الملاكمة واحدة من الرياضات العنيفة التي ليس من السهل ممارستها، خاصة النساء، لكن نادية عبد الحميد تفوقت على نفسها في هذه الرياضة لاعبة ومدربة، والآن مدربة للمدربين.
وحققت نادية إنجازات لم يحدث مثلها في تاريخ اللعبة، حيث مارست الملاكمة على مستوى احترافي ثم اتجهت إلى مجال التدريب الذي برعت فيه بشدة.
تقول نادية عبد الحميد لموقع "سكاي نيوز عربية": "كنت ألعب في البداية كرة سلة وكرة يد، لكن محمد علي كلاي جذبني للعبة الملاكمة، حيث كان شخصية قيادية ومختلفة عن بقية الرياضيين في العالم".
وتضيف: "عندما أتيحت الفرصة لي مارست هذه اللعبة، وكان هناك تخوف من أهلي بسبب كونها لعبة عنيفة، وكانت صعبة في البداية، لا سيما أن البعض كان يقول لي إنها رياضة لا تناسب النساء، وقد أتعرض فيها لإصابات خطيرة لكني خضت التجربة وفزت بأول بطولة على مستوى الجمهورية في عمر 16 سنة، ثم فزت مع منتخب مصر ببطولات دولية عديدة".
دخول مجال التدريب
وتتابع: "كنت أشارك في رياضة الملاكمة باسم القوات المسلحة، وفي إحدى المرات وصل خبير من كوبا، والكوبيون متميزون في رياضة الملاكمة، فألهمني لدخول مجال التدريب وقررت أن أتعلم لسنوات، وأحببت هذا المجال خاصة أني تدربت على يد مدربين من كوبا".
وتقول: "توليت بعد ذلك تدريب منتخب مصر للبنات، ثم تدريب متنخب مصر للشباب وحققت معهم إنجازات فريدة في تاريخ الملاكمة المصرية، حيث فزنا بثلاث ميداليات ذهبية على مستوى القارة الإفريقية، وميداليتين برونزيتين في بطولة العالم للشباب، وميدالية برونزية في أولمبياد الشباب بالأرجنتين".
جوائز ونجاحات
وأردفت نادية: "في عام 2018 حصلت على جائزة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي كأفضل مدرب عربي، ثم تم اختياري من قبل اللجنة الأولمبية الدولية كمستشار في الملاكمة، وتم اختياري من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة في كورس دبي لكي أكون في لجنة المدربين الدولية لأحصل على درجة ثلاث نجوم".
وتبين مدربة الملاكمة: "في الملاكمة هناك مدرب محلي لا يحصل على أي نجمة، وهناك مدرب دولي يحصل على نجمة أو نجمتين أو ثلاث نجمات، وقد كنت المرأة الوحيدة التي استطاعت الحصول على مدرب دولي بثلاث نجمات، من دبي رغم المنافسة من ممثلين عن 25 دولة إلا أني حصلت على المركز الأول على مستوى العالم".
ولفتت إلى أن: "المحاضرين الذين أعطونا التدريب رشحوني لكي أكون محاضرا دوليا أو مانحا دوليا للنجوم للمدربين "يقوم بتدريب المدربين"، وهذا كان العام الماضي، حيث تم اختيار 9 على مستوى العالم ليكونوا محاضرين دوليين وكنت المرأة الوحيدة التي تم ترشيحها للعمل كمحاضر دولي في التاريخ".
وتابعت: "في 6 أبريل 2022 ذهبت لفنلندا، وحضرت تدريبا عمليا ونظريا فضلا عن امتحانات وحققت النجاح بتفوق، وحصلت على درجة محاضر دولي، أو مدرب المدربين ومانح النجوم للمدربين، وكنت أصغر محاضر دولي في التاريخ ما بين الرجال والنساء، وأول امرأة تصنف بأربعة نجوم في مجال تدريب الملاكمة بالتاريخ".
رياضة الملاكمة للنساء
وفيما يتعلق بممارسة النساء للرياضات العنيفة مثل الملاكمة، تقول نادية: "الملاكمة مختلفة بالنسبة للنساء عن بقية الألعاب لكنها رياضة لها متطلباتها وعواقب ممارستها، لكن مصر في الدورات الأوليمبية الأخيرة حققت السيدات لها ميداليات في الرياضات العنيفة، فالمرأة المصرية يمكنها لعب هذه الرياضات ويمكن أن تثبت نفسها بجدارة فيها".
واختتمت الخبيرة والمحاضرة الدولية في الملاكمة حديثها بمطالبة المجتمع بدعم الرياضة النسائية، مشيرة إلى أنها تعرضت لحرب شرسة في البداية حتى تستطيع أن تصبح مدربة في هذه اللعبة.
ودعت لإعطاء المرأة الفرصة لتحقق ذاتها ويستفيد المجتمع ككل منها.