يترقب مشجعو "نسور قرطاج"، الجمعة، المواجهة الحاسمة أمام منتخب مالي، ضمن ذهاب الدور الأخير والحاسم من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022.
ويتنافس المنتخبان التونسي والمالي على أحد المقاعد الخمسة للقارة الإفريقية في النهائيات، وذلك عندما يلتقيان في آخر محطة إقصائية ذهابا في باماكو، يوم الجمعة، وإيابا في ملعب رادس، الثلاثاء.
ويتطلع "نسور قرطاج" إلى تحقيق نتيجة إيجابية في موقعة الذهاب بملعب 26 مارس وقطع خطوة أولى على درب التأهل لكأس العالم، في انتظار مباراة الإياب الحاسمة في تونس من أجل بلوغ النهائيات للمرة السادسة، بعد المشاركة في دورات 1978 بالأرجنتين و1998 بفرنسا و2002 باليابان و2006 بألمانيا، ثم في آخر نسخة من المونديال سنة 2018 في روسيا، وهو رقم قياسي عربي.
وأنهى منتخب تونس الجزء الأول من تدريباته في ملعب رادس قبل أن يشد الرحال إلى باماكو مساء الأربعاء، حيث أجرى اللاعبون حصة تمرين في الملعب الرئيسي هي الأخيرة قبل المباراة.
وأبدى مدرب منتخب تونس جلال القادري تفاؤله بشأن حظوظ "نسور قرطاج" في العودة بنتيجة إيجابية من مالي، أمام منافس صعب المراس على قواعده.
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" قبيل انطلاق آخر حصة تمارين لمنتخب تونس قبل السفر إلى باماكو، قال القادري: "كسب المنتخب النضج والخبرة الكافيين ليكون مراهنا بجدية على بطاقة التأهل لكأس العالم. لا ننكر أن السفر إلى مالي مرهق وأن المباراة ستدور في أجواء صعبة، لكننا ندرك جيدا أن هناك الملايين من الجماهير التونسية المتعطشة إلى فرحة التأهل تنتظرنا، وسنكون على مستوى تطلعاتها".
وأضاف مدرب منتخب تونس الذي تم تعيينه بديلا للمنذر الكبير عقب الخروج من أمم إفريقيا 2022، قائلا: "وضعنا حسابا لكل السيناريوهات المحتملة، ولدينا كامل الثقة في جميع اللاعبين الموجودين. نملك خيارات واسعة رغم بعض الغيابات الطارئة لكن لا بد أن نظهر في مستوى جيد بالنسبة للمنتخب الذي يملك خبرة كبيرة بالمشاركات في المونديال. المنتخب سيلعب من أجل الحفاظ على سمعة الكرة التونسية التي تحافظ على الريادة في عدد المشاركات السابقة في كأس العالم، وهذا عامل مهم جدا سيدفعنا للأمام من دون أن يجعلنا نسقط في فخ استسهال المنافس".
وكشف القادري أن المنتخب التونسي سيخوض مباراتي الذهاب والعودة في غياب وهبي الخزري مهاجم سانت ايتيان الفرنسي، وديلان برون مدافع نادي ميتز الفرنسي، لكن "المجموعة لن تتأثر بهذين الغيابين رغم قيمة كليهما"، حيث يملك الجهاز الفني حلولا بديلة في خطي الدفاع والهجوم للخروج بورقة التأهل إلى النهائيات.
مسؤولية كبيرة
ومن جهة أخرى، يرى المهاجم نعيم السليتي أن كل اللاعبين يدركون حجم المسؤولية الملقاة عليهم، وحالة الترقب التي تعيشها الجماهير التونسية من أجل تسجيل الحضور في نهائيات مونديال قطر.
وقال السليتي في مؤتمر إعلامي قبل سفر "نسور قرطاج" إلى مالي: "خضنا كأس العرب للمنتخبات في قطر في ديسمبر الماضي وتركنا هناك أطيب الانطباعات وأحسن الذكريات عندما بلغنا الدور النهائي. نريد العودة من جديد إلى قطر للمشاركة في المونديال. سندافع عن حظوظنا بشراسة وبإمكاننا العودة من مباراة الذهاب بنتيجة إيجابية لتسهيل مهمتنا في لقاء الحسم في رادس".
وسبق لمنتخبي تونس ومالي أن التقيا في الدور الأول من كأس أمم إفريقيا الأخيرة في الكاميرون خلال يناير الماضي، وكان الفوز حليف الماليين بهدف دون رد في مباراة أثارت الكثير من الجدل، بعد إعلان الحكم الزمبي جاني سيكازوي نهاية اللقاء قبل 5 دقائق من انقضاء الوقت الأصلي.
ويقف التاريخ في صف المنتخب المالي في المواجهات المباشرة التي جمعته سابقا بنظيره التونسي، فقد تقابل المنتخبان في 7 مباريات رسمية كان الفوز حليف "نسور مالي" في 4 مناسبات، في حين فاز "نسور قرطاج" في مناسبة وحيدة، وانتهت مباراتان بالتعادل.
ودارت أول مواجهة بين المنتخبين في 1972 في دورة الألعاب الأولمبية ميونخ 72 وانتهت بفوز مالي 2-صفر، لكن المنتخب التونسي عاد ليفوز إيابا برباعية نظيفة، وهو الانتصار الوحيد له في تاريخ المواجهات الرسمية.
وفي نهائيات كأس أمم إفريقيا التقى المنتخبان في 1994 وفازت مالي 2-صفر، ثم في 2019 وانتهت المواجهة بالتعادل 1-1، ثم في نسخة 2022 حيث جدد منتخب مالي سيطرته بالانتصار بهدف نظيف.