أعلن لاعب المنتخب المغربي حكيم زياش، الذي عانى في طفولته من الفقر، عن نيته التبرع بالمكافأة التي تقدمها الفيفا للاعبي المنتخبات المتأهلة لنصف النهائي في كأس العالم بقطر 2022.
ولقيت مبادرة زياش إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر معجبون باللاعب عن اعتزازهم وفخرهم بهذه الخطوة السخية.
وذكرت صحيفة "الصن" البريطانية أن زياش لم يدخل إلى حسابه أي دولار من مشاركاته مع منتخب المغرب، إذ اعتاد التبرع بكامل المكافآت للجمعيات الخيرية.
وحسب المصدر ذاته، فإن نجم تشلسي سيتقاضى مكافأة تصل إلى 262 ألف جنيه إسترليني (نحو 300 ألف يورو)، بعد وصول المغرب إلى المربع الذهبي في كأس العالم 2022 في قطر، وهي أموال سيتبرع بها الدولي المغربي.
طفولة صعبة
ولد حكيم زياش في 19 مارس 1993، بمدينة درونتن الهولندية، من والدين من أصول مغربية، وتحديدا بإقليم بركان شرقي البلاد، وهو الأصغر بين 9 إخوة.
وبعد وفاة والده، في أواخر عام 2003، بعد صراع طويل مع مرض التصلب العصبي، وجد حكيم الذي كان يبلغ آنذاك 10 أعوام، نفسه في حضن الشارع، يشرب ويدخن ويبيع المخدرات، حسب ما كشفت عنه صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
بأعجوبة، وضعت الأقدار الطفل التائه في طريق، عزيز ذو الفقار، وهو لاعب كرة قدم مغربي يعد من أوائل اللاعبين الذين احترفوا في هولندا. هذا الرجل انتشله من الضياع ويُتم الأب وأعاد وضعه على سكة الحياة، وحينها انطلقت فعليا مسيرة زياش الكروية.
على المستوى الدولي، تم استدعاء زياش لأول مرة إلى منتخب هولندا وهو في سن العشرين عام 2013. أما قصته مع أسود الأطلس، فقد كان بادو الزاكي المدرب السابق للمغرب أول من كتب سطورها الأولى.
ومع توالي سنوات العطاء والتألق، ارتفعت قيمة زياش في بورصة الكرة، إذ أعلن تشلسي عن شرائه من نادي أياكس أمستردام مقابل رسوم قدرها 40 مليون يورو.
ويعتبر حاليا حكيم زياش واحداً من أبرز لاعبي منتخب المغرب، وأكثر من يُعول عليه الجمهور في الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة.
سخاء كبير
تتواتر الروايات حول سخاء زياش، الذي نشأ في أسرة فقيرة، والذي يدرك جيدا قسوة الحياة ومعنى أن تكون محتاجا.
وبمجرد تسلمه "مصروف الجيب"، فإنه يُسلمه للمرافقين وحاملي الأمتعة، والنساء المكلفات بالنظافة، سواء كان داخل المغرب أو خارجه، وفي كثير من المرات يقوم زياش بفتح الظرف المالي لزيادة المبلغ من ماله الخاص، حسب أقوال مقربين منه.
من جهة أخرى، فإن اللاعب المغربي يقوم بالعديد من المبادرات والأعمال الإنسانية، من بينها تطوعه للعمل في مشروع لأحد المراكز المتخصص في رعاية الأطفال والشباب في حالة اضطراب، حيث دعاهم إلى مباراة فريقه السابق تفينتي الهولندي.