مع أودينيزي بهدف لكل فريق، قبل 5 جولات من النهاية.
انطلاقة مثالية
الانطلاقة المثالية للفريق هذا الموسم في الدوري ودوري الأبطال، أثبتت صحة موقف رئيس النادي، وأدت إلى هدوء أنصار نابولي لدعم الفريق، بعد الانفراد بصدارة الدوري الإيطالي مع الجولة السابعة ليبقى في المقدمة حتى التتويج التاريخي.
وكذلك نجح الفريق في اكتساح ليفربول بافتتاحية مشواره بدوري الأبطال برباعية مقابل هدف، قبل أن يختتم دور المجموعات بصدارة المجموعة التي ضمت إلى جانب الريدز، فريقي أياكس ورينجرز، ليصل للدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخ النادي.
ولم يخسر نابولي هذا الموسم في الدوري سوى في 3 مناسبات:
- أمام إنتر بهدف.
- لاتسيو بنفس النتيجة.
- أمام ميلان برباعية نظيفة.
وكذلك في دوري الأبطال لم يخسر سوى أمام ليفربول في دور المجموعات على ملعب أنفيلد، وكذلك أمام ميلان بهدف نظيف، قبل أن يودع دوري الأبطال من ربع النهائي، في مشوار تاريخي بالبطولة الأوروبية الأقوى.
وانقلب الحال بعد عام كامل من غضب الجماهير من سباليتي، إلى انتقاد المدرب للجماهير بعد الخسارة أمام ميلان برباعية في الدوري: "لا نزال في مرحلة بناء، لعبنا على أرضنا في أجواء لا تصدق، هل سمعتم الجماهير الليلة؟ كنا في ملعبنا ولكن احتفل ألف مشجع لميلان بشكل جنوني، كان بإمكان جماهيرنا أن تغير سير المباراة".
غياب استمر 33 عاما
نابولي استطاع تحقيق بطولة الدوري الثالثة في تاريخه بعد غياب 33 عاما، حيث توج ببطولتي موسمي 86 - 87، و89-90، وكان بطلهما الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، والذي منح أيضا فريق نابولي إنجازه الوحيد الأوروبي وقتها بالتتويج بكأس الاتحاد الأوروبي موسم 88-89.
وأضيفت البطولة إلى سجل ألقاب نابولي المتوج بـ6 ألقاب لكأس إيطاليا، وبطولتين للسوبر الإيطالي.
نابولي نجح في تحقيق نتائج تاريخية هذا الموسم بالفوز أمام يوفنتوس ذهابا وإيابا لأول مرة في التاريخ، باكتساحه 5-1 ذهابا، واكتفى بهدف وحيد إيابا.
نابولي الذي تأسس عام 1926، ويستعد للاحتفال بمئويته بعد 3 أعوام، هو صاحب أقوى خط هجوم في بطولة الدوري بـ(69 هدفا)، وأقوى خط دفاع حيث تلقت شباكه (23هدفا)، نجح في إنهاء الصراع على اللقب الإيطالي قبل 5 جولات من النهاية، ليصبح أول فريق أوروبي يتوج باللقب رسميا في الدوريات الخمسة الكبرى.
وحقق سباليتي صاحب الـ64 عاما لنفسه أول لقب للدوري الإيطالي في تاريخه، بعدما توج بكأس إيطاليا مرتين مع روما عامي 2007 و2008، والدوري الروسي مع زينيت سان بطرسبرغ عامي 2010 و2012.
وأعاد سباليتي أمجاد نابولي ولكن بفريق اختلف عن مارادونا ورفاقه، حيث ضم الفريق نجوم جدد بقيادة الجورجي كفاراتسخيليا الملقب بكفاردنا، والنيجيري فيكتور أوسيمين، ليصبح سباليتي بطلا شعبيا في نابولي.