بعد احتضانها ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، بداية الصيف الماضي، تعيش الجزائر إلى غاية 4 فبراير المقبل، أجواء رياضية حماسية مع تنظيمها الدورة السابعة من بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم للمحليين "شان 2022"، التي تشهد مشاركة 18 بلدا إفريقيا.
وتعيش الجزائر العاصمة والعديد من مدن البلاد الكبرى على غرار وهران، وقسنطينة وعنابة المبرمجة لاحتضان المباريات، أجواء حماسية مع انطلاق صافرة أولى مواجهات كأس إفريقيا للمحليين التي تجرى بين 13 يناير الجاري و4 فبراير المقبل، وكانت البداية سهرة الجمعة، مع اللقاء الذي جمع المنتخب الجزائري المحلي بنظيره الليبي وانتهى بفوز أشبال مجيد بوقرة بنتيجة (1-0).
وقد خصصت الجزائر أربعة ملاعب ذات مواصفات دولية هي: نيلسون مانديلا بالعاصمة الجزائر وميلود هدفي بوهران (غرب الجزائر) و"الشهيد حملاوي" بقسنطينة و19 ماي بعنابة (شرق الجزائر)، لاحتضان هذا الحدث الرياضي الإفريقي المخصص للاعبين المحليين.
وبحسب رئيس المنظمة الجزائرية للصحفيين الرياضيين، يوسف تازير، فإن "الجزائر أعطت بعدا آخر لهذه البطولة باستقبالها لأول مرة 18 منتخبا إفريقيا محليا وهذا منذ انطلاق البطولة سنة 2009، علاوة على تجهيزها لإمكانيات تقنية ومنشآت معتبرة تليق بمستوى الحدث".
ومن بين مميزات "شان" الجزائر، أبرز يوسف تازير في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أنه "في سابقة أولى بمسابقات الاتحاد الإفريقي للعبة، ستشهد مباريات دورة الجزائر استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد بداية من دور المجموعات إلى غاية المباراة النهائية".
وتابع المتحدث "تم توفير وسائل تكنولوجية جد متطورة في نقل المباريات كما أن الاتحاد الإفريقي للعبة ضاعف من عدد الكاميرات المخصصة للتغطية من 14 إلى 24 علاوة على حضور التغطية الإعلامية الدولية للمنافسة".
وأكد تازير على أن "مشاركة المنتخبات الإفريقية ستكون قوية، خاصة من دول مثل أوغندا وليبيا التي تعرف فرقها مشاركة لاعبين يلعبون لصالح المنتخب الأول، وبالتالي فإن دورة الجزائر تعتبر فرصة للاعبين الأفارقة المحليين لإبراز قدراتهم من أجل الاحتراف".
لوحات إفريقية بملعب "مانديلا"
ضبط الشارع الرياضي الجزائري الشغوف بالكرة المستديرة عقارب الساعة على موعد مباريات هذه البطولة الكروية.
كانت البداية سهرة الجمعة، حيث شهد حفل الافتتاح حضورا جماهيريا واسعا بالملعب الجديد "نيلسون مانديلا" وسط العاصمة الجزائر، صانعاً لوحات فنية في مدرجات هذا الصرح الرياضي، مع حضور أعضاء من الحكومة الجزائرية ووجوه رياضية بارزة يتقدمهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إينفانتينو، ورئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي.
ونشط الحفل كل من الفنان الجزائري المغترب "سولكينغ" وطوطو وفرقة بلوز الصحراء تيكوباوين والمغني الكونغولي دادجو في أجواء بهيجة، فيما جرت رقصات فولكلورية من أداء مجموعات رقص بأزياء تقليدية تمثل مناطق الجزائر وعروض فنية إفريقية تفاعل معها الجمهور بحرارة.
كما تزينت شوارع الجزائر العاصمة منذ أيام بأعلام الدول الإفريقية المشاركة في المسابقة، لتعود صور الجماهير الجزائرية متزينة بالأوشحة والأعلام الوطنية وهي في طريقها نحو الحضور إلى الملاعب المعنية باحتضان اللقاءات.
"روح" الكرة تغزو الملاعب
لاقت عملية تنقل الأنصار إلى ملعب "مانديلا" عبر ثماني نقاط، استحسان بعض الأنصار، بحسب انطباعات استقاها موقع "سكاي نيوز عربية"، وصرح أحد المناصرين للموقع أنه "تنقل لملعب مانديلا ببراقي وسط العاصمة انطلاقا من متنزه "الصابلات" وهي إحدى النقاط المحددة لنقل المشجعين، والجميل في الأمر أنه تم تقسيم الحافلات وتخصيص بعضها للعائلات التي قدمت بقوة للاستمتاع بالمشاهد الفنية".
وقد أجمع الحاضرون على روعة التحفة الرياضية ملعب "نيلسون مانديلا" الذي يكتشفونه لأول مرة، وهو المخصص لاحتضان أولى مباريات "الشان" بعد تدشينه من طرف الرئيس الجزائري، الخميس الماضي، مؤكدين أنه بهذا النوع من الملاعب ذات المعايير الدولية ومعها المنشآت الضرورية ترتفع أسهم الجزائر في الحصول على شرف استضافة كأس أمم إفريقيا 2025.
وفي الشأن ذاته، كتب يونس صابر الشريف منشط حفل الافتتاح عبر صفحته على "فيسبوك" "كانت سهرة استثنائية في ملعب مانديلا!.. تشرفت كثيراً بتنشيط الحفل الافتتاحي لبطولة إفريقيا للمحليين. كل شيء كان باهراً وجميلاً. شكراً لكل رسائلكم الطيبة وكلماتكم الرقيقة.. دامت أفراحنا".
وقد أشاد الدولي الجزائري الأسبق، عنتر يحيى، بحفل الافتتاح، وقال يحيى مغردا على "تويتر": "حفل افتتاح رائع يليق بأهم الأحداث الرياضية العالمية، بالإضافة إلى فوز مهم في بداية البطولة". منهيا التغريدة بقوله: "تحيا الجزائر".