حبست الإصابة التي تعرض لها قائد منتخب تونس لكرة القدم يوسف المساكني، مساء الثلاثاء، خلال مباراة فريقه العربي القطري أمام فريق أم صلال، ضمن الدوري الممتاز، أنفاس الجماهير التونسية عندما خيم شبح غياب قائد منتخب نسور قرطاج عن مونديال قطر 2022 بقوة على الأوساط الكروية.
وجاءت الإصابة قبل أسابيع قليلة عن انطلاق المشاركة السادسة لتونس في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وبعد ساعات من إعلان مدرب منتخب تونس، جلال القادري، عن قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في المباراتين الوديتين أمام منتخب جزر القمر يوم 22 سبتمبر الجاري، ثم أمام منتخب البرازيل في 27 من الشهر ذاته وذلك في أول معسكر إعدادي للمونديال، تعرض يوسف المساكني مهاجم العربي القطري إلى إصابة في الشوط الثاني من مواجهة فريقه أمام أم صلال.
وغادر اللاعب أرضية الميدان وسط مخاوف من الجهاز الفني للعربي وحالة من الحيرة والاستنفار في أوساط الجماهير التونسية خوفا من أن تكون الإصابة على مستوى الأربطة الصليبية للركبة، وهو ما يعني غيابا مؤكدا عن كأس العالم في حال ثبوتها.
ومساء الثلاثاء، خيم شبح الإصابة اللعينة على جماهير منتخب تونس فيما تسابقت وسائل الإعلام إلى الحصول على الخبر اليقين للحالة الصحية للاعب والتأكد من نوع الإصابة في وقت بدأ الجهازان الفني والطبي لمنتخب تونس في القيام باتصالات مع إدارة النادي العربي لكشف تطورات الوضع الصحي للاعب.
أخبار سارة
وبدد الاتحاد التونسي لكرة القدم، يوم الأربعاء، مخاوف الجماهير مؤكدا أن الفحوص الأولية لقائد النسور أثبت عدم إصابته في الأربطة الصليبية، لكن اللاعب سيخضع لمزيد من الكشوفات لبيان نوع الإصابة والمدة التي تستوجبها من الراحة.
وأكد اتحاد الكرة في بيان عاجل أن يوسف المساكني لا يشكو من إصابة على مستوى الأربطة الصليبية المتقاطعة، وذلك بعد القيام بعملية تشخيص في مصحة خاصة بالعاصمة تونس.
وتابع الاتحاد في بيانه: ''فور وصوله ظهر الأربعاء إلى تونس قادما من قطر، خضع يوسف المساكني للفحوص الضرورية لتشخيص الإصابة التي تعرض إليها في المقابلة التي خاضها مع فريقه في إطار الدوري القطري، وقد أثبتت نتائج الفحوص التي جرت بإحدى المصحات المتخصصة عدم وجود إصابة في مستوى الأربطة الصليبية المتقاطعة''.
وينتظر حسب مصدر طبي مقرب من الاتحاد التونسي لكرة القدم أن المساكني سيغيب عن الملاعب لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وهو ما يعني أنه سيتخلف عن المباراة الودية المرتقبة أمام منتخب البرازيل يوم 27 سبتمبر الجاري في ملعب حديقة الأمراء بباريس لكنه سيكون جاهزا بحسب المصدر ذاته للمشاركة في كأس العالم قطر 2022 والتي تنطلق يوم 20 نوفمبر المقبل.
ويشار إلى أن يوسف المساكني، قائد وهداف منتخب تونس، تغيب عن النسخة الأخيرة من كأس العالم روسيا 2018، وذلك بعد إصابته في الأربطة الصليبية للركبة شهرين قبل افتتاح المونديال، وهو ما مثل أسوأ ذكرى للاعب في مسيرته بحسب تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام مختلفة فيما سادت آنذاك حالة من التعاطف والمواساة مع اللاعب التونسي الذي كان هداف منتخب تونس في تصفيات ذلك المونديال برصيد 8 أهداف.
مباراة للتاريخ
وتنتظر الجماهير التونسية مشاركة منتخب بلادها للمرة السادسة في تاريخ المونديال حيث سيكون هدف أبناء المدرب جلال القادري في قطر 2022 التأهل للمرة الأولى للدور الثاني، ولكن قبل ذلك استأثرت المباراة الودية المرتقبة بشدة لنسور قرطاج أمام نجوم السامبا البرازيلية باهتمام واسع في الساحة الكروية بتونس، خاصة أنها ستكون مؤشرا قويا بحسب عديد المتابعين لبيان مدى جاهزية المنتخب للنهائيات.
واستنجد مدرب تونس، جلال القادري بمجموعة من اللاعبين الذين يحترف أغلبهم في أوروبا تحسبا لمقارعة منتخب قوي مثل البرازيل على حد تعبير القادري، في مؤتمر صحفي عقده بمقر اتحاد الكرة لإعلان قائمة اللاعبين الذين سيخوضون المعسكر الأول على درب التحضير للمونديال.
وقال القادري: "ندرك جيدا ماذا يعني اللعب ضد المنتخب البرازيلي، هذه مباراة لا تحصل دائما ولكن نشعر بالفخر والثقة لأن منتخب البرازيل هو الذي عرض علينا التباري وديا وذلك بعد عروضنا المتميزة سواء في كأس العرب للمنتخبات أو في كأس أمم إفريقيا 2022 أو في الدورة الدولية الأخيرة في اليابان والتي توجنا بها بعد الفوز على البلد المنظم (3 ـ 0)، نحن ننظر بتفاؤل إلى هذه المواجهة ونستعد لها بشكل جدي."
واستعان جلال القادري بسبعة عشر لاعبا محترفا بأوروبا يقودهم هداف مونبيليي الفرنسي وهبي الخزري ونجم كولن الألماني إلياس السخيري ومدافعا سالرنيتانا الإيطالي ديلان برون ولوريون الفرنسي منتصر الطالبي.
كما وجه القادري الدعوة إلى عدد من اللاعبين المهاجرين بأوروبا والحاملين للجنسية المزدوجة على غرار لاعب الوسط ذي الـ18 ربيعا شيم الجبالي من ليون الفرنسي أو عمر الرقيق من سبارتا روتردام الهولندي أو رامي كعيب من هيرنفيين الهولندي وأنيس بن سليمان من بروندبي الدانماركي وحنبعل المجبري من بيرمنغهام الإنجليزي وغيرهم.
وفضلا عن هؤلاء المحترفين بأندية أوروبا، استعان القادري بلاعبي الدوريات العربية مثل نعيم السليتي من الاتفاق السعودي أو يوسف المساكني من العربي القطري وعلي معلول وسيف الجزيري على التوالي من الأهلي والزمالك في مصر.
واقتصر حضور لاعبي الدوري التونسي على خمسة عناصر وهم نادر الغنذري من الأفريقي وغيلان الشعلالي من نادي الترجي فضلا عن ثلاثة حراس مرمى.
ويواجه المنتخب التونسي نظيره البرازيلي وديا في 27 من الشهر الجاري بملعب حديقة الأمراء بباريس وهي المواجهة المباشرة الثانية في تاريخ المنتخبين بعد مباراة أولى في 1973 انتهت لمنتخب لصامبا (4 ـ 1).
وتلعب تونس الدور الأول من مونديال قطر 2022 ضمن المجموعة الرابعة بجانب منتخبات فرنسا والدانمارك وأستراليا.