قبل 5 سنوات، وفي عمر الثانية عشر، قرر الشاب المصري محمود حسني بدعم من والده تعلّم رياضة رفع الأثقال، التي كان يراها "البوابة نحو العالمية".
أحلام الشاب ظلت حاضرة طوال تلك السنوات، حتى وقع الاختيار عليه لتمثيل المنتخب المصري في بطولة العالم لرفع الأثقال التي أقيمت أخيرا في المكسيك، حيث حصد 3 ميداليات ذهبية، وحطم الرقم القياسي العالمي.
ويحكي محمود كواليس البطولة لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "لم أصدق أنني استطعت كسر الرقم القياسي وحققت الميداليات الذهبية الثلاث، هذا ما حلمت به طوال حياتي".
وتابع: "كنت أتمنى فقط في البداية دخول معسكر المنتخب الوطني، وحاليا قمت برفع علم مصر عاليا، وبمشيئة الله سيظل النشيد الوطني المصري يتردد بلا توقف في جميع المحافل الدولية".
14 ميدالية متنوعة
واستطاعت بعثة المنتخب المصري حصد 14 ميدالية متنوعة في البطولة، على رأسهم ذهبيات محمود حسني والبطلة رحمة السيد، مع تتويج الأول بكأس الأفضل في البطولة.
ونجح محمود في التتويج بالميداليات الذهبية في الخطف بعد نجاحه في رفع 150 كلغ، وذهبية ورقم عالمي جديد في الكلين والنطر برفع 193 كلغ، بعد أن كان الرقم السابق 192كلغ ، وذهبية المجموع بـ 343 كلغ.
وأكد المصري الذي حطّم الرقم القياسي العالمي في منافسات الكلين والنطر: "في فترة الأجازة كنت أتمرن بشكل بسيط، وكانت هذه التمارين عاملا أساسيا وساعدتني كثيرا، لأن لعبة رفع الأثقال رقمية. أنا جيد اليوم وأقوم بالتمارين بشكل مثالي، هنا يجب الاستكمال وعدم الهدوء لأن اليوم الواحد يُحدث فارقا كبيرا".
وأردف: "أثناء البطولة كنت أتلقى إشادة من المديرين الفنيين، وكانوا يؤكدون لي أنني قريب من تحقيق رقم قياسي، كانوا يؤمنون بي وبقدراتي، وبتوفيق من الله تمكنت من تحقيق ما أرادوه".
36 ساعة سفر
وحكى محمود عن الصعوبات التي واجهها أثناء البطولة قائلا: "السفر كان صعبا للغاية حيث وصل إلى 36 ساعة، فعند وصولنا كنا مرهقين للغاية، ولكننا بعد ساعات بسيطة من الراحة قمنا لكي نتمرن بملابسنا التي وصلنا بها".
ونوّه: "الحقائب التي تحتوي على أغراضنا لم تكن قد وصلت بعد، وهو ما جعلنا لأكثر من يوم نرتدي ونتمرن نفس الملابس التي وصلنا بها. فالتمارين التي نقوم بها قبيل البطولة مباشرة تكون لتنشيط الجسم فقط، غير أن التمارين المهمة تكون قبيل السفر من البداية".
راتب شهري
وهنأ وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، حسني وبقية أبطال المشروع القومي للموهبة، مؤكدا أن الدولة تتبنى الموهوبين ضمن المشروع القومي للموهبة، وستقوم بإعدادهم لمختلف المنافسات.
وتابع صبحي: "الأجيال القادمة في رفع الأثقال رائعة، وهي مستقبل مصر، سنقوم برعايتهم بقوة ، وتدريبهم على أعلى مستوى، ودفع راتب شهري لهم، وإعدادهم للبطولات والأولمبياد القادم".
دعم الأسرة
واستطرد لاعب المنتخب المصري في رفع الأثقال: "والدي زرع داخلي حب تلك الرياضة، وكان يتمنى كثيرا أن أحقق إنجازا عالميا قبل وفاته العام الماضي، وهو ما سعيت لتحقيقه، وخالي استكمل مسيرته وساعدني هو الآخر كثيرا لكي أحطّم الرقم العالمي المسجل في الرياضة للوزن الخاص بي".
وأكمل: "والدتي كانت تتابعني بشكل مباشر، كنت أرفع الأثقال وأتذكر عيونهم وهي سعيدة لما أقوم به، وكل ما كان يدور في عقلي هو صناعة المستحيل كي يكونوا فخورين بي".
وعن أمنياته المستقبلية، نوّه البطل المصري في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "تحقيق ميدالية أولمبية في أولمبياد باريس 2024، سأستعد لها جيدا من الأن، لأن تلك الميدالية تعني كل شئ في رفع الأثقال".