شهدت رياضة كرة المضرب في تونس خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا، ليس فقط بفضل النتائج اللافتة التي ما انفكت أيقونة التنس العربي أنس جابر تحققها في البطولات الكبرى، وإنما أيضا لبروز أسماء أخرى في مجال التدريب، والتي كان اللاعب الدولي السابق مالك الجزيري أحد أبرز عناوينها، عندما أصبح الأسبوع الماضي أول مدرب عربي يشرف على تدريب لاعب يخوض دورة أستراليا المفتوحة إحدى دورات غراند سلام.
وفي مستهل مسيرته التدريبية، أصبح التونسي مالك الجزيري رسميا مدربا للاعب الكندي فاسيك بوسبيسيل بطل العالم في كأس "ديفيس 2022" مع منتخب بلاده، والمصنف 99 عالميا في ترتيب لاعبي التنس المحترفين.
تحديات للجزيري.. مدربا ولاعبا
ومنذ أن تسلم مقاليد الإشراف عليه، نجح مالك الجزيري في أواخر العام الماضي في قيادة بوسبيسيل إلى التتويج بلقب دورة "دروموندفيل" الكندية المفتوحة ثم بلغ الدور الثاني من دورة "أديلايد" قبل أن يغادر دورة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى منذ الدور الأول.
وفي تصريحات خص بها موقع "سكاي نيوز عربية"، أكد مالك الجزيري أن "فكرة التدريب كانت تراودني مثل غيري من لاعبي كرة المضرب، وبحكم علاقتي الجيدة باللاعب الكندي فاسيك بوسبيسيل، لم أتردد عندما عرض علي أن أشرف على تدريبه خصوصا أنه لاعب متميز ويطمح للفوز بكل البطولات التي يدخل غمار المشاركة فيها".
وقال الجزيري الذي بلغ في يناير الحالي التاسعة والثلاثين من العمر: "بوسبيسيل لاعب يعد بالكثير، أعتقد أنه من المهم جدا في بداية مسيرتي التدريبية أن أدرب أحد أفضل اللاعبين في كندا، وواحد من بين أفضل 100 مصنف على العالم، لقد فاز بكأس العالم للعبة، كأس ديفيس وكان أحد عناصر منتخب كندا في تلك البطولة العريقة وذلك قبل أن أشرف على تدريبه، كما توجنا معا بدورة كندا المفتوحة ولكن الحظ لم يوفقه لتحقيق نتائج جيدة في بطولة أستراليا الكبرى، سنواصل العمل وطموحاتنا كبيرة لتحقيق نتائج جيدة".
وبخصوص المشاركات المقبلة التي تنتظره مع لاعبه، أوضح مالك الجزيري: "تنتظرنا بطولة مونبيلييه في فرنسا خلال شهر مارس المقبل والتي ستكون التحدي الأكبر للاعب الكندي ولي شخصيا وهي ضمن مسار فرنسا والتي تسبق بطولة فرنسا المفتوحة "رولان غاروس" 2023". وتابع: "أمامنا رهانات كبيرة وهي تجربة ممتعة بالنسبة لي" .
وفي تعليقه على مكانة رياضة التنس في تونس بعد إنجازاته في العشرية الثانية من القرن الحالي، والمسيرة الملهمة لمواطنته أنس جابر في السنوات الأخيرة، قال الجزيري لـ"سكاي نيوز عربية": "كوني أول لاعب تنس تونسي أبلغ التصنيف في مسيرتي وذلك في العام فهذا أمر رائع، لقد فتحت الطريق أمام لاعبين ولاعبات من تونس للتألق عالميا، وكانت أنس جابر أفضل من حملت المشعل عني وبلغت مراتب مرموقة وحققت إنجازات أسطورية، رياضة التنس من بين الألعاب التي صنعت شيئا من التاريخ لتونس، وأصبحت تحظى بشعبية كبيرة بعد تألقي ثم إبداع أنس جابر".
سفير التنس العربي في رولان غاروس
وخاض مالك الجزيري المولود بمدينة بنزرت التونسية، (شمال) في 20 يناير 1984، مسيرة ناجحة في رياضة كرة المضرب التي بدأ ممارستها في سنوات الطفولة وتحديدا في سن الخامسة بنادي التنس ببنزرت، وهو فريق هاو استمر معه الجزيري حتى بلوغه الثامنة عشرة من العمر، حين قرر احتراف هذه الرياضة التي لم تكن في ذلك الوقت تتمتع بشعبية كبيرة.
وقال الجزيري لـ"سكاي نيوز عربية": "البداية كانت صعبة جدا، فضلا عن أن التنس ليس من الألعاب الشعبية في تونس، لكن بعض الإصابات حالت دون بروزي.. في المقابل، أعتبر أن سنة 2011 كانت المنعرج الأكبر في مسيرتي، بعد بلوغي الدور الثاني من بطولة أميركا المفتوحة -إحدى البطولات الأربع الكبرى- وذلك في سبتمبر2011، كما بلغت بعد عام واحد نهائي بطولة دالاس الأميركية المفتوحة وواجهت أحد اللاعبين الكبار وهو الأميركي ستيف جونسون".
وحقق اللاعب التونسي أفضل ترتيب له في يناير 2019، عندما بلغ المركز 42 للتصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين.
وتوج الجزيري بجوائز بطولات التحدي في رياضة كرة المضرب، مثل دورة جنيف المفتوحة في 2013، ولقب دورة "غوادالاخارا" المكسيكية في 2016 وبطولة "غوادلوب" في العام ذاته، كما مثل منتخب تونس في كأس ديفيس في عديد المناسبات بجانب مشاركته في مسابقة كرة المضرب بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن 2012 ثم ريو دي جانيرو 2016.
أما مشاركاته في بطولات الغراند سلام فقد بدأت في 2011 بدورة أستراليا المفتوحة. وفي العام نفسه أصبح أول تونسي يبلغ الدور الثاني لبطولة أميركا المفتوحة بفوزه على الهولندي "دي بيكر"، أما في العام 2016 فكان الجزيري، التونسي والعربي الوحيد الذي خاض دورة "رولان غاروس" المفتوحة.
ويملك الجزيري 8 ألقاب في مسابقات الفردي، على امتداد مسيرته كانت كلها في مسارات التحدي بجانب لقب واحد في الزوجي.