عاشت تونس، ليلة الأربعاء، على وقع احتفالات عارمة بعد ضمان منتخب "نسور قرطاج" التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخ البلاد، وذلك عقب التعادل مع منتخب مالي (0ـ0) في إياب الدور الأخير من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال.
وما أن أطلق الحكم السنغالي ماغيث نداي، صافرته معلنا نهاية المباراة التي احتضنها ملعب رادس الأولمبي، بالتعادل دون أهداف، وتأهل تونس للنهائيات بعد فوزها في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بهدف دون مقابل، حتى انطلقت الأفراح في الشوارع والساحات في عدد من محافظات البلاد، فيما شهد ملعب رادس فرحة هستيرية في أوساط المشجعين الذين تقاسموا مع اللاعبين الاحتفالات بالتأهل.
وفي بلد يعيش على وقع أزمة سياسية واقتصادية خانقة وأوضاعا اجتماعية متردية، شكل تأهل "نسور قرطاج" الحدث الأبرز على الإطلاق، حيث تصدرت صور فرحة اللاعبين والجماهير منصات التواصل الاجتماعي.
ونشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية صور استقبال الرئيس قيس سعيد لعناصر المنتخب وأعضاء الجهاز الإداري والفني لتهنئتهم بالإنجاز والإشادة بما حققوه لفائدة الشعب والوطن.
وأوردت صفحة رئاسة الجمهورية: "استقبل الرئيس قيس سعيد، الأربعاء بقصر قرطاج، أعضاء الفريق الوطني التونسي لكرة القدم عقب ضمان التأهل لكأس العالم، وتوجّه بعبارات التهنئة للاعبين وكافة الإطار الإداري والفني والطبي بمناسبة ترشّح الفريق الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم لسنة 2022، كما أثنى على الجهود التي تم بذلها من أجل تحقيق هذا الإنجاز الهام".
بدورها، أشادت الصحف التونسية وسائر وسائل الإعلام بما اعتبرته إنجازا جديدا للرياضة التونسية حققه منتخب كرة القدم و"جرعة أمل للشعب الذي لا يزال يعيش على وقع أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية غير مسبوقة".
ونشرت "الصباح"، على صفحتها الأولى، صورة عملاقة لفرحة لاعبي المنتخب بعد لحظات من نهاية مباراة مالي، فيما نقلت أجواء المباراة التي حبست فيها الأنفاس وكانت نهايتها سعيدة، على حد وصف الصحيفة.
من جهتها، خصصت صحيفة "الشروق" اليومية حيزا كبيرا من نسختها ليوم الأربعاء، للحديث عن تأهل نسور قرطاج لنهائيات قطر 2022.
وفي مقال بعنوان "المنتخب في المونديال للمرة السادسة: تونس تفرح"، ركزت الصحيفة على أهمية التأهل لكأس العالم وانعكاساته الإيجابية لا فقط على كرة القدم وإنما على الأوضاع الاجتماعية المتردية في البلاد.
وأشادت الصحيفة بالحضور الجماهيري الكبير على مدرجات ملعب رادس، والذي مثل حافزا معنويا هاما لدفع نسور قرطاج نحو الخروج بورقة التأهل التي كانت أصعب بكثير مما كان متوقعا، بحسب ما ورد في المقال.
وأشاد مدرب منتخب تونس جلال القادري بالأداء البطولي للاعبيه والروح المعنوية العالية التي أظهروها للخروج بورقة التأهل للنهائيات، مضيفا أن المباراة لم تكن سهلة بالمرة وأنه كان يدرك تماما مثل اللاعبين والجهاز الفني أن المنتخب المالي سيكون ندا قويا ومنافسا صعب المراس.
وقال القادري عقب التأهل: "حققنا المهم وهو التأهل، كنا مكبلين بضغط النتيجة وبالخوف من ترك الثغرات في الدفاع، نجحنا في مهمتنا وبإمكاني الآن أن أهنئ الشعب التونسي بهذا الإنجاز ونعد الجماهير التي ساندتنا طوال مراحل التصفيات بمواصلة التألق في النهائيات".
بدوره، أكد المدرب المساعد للمنتخب التونسي علي بومنيجل أن "المنتخب أدخل الفرحة على الوطن بأكمله في مرحلة صعبة تمر بها تونس على عديد المستويات، كنا في حاجة ماسة إلى مثل هذه الفرحة وإلى أن نثبت أن الكرة قادرة على إسعاد الملايين من التونسيين".
وفي تصريح خص به "سكاي نيوز عربية"، قال بومنيجل: "أظهر اللاعبون عزيمة كبيرة واستبسلوا في الدفاع عن حظوظ المنتخب في التأهل للمونديال، ما حققناه كان نتيجة لمجهودات مضنية وعمل كبير قام به اتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبون، فضلا عن الجمهور الذي كان سندا كبيرا لنا طيلة المباراة".
وأبدى بومنيجل، الذي شارك مع منتخب تونس في 3 مناسبات سابقة في نهائيات كأس العالم كلاعب وذلك في دورات 1998 و2002 و2006، سعادته بأن يساهم في بلوغ تونس المونديال كمدرب أيضا، قائلا: "أعتبر نفسي محظوظا كوني التونسي الوحيد الذي يشارك في كأس العالم في أربع مناسبات كلاعب وكمدرب، هذا شرف شخصي كبير ولكن الشرف الأكبر هو ضمان مقعد لتونس في مونديال قطر 2022".
وبتأهله لمونديال قطر 2022، ضمن المنتخب التونسي المشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه وذلك بعد دورات 1978 ثم 1998 و2002 و2006 و2018، كما كان أول منتخب عربي وإفريقي يحقق فوزا في نهائيات المونديال، وذلك عندما فاز على منتخب المكسيك (3 - 1) في مونديال الأرجنتين 1978.