فشل الأهلي المصري في كسر "العقدة التاريخية" التي تواجهه عند اللعب في السودان، عندما تعادل سلبيا أمام الهلال، الجمعة، بمستهل مشواره بدور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا.

وحقق "المارد الأحمر" فوزا واحدا على الملاعب السودانية، كان على حساب المريخ في ربع نهائي كأس الكؤوس الإفريقية عام 1993، أي منذ 29 عاما، ليبقى السؤال الأهم: ما أسباب هذه "العقدة التاريخية"؟

نتائج الأهلي على ملعبه أمام الفرق السودانية تشير إلى أن الأمر لا يتعلق بالقدرات الفنية، إذ نجح الفريق المصري في تحقيق الفوز بثمان مباريات من أصل 17 مواجهة جمعته بأندية السودان، بينما انتهت 6 مباريات بالتعادل، وتلقى الأهلي 3 خسارات، وسجل لاعبوه خلال هذه المواجهات 23 هدفا، بينما استقبلت شباكهم 13 هدفا.

التفوق على البطل

يقول لاعب الأهلي السابق الرئيس السابق للجنة تطوير الكرة بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، السوداني عبد المنعم شطة، إن السبب الرئيسي لهذه العقدة التاريخية هو رغبة الأندية السودانية في تقديم أفضل مستوياتها أمام بطل القارة، الأهلي.

ويضيف شطة لموقع "سكاي نيوز عربية": "عندما تواجه البطل يكون هناك مذاق خاص لتحقيق التعادل أو الانتصار، خاصة إذا كان اللقاء على ملعبك وبين جماهيرك".

ويعود شطة بالزمن إلى الوراء، وتحديدا عام 1987، عندما كان الجمهور على موعد مع قمة عربية خالصة جمعت الأهلي والهلال في نهائي بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري.

ويشير نجم الكرة السابق إلى أن "هذا اللقاء كان سببا في خلق ندية كبيرة بين الأهلي والفرق السودانية، إذ انتهى لقاء الذهاب بأم درمان بالتعادل السلبي بين الفريقين، ليتأجل حسم اللقب إلى موقعة القاهرة بحضور ما يقارب 120 ألف متفرج".

ويتابع: "خلال لقاء العودة، ألغى الحكم المغربي السابق محمد لاراش هدفا بدا صحيحا لهداف الهلال وليد طايشين قبل 10 دقائق من النهاية، وكان الفريق الأحمر متقدما في النتيجة بفارق هدفين"، علما أن لاراش اعتزل التحكيم عقب هذا اللقاء.

أخبار ذات صلة

دون جماهير.. الهلال السوداني يخطف التعادل من الأهلي"الباهت"
الهلال السوداني يرفع شكوى طارئة ضد الكاف و"الابن المدلل"

ويؤكد شطة أن "هذه الواقعة ما زالت تؤثر بالسلب على أجواء مباريات الأهلي أمام الفرق السودانية حتى الآن".

أسباب غير فنية

لكن في رأي الناقد الرياضي محمد علاء، فإن "عدم تحقيق الأهلي نتائج إيجابية على الملاعب السودانية خلال السنوات الأخيرة لا يتعلق بأسباب فنية".

ويضيف علاء لموقع "سكاي نيوز عربية": "خلال 29 عاما، حقق الأهلي نتائج إيجابية أمام الفرق السودانية بمصر، بل حصد عديدا من الألقاب القارية. لذا فإن الأمر لا يتعلق بالقدرات الفنية لكن بالأجواء التي يمكن خلالها إظهار قوتك الحقيقية".

وخلال وثائقي "سر التاسعة"، الذي يرصد رحلة الفريق الأحمر لحصد لقب دوري أبطال إفريقيا عام 2020، تحدث لاعبو الأهلي وجهازه الفني حول الأجواء المتوترة التي سبقت لقاءهم الحاسم للتأهل من دور المجموعات أمام الهلال السوداني، في ظل الاحتماء بقوات الأمن وعدم القدرة على الخروج من الملعب إلا بعد قرابة ساعتين من انتهاء المباراة والشغب الجماهيري بالمدرجات.

ويشير علاء إلى وقائع أخرى غاب خلالها الاستقرار عن مباريات الأهلي بالملاعب السودانية، وتأثيرها السلبي على أداء لاعبي الفريق، قائلا: "حتى لقاء الهلال الأخير، سبقته أجواء متوترة بسبب قرار الكاف بإقامة المباراة من دون جماهير".

ويتابع الناقد الرياضي: "كما تشهد دائما مباريات الأهلي في السودان عددا كبيرا من الالتحامات العنيفة، وهو ما يكفي لقتل المتعة بأي لقاء".

استعداد نفسي

ويردف علاء: "الأجواء في السودان ليست مثالية للاعبين المصريين، نتحدث عن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وملاعب غير مجهزة، إلا أن الأهلي حقق الفوز في ظروف أصعب خلال البطولات القارية الأخيرة، لذا يمكننا القول إن لاعبي الأهلي يحتاجون إلى تجهيزهم نفسيا لكسر عقدة غياب النتائج الإيجابية على الملاعب السودانية".

ويشير علاء إلى أن "غياب النتائج الإيجابية بملاعب السودان خلال السنوات الأخيرة، وباختلاف الأجيال، قد يكون كافيا لترسيخ قناعة داخل لاعبي الأهلي بصعوبة تحقيق الانتصار بالسودان، وفي هذه الحالة تحتاج إلى انتصار وحيد من أجل كسر العقدة. هذا ما نشاهده بعالم كرة القدم دائما".

ويختتم الناقد الرياضي حديثه: "بالطبع ستكون هناك مواجهات أخرى للأهلي في السودان، وتتمنى جماهير المارد الأحمر انتهاء هذه العقدة بأقرب فرصة ممكن، لكن الأهم هو تواجد الأجواء المثالية للنجاح بهذه المهمة".