أثارت تصريحات متضاربة لرئيس الاتحاد المصري لكرة القدم جمال علام بشأن مصير المدير الفني لمنتخب "الفراعنة" إيهاب جلال، ليل السبت، حالة من الغموض، وعكست تخبطا داخل أرجاء الاتحاد.
فعقب أن أعلن علام عبر تصريحات تلفزيونية إقالة جلال، بعد مباراتين فقط أدارهما ضمن المبارايات المؤهلة لتصفيات أمم إفريقيا المقبلة، والبحث عن مدرب أجنبي، أصدر رئيس الاتحاد بيانا نفى فيه ما قاله.
وكان مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم قد قرر في 12 أبريل الماضي تعيين إيهاب جلال مديرا فنيا وطنيا لمنتخب مصر الأول، خلفا للبرتغالي كارلوس كيروش.
ولم يقد جلال منتخب مصر سوى مباراتين فقط، الأولى أمام غينيا وفاز فيها منتخب مصر بصعوبة بهدف نظيف، بينما الثانية أمام منتخب أثيوبيا الذي هزم ضيفه المصري بهدفين نظيفين، مما تسبب في شن هجوم كبير على اتحاد الكرة الذي اختار جلال.
وقال رئيس اتحاد الكرة المصري في تصريحات تليفزيونية للإعلام المحلي مساء السبت إنه: "تم تكليف حازم إمام ومحمد بركات (عضوي مجلس إدارة اتحاد الكرة) بدراسة السير الذاتية لمدربين أجانب لتولي قيادة منتخب مصر، ومن المرجح أن يكون من المدرسة البلجيكية".
وأبدى علام تعجبه من الهجوم على اتحاد الكرة بسبب إخفاق جلال، قائلا: "عندما كان هيكتور كوبر المدير الفني الأسبق للمنتخب سيئا هاجمه الجميع، وعندما كان كيروش سيئا هاجمه الجميع، لكن مع جلال الجميع يهاجم اتحاد الكرة. الكل حزين على ما حدث في مباراة إثيوبيا، لكن لا أعرف سبب هذا الهجوم علينا".
وتابع: "تسلمت اتحاد الكرة عليه مديونيات 600 مليون جنيه، مشروع الهدف وحده مديون للدولة بـ450 مليون جنيه، خزينة الاتحاد كان بها 200 ألف دولار، كل ذلك ليس مسؤوليتي، بل مسؤولية من سبقوني".
وردا على ما اعتبر "تسرعا" من اتحاد الكرة في اختيار جلال، قال علام: "هذا ممكن، لكن يمكن أن يكون هناك تصحيح للمسار. كيروش في بدايته كانت لديه أخطاء أيضا".
أما التصريح الأكثر إثارة للجدل فكان حول كيفية التعاقد مع جلال، حيث قال رئيس اتحاد الكرة المصري: "كنا في اجتماع مجلس الإدارة وفوجئنا أن كيروش لن يبقى معنا، فسألت مسؤول الشئون المالية في الاتحاد عندك كام دولار؟، فأجاب: لا يوجد، فقررنا التعاقد مع مدرب مصري، فمن أين سندفع للأجنبي؟".
وتابع: "راتب جلال 725 ألف جنيه مصري. هذا صحيح، لكن لا أريد أن أذكر كم كان يتقاضى أثناء تدريبه فريق بيراميدز وأقارنه مع ما يحصل عليه حاليا".
واختتم قائلا: "نعمل حاليا على الاستعانة بمدير فني للمنتخب ينتشلنا مما نحن فيه، وسيكون من المدرسة البلجيكية، لكن بشرط أن نتحمل ما سيطلبه منا لإنجاح خطته".
لكن بعد ساعات من إدلاء علام بهذه التصريحات، أصدر رئيس الاتحاد بيانا نفى فيه إقالة جلال.
وقال البيان الذي نشرته صفحة الاتحاد المصري لكرة القدم الرسمية على "فيسبوك" نقلا عن علام: "لم أصرح بإقالة إيهاب جلال".
وتابع علام وفقا للبيان: "جاء تصريحي بوضوح أننا ندرس كافة البدائل لحين اتخاذ القرار النهائي خلال اجتماع المجلس المقبل، وكلفنا اللجنة الفنية (حازم إمام ومحمد بركات) بدراسة السير الذاتيه لمدربين أجانب تحسبا لأي ظروف تطرأ خلال الأيام المقبلة".
ومن المقرر أن يقود جلال منتخب مصر في مباراة ودية أمام منتخب كوريا الجنوبية في سيول، الثلاثاء.
واعتبر الناقد الرياضي المصري حسام زايد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قرار إقالة جلال الآن "استمرارا للإدارة الخاطئة من جانب اتحاد الكرة ومسايرة الموجات أو حالة غضب الجمهور من دون دراسة".
وأشار زايد إلى أن "قرار إقالة كيروش كان بسبب غضب الجمهور منه بعد بطولة أمم إفريقيا السابقة وإخفاق منتخب مصر فيها ثم الفشل في التأهل لكأس العالم، ثم اختيار جلال لأن الجمهور كان يريد مدربا وطنيا من دون دراسة الشخص المناسب، والآن إقالته لأن الجمهور غاضب من دون حتى توفير البديل".
وشدد على أنه "لو كانت التركة كبيرة على مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي فعليه أن يرحل".
فيما قال الناقد الرياضي محمد عبد الحافظ لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "ما صرح به رئيس اتحاد الكرة المصري حول طريقة اختيار جلال أمر غريب لم نسمع به من قبل".
وتابع عبد الحافظ: "هذه الطريقة في الاختيار تصلح في إدارة مطعم بمدينة نائية وليس اختيار مدرب منتخب مصر الأول لكرة القدم".
وأضاف أن "جلال كان عليه ألا يسافر إلى كوريا الجنوبية بعد هذه التصريحات، لكنه بالطبع سيتمسك بمنصبه حتى النهاية من أجل الشرط الجزائي الموضوع في العقد".
وقال عبد الحافظ إن "القصة بدأت منذ الاضطراب في القرارات والصدام مع كيروش وعدم التمسك به رغم ما حققه من نجاح مع المنتخب، وأيضا الإصرار على اختيار جلال رغم عدم اتفاق أعضاء مجلس اتحاد الكرة عليه، حيث كان يرفضه إمام وبركات، وكذلك كان الرأي العام يرفضه".
وشدد على أن "اتحاد الكرة فشل فشلا ذريعا في الفترة الأخيرة خاصة حينما عشّم الجمهور بإمكانية إعادة المباراة الفاصلة أمام منتخب السنغال في المرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال، وهو مستمر على نفس النهج".