بعدما تربع على عرش المستطيل الأخضر مسجلا اسمه بأحرف من ذهب، كرمت الجزائر أحد أساطير الكرة لديها، النجم الراحل ميلود هدفي، عبر إطلاق اسمه على الملعب الأولمبي لوهران الذي يحتضن النسخة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط.
ويحتضن الملعب الأولمبي الجديد الذي يحمل اسم المدافع التاريخي، ابن مدينة وهران، ميلود هدفي، منافسات النسخة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي افتتحت مساء السبت.
واستقبل الشارع الرياضي بالجزائر بترحيب كبير إطلاق اسم ميلود هدفي، المدافع المتألق خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، على " الاستاد التحفة" ملعب وهران الأولمبي الذي يفتح ذراعيه لاحتضان منافسات الألعاب المتوسطية.
كما أثنت عائلته وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية على مبادرة السلطات بإطلاق اسم اللاعب الراحل ميلود هدفي صاحب المسيرة الكروية المضيئة على الصرح الرياضي الجديد، واعتبرت الخطوة عربون تقدير لهذه الأسطورة الكروية الجزائرية بعد 28 عاما عن رحيلها.
وفي السياق ذاته، عجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور اللاعب وفيديوهات تروي تاريخه الكروي الممتد على عدة محطات وأندية جزائرية كبيرة على غرار جمعية وهران، مولودية وهران، ووداد تلمسان لينتهي به المطاف مع نادي هلال سيق عام 1979.
"القيصر الإفريقي"
وعلاوة على اسمه المسجل بأحرف من ذهب في سجل الكرة المحلية، كان يحظى نجم الجزائر بسمعة دولية، وقد أطلق عليه الجوهرة البرازيلية، بيليه لقب "بيكنباور إفريقيا" لتشابه أسلوب لعبه مع "القيصر" الألماني "فرانتس بكنباور"، وابتداء من هذه الفترة أصبح معروفا بـ"القيصر الإفريقي".
وفي هذا السياق، يؤكد اللاعب الدولي الجزائري الأسبق، إبراهيم عرفات مزوار، أن الراحل ميلود هدفي "أسطورة جزائرية وإفريقية نفتخر بها وأحد الذين صنعوا تاريخ كرة القدم الجزائرية".
وفي حديث جمعه مع موقع سكاي نيوز عربية، أبرز النجم السابق لشباب بلوزداد، مزوار أن "الراحل ميلود هدفي كان يصنف من أحسن اللاعبين في القارة الإفريقية في عصره، حتى تم تلقيبه بالقيصر الإفريقي وهذا دليل على المكانة التي كان يتربع عليها في عالم الكرة المستديرة".
واعتبر عرفات مزوار أن "هدفي دخل تاريخ الكرة الجزائرية من أوسع أبوابه وإطلاق اسمه على الملعب الأولمبي الجديد لوهران أمر أسعدنا كثيرا كأسرة رياضية جزائرية".
ملعب بإطلالة دولية
ويتربع المركب الأولمبي الجديد لوهران المشيد وفق المعايير الدولية فوق مساحة 105 هكتار، وقد أضفى الصرح المعماري الفخم مسحة فنية على عاصمة الغرب الجزائري، فيما قدم هذا الملعب صورا رائعة في أول موعد له مع حفل افتتاح "العرس المتوسطي" عبر احتضانه جملة من العروض الفنية الموسيقية والاستعراضية أبهرت الجمهور الحاضر وضيوف الجزائر.
وعلاوة على ضمه لملعب كرة القدم، المتسع لـ40143 مقعدا، تم بناء عدد من المرافق الرياضية الحديثة على مستواه، على غرار ملعب لألعاب القوى بسعة 4200 مقعد وقاعة رياضية بسعة 6000 مقعد قابلة للتوسيع إلى 7000، فضلا عن مركز مائي بثلاثة أحواض من نوع ''إينوكس'' في تجربة أولى على المستوى الإفريقي من بينهم اثنان أولمبيان وثالث شبه أولمبي.
ومن المنتظر أن يستضيف هذا الملعب الجديد مباريات وطنية ودولية، وسبق أن كشف المدير الفني لـ"الخضر"، جمال بلماضي، خلال حضوره حفل افتتاح "العرس المتوسطي" بأنه يتمنى استقبال منتخب النيجر في الجولة المقبلة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023 على ملعب وهران.