بعد أربع سنوات عن المواجهة في نهائي كأس إفريقيا للأمم 2019، يتجدد الموعد سهرة السبت، بين منتخبي الجزائر والسنغال، لكن بين اللاعبين المحليين وذلك في المباراة النهائية من بطولة كأس إفريقيا للمحليين "شان-2022" التي تنظمها الجزائر في الفترة ما بين 13 يناير و4 فبراير الجاري.
وفي سيناريو مفتوح على كلّ الاحتمالات بما أنه لم يسبق للفريقين المواجهة في موعد رسمي على مستوى اللاعبين المحليين، بدأت حرارة موقعة ملعب نيلسون مانديلا في الارتفاع رغم الأجواء الباردة التي تطبعُ العاصمة الجزائر خلال هذه الأيام.
وينتظر أشبال "الماجيك"، مجيد بوقرة دعما جماهيريا واسعا مثلما كان عليه الحال في كل مبارياتهم بهذه البطولة، وهو اللقاء الذي سيلعب أمام أكشاك مغلقة بعد نفاد كل التذاكر في وقت قياسي منذ الخميس الماضي، على منصة "تذكرتي".
موقعة "مانديلا" تقترب
بكامل تعداده ومعتمدا على عامليّ الأرض والجمهور، يبحث المنتخب الجزائري المحلي لكرة القدم على الدخول في التاريخ من أوسع أبوابه واقتناص اللقب القاري للمرة الأولى، بعد إنجاز كأس العرب في قطر العام الماضي، وهذا عندما يواجه نظيره السنغالي، يوم السبت، بملعب "نيلسون مانديلا" ببراقي بالجزائر العاصمة على الساعة 8 والنصف مساء بحسب التوقيت الجزائري.
ويسعى أشبال المدرب مجيد بوقرة إلى ترصيع قميصهم الوطني بالنجمة القارية الأولى، بعدما تمكنوا من إحراز المركز الرابع في عام 2011 بالسودان، وهي المهمة التي لن تكون سهلة أمام كتيبة المدرب السنغالي، بابي بونا ثيا، الذي استطاع قيادة تشكيلته خلال هذه البطولة بخطى ثابتة نحو النهائي، وبفريق عاد إلى هذه البطولة بعد غياب دام 12 عاماً.
وفي هذا الشأن، يعتقد المدرب الجزائري، محمد ميهوبي أن ابتعاد اللاعبين عن الضغط السلبي للمباراة والتحضير النفسي مهم في المواعيد الكبرى مثل النهائي.
وفي اتصال مع "موقع سكاي نيوز عربية"، أبرز ميهوبي أن مفاتيح الفوز بالكأس بالنسبة لمنتخب الجزائر تتمثل في "الفوز بالكرات سواء المتحركة أو الثابتة التي تبقى إحدى أسلحة الفريق والعمل على احترام الخصم والتحكيم والتركيز على المباراة".
وبحسب ميهوبي، فإن "أشبال بوقرة في نسق متصاعد من مباراة إلى أخرى، وقد بينت طريقة اللعب ضد النيجر في نصف النهائي أن الفريق تحكم في الكرة وعرف كيف يوزعها بين خطوط أرضية الميدان وفي الجهتين اليمنى واليسرى مما سهّل عليهم افتكاك الفوز بخماسية كاملة".
من جانبه، يرى المحلّل الرياضي، يوسف عزري، موقعة "نيلسون مانديلا" كـ"غيرها من مباريات النهائي"، إذ من المنتظر بحسب رأيه أن تكون "معقدة للغاية ويحاول فيها كل طرف انتظار أخطاء منافسه لصنع الفارق".
وأكد يوسف عزري لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أن "الطرفين يشتركان في عدة نقاط قوة ولديهما تشابه كبير في اللعب والأرقام، فالمنتخب السنغالي أظهر خلال هذه الدورة بأنه يمتلك مجموعة متجانسة وفي صفوفه أسماء ممتازة تمنحه التفوق في كل مرة".
عوامل لصالح "الخضر"
علاوة على عاملي الأرض والجمهور، يستعين زملاء هداف الدورة اللاعب أيمن محيوص (5 أهداف) بمجموعة من العوامل التي ترفع من أسهم "محاربي الصحراء" لرفع الكأس الإفريقية فوق الأراضي الجزائرية، من بينها النتائج الإيجابية المحققة منذ بداية المسابقة القارية من خلال الانتصار في كل المباريات، علاوة على الخماسية النظيفة التي أمطروا بها شباك منتخب النيجر في النصف النهائي وفكّوا من خلالها عقدة الهجوم.
وبحسب الإعلامي الرياضي، غفير بن ثابت، فإنّ "المباراة الأخيرة للمنتخب الجزائري في الدور النصف النهائي أمام النيجر أثبتت بأنه الأفضل في هذه الدورة وهو المرشح الأول للتتويج بالبطولة شرط وضع الأرجل علی الأرض".
لكن بن ثابت حذّر في حديثه لـ "موقع سكاي نيوز عربية" من قوة الفريق السنغالي المحلي الذي وإن كان ليس بقوة الفريق الأول إلا أنه "منتخب يلعب كمجموعة ولا يعتمد علی لاعب معين، حيث سجل أسود التيرانغا 6 أهداف من توقيع 6 لاعبين مختلفين".
وقد تعرض منتخب السنغال في "شان-2022" إلى خسارة واحدة فقط (ضد أوغندا 0-1 في دور المجموعات)، في حين سجل خطه الهجومي 6 أهداف، ويعتمد هذا الفريق على الروح الإيجابية التي أصبحت تعرفها الكرة السنغالية بعد التتويج بكأس إفريقيا للأمم 2022 والتأهل إلى كأس العالم بقطر.
فيما أدى الفريق الجزائري مشوارا ممتازاً، دون هزيمة بـ 5 انتصارات، مع تسجيل 9 أهداف، في حين لم تتلقى شباك الحارس قندوز أي هدف.