في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، تحدث الحكم المونديالي الإماراتي السابق علي بوجسيم، الذي شارك في إدارة ثلاث نسخ من بطولات كأس العالم في 1994 و1998 و2002، عن التعديلات الجديدة التي سيطبقها "الفيفا" في مونديال قطر 2022 بداية من 20 نوفمبر.
وتمثل التعديلات بالأساس في توظيف التكنولوجيا لمساعدة الحكام على أداء مهمتهم بالشكل الناجح خاصة في حالات التسلل، وذلك بواسطة تكنولوجيا جديدة ستستخدم 12 كاميرا، وتُثبّت أسفل سقف الملعب بهدف تتبع حركة الكرة، حيث قال :" إن استخدام الذكاء الصناعي في مباريات كرة القدم يؤكد بشكل واضح حرص القائمين على التحكيم في "الفيفا" على الاستفادة من التطور التكنولوجي الحاصل، وتوظيفه بشكل إيجابي في مساعدة الحكام على التقليل من الأخطاء خلال المباريات . كما أن التظاهرات الكروية الكبرى مثل المونديال فرصة مواتية للفيفا من أجل تجربة ما توصلت إليه التجارب والبحوث في اللعبة ، وبالتالي توظيف أحدث التكنولوجيا في خدمة كرة القدم".
وأضاف الحكم الإماراتي السابق : " التكنولوجيا المستعملة في احتساب التسلل خلال السنوات الأخيرة ، أظهرت بعض النقاط السلبية في تطبيقها مثل طول زمن التوقف والإضرار باستمرارية اللعب وإصابة الجماهير بالممل ، وبالتالي فان التكنولوجيا الجديدة التي تتمثل في تزويد الكرة الخاصة بالمونديال بـ"مستشعر" ، ليرسل كل بيانات حركة الكرة إلى غرفة عمليات الفيديو بسرعة تُقدّر بـ 500 مرة في الثانية، بالاضافة الى أن تخصيص هذه التكنولوجيا أيضا لكل لاعب مشارك في كأس العالم بهدف احتساب الموقف الدقيق الذي يتواجد فيه خلال المباراة ، يساعد على معرفة مكان ركلها بدقة كبيرة".
وتوقع بوجسيم الذي نال شرف إدارة المباراة الافتتاحية في كأس العالم 2002 بين فرنسا والسنغال قائلا أن تثمر هذه التعديلات الجديدة في قوانين اللعبة خلال مونديال 2022، في تحقيق نتائج إيجابية تساعد الحكام على حسن إدارة المباريات، وبالتالي الوصول إلى أعلى مقدار ممكن من الدقة في اتخاذ القرارات .
كما شدد على أن مباريات كرة القدم ستشهد الجديد في كل مونديال، بفضل التطور التكنولوجي المستمر، وقدرة الذكاء الاصطناعي على إفادة اللعبة وحفظ حقوق جميع الفرق والمنتخبات، متوقعا تثبيت تقنية "المستشعر" على ملابس اللاعبين في المستقبل.
وأشار بوجسيم كذلك إلى أن تقنية الفيديو " الفار" أسهمت في التقليص الأخطاء خلال المباريات بنسبة 85 % ، معتبرا أنها نسبة كبيرة ساعدت في القطع مع الأخطاء الكبيرة التي سجلتها مباريات شهيرة في بطولات كروية عالمية ، مثل الأهداف التي سجلت باليد على غرار هدف الفرنسي تيري هنري مع منتخب بلاده في مرمى ايرلندا ، وهدف الراحل مارادونا مع منتخب الأرجنتين في مرمى انجلترا .
وفيما يتعلق بمشاركة الحكام العرب في كأس العالم 2022 ، وحظوظ الأطقم الثلاثة التي تتكون من الإماراتي محمد عبد الله حسن حكما للساحة ومساعديه محمد الحمادي وحسن المهري ، وحكم الساحة الجزائري مصطفى غربال ومساعديه عبد الحق إتشعلي وقوراري مقران، والقطري عبد الرحمن الجاسم حكم الساحة ومساعديه طالب سالم المري وسعود أحمد، قال بوجسيم : " أتوقع مشاركة إيجابية للطاقمين الإماراتي والجزائري بفضل ثبات مستواهما، وخبرتهما الطويلة ،سيما بالنسبة للحكم محمد عبد الله، الذي شارك في إدارة مباريات مونديال 2018 .
وأضاف "ورغم أن المنافسة ستكون قوية مع الإيراني علي رضا فغاني إلا أن المستوى الجيد الذي يقدمه ممثل التحكيم الإماراتي محليا وقاريا ودوليا يؤهله لنيل ثقة لجنة الحكام بالفيفا لإدارة عدد من المبارات المهمة في مشوار كأس العالم ".