تقبل كرة القدم في إفريقيا على مرحلة جديدة، خلال الفترة المقبلة، مع تداول أنباء عن اقتراب "الكاف" من تحقيق الحلم المنتظر بتنظيم بطولتين جديدتين وهما: دوري السوبر الإفريقي، وكأس أبطال إفريقيا، بدلًا من مسابقتي دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية.
ويلقى مشروع رئيس "الكاف"، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، تطوير اللعبة بالقارة السمراء، دعمًا كبيرًا من قِبَل "فيفا" ورئيسه جياني إنفانتينو، أملًا في تنفيذ أولى خطواته في أقرب فرصة ممكنة.
بداية الفكرة
من جانبه، يقول الصحفي الرياضي المختص في الكرة الإفريقية، محمد عبد العظيم، إن إنفانتينو طرح فكرة إقامة "السوبر ليغ" الإفريقي في 2019، أثناء زيارة للكونغو الديمقراطية، على هامش احتفالية نادي مازيمبي بمرور 80 عامًا على تأسيسه، ومع تولي المليادير باتريس موتسيبي رئاسة "الكاف"، وجد "الفيفا" أن الفترة الحالية مناسبة تمامًا لإطلاق بطولتي دوري السوبر الإفريقي، وكأس أبطال إفريقيا.
يضيف عبد العظيم لموقع "سكاي نيوز عربية"، "أعلن موتسيبي رغبته في تنفيذ المشروع المنتظر، وتلقى دعمًا من قبل الاتحادات الإفريقية للعبة خلال اجتماعهم الأخير بالكاميرون، لذا بدأت عملية تشكيل المعايير الخاصة بالمشاركة في (السوبر ليغ)، وشكل المنافسة داخل البطولة".
نظام البطولة
ويوضح عبد العظيم، النظام المقترح لبطولة السوبر ليغ الإفريقي، قائلًا "تضم 24 فريقًا وفقًا لتصنيف الأندية في (الكاف) خلال السنوات الخمس الأخيرة، يتم تقسيمها على 3 مجموعات، كل مجموعة تضم 8 فرق وفقًا للتوزيع الجغرافي للقارة، (مجموعة شمال إفريقيا – مجموعة غرب ووسط إفريقيا – مجموعة شرق وجنوب إفريقيا)".
ويتابع الصحفي الرياضي "تتأهل أول 5 فرق من كل مجموعة بالإضافة إلى أفضل صاحب مركز سادس من بين الثلاث مجموعات، للمنافسة من دور الـ 16، بينما تخوض الفرق الـ 8 التي لم تتأهل دوريا جديدا خاصا بها للبقاء في الموسم التالي من المسابقة ويهبط آخر فريقين لكأس أبطال إفريقيا، على أن يحل محلهما بطل ووصيف البطولة ذاتها".
ويشير عبد العظيم إلى أن البطولة ستبدأ في سبتمبر وتنتهي في مايو، وتقام مباريات (السوبر ليغ) بنظام الذهاب والإياب، ولم يتحدد حتى الآن نظام النهائي بإقامته من مباراة واحدة أو مباراتين، لتشهد البطولة بشكلٍ عام إقامة 198 مباراة".
كما يوضح عبد العظيم أنه على الجانب الآخر، ستقام بطولة "كأس أبطال إفريقيا" بدلًا من الكونفدرالية، لتحظي الفرق غير المشاركة بـ"السوبر ليغ" بفرصة للمنافسة على لقب قاري، "ستضم البطولة 64 فريقًا، وتقام بنظام خروج المغلوب حتى المباراة النهائية، ولم يتم وضع تصور نهائي لشكل المنافسة بها حتى الآن".
المكاسب منتظرة
ويؤكد عبد العظيم أن "الكاف" ينتظر عديد من المكاسب المادية في حالة نجاح مشروع "السوبر ليغ"، "ستصل الجوائز المالية الخاصة بالمسابقة لقرابة 20 مليون دولار، في الوقت الذي تبلغ قيمة مثيلتها الخاصة بدوري أبطال إفريقيا 3.75 مليون دولار فقط".
كما يشير عبد العظيم إلى أنه وفقًا لتصريحات مسؤولي (الكاف)، سيتم استغلال الأموال التي تُضّخ في خزائن الاتحاد الإفريقي للعبة من قبل رعاة البطولة المنتظرة؛ من أجل تطوير ملاعب القارة السمراء، على أن يكون هناك راعي يتحمل تكاليف سفر الفرق المشاركة في البطولتين الجديدتين بالكامل.
ويردف: "مشروع (السوبر الإفريقي) بداية لخطة أكبر تشمل تطوير أغلب المسابقات الكروية بالقارة، وعلى رأسها (أمم إفريقيا)".
أزمات البطولة
وحول أزمات مقترح "السوبر ليغ"، يقول الصحفي الرياضي: "حتى الآن، الاعتراض الأكبر حول هذا المقترح هو الاعتماد على التوزيع الجغرافي في تقسيم المجموعات، لأن شمال إفريقيا تضم أقوى فرق القارة، مما يعني أن مباريات المجموعتين الثانية والثالثة لن تحظى بنفس نسب المشاهدة، وهذا يعيد الأزمة الرئيسية لبطولات القارة السمراء، والتي على أساسها هناك توجه الآن لإلغاء بطولتي دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية".
ويتابع محمد عبد العظيم: "على الأرجح تم تسريب هذا المقترح، من أجل مناقشة ردود الأفعال عليه، قبل الاجتماع المقبل للكاف واتحادات الأندية الإفريقية، لمناقشة المقترح النهائي لبطولة دوري السوبر، وفي الأغلب ستشهد الفترة المقبلة تغيير نظام تقسيم المجموعات بالمسابقة المرتقبة".
جدير بالذكر، أنه ستكون هناك لجنة جديدة منفصلة لإدارة السوبر ليغ الإفريقي والأقرب أن تكون بقيادة أحمد ولد يحيي نائب رئيس كاف والمسؤول عن ملف دوري السوبر وممثل من كل نادٍ، على أن تقام النسخة الأولى في سبتمبر 2023، ما يعني أن النسخة المقبلة من بطولتي "أبطال إفريقيا" و"الكونفدرالية" ستكون الأخيرة في تاريخهما.
السوبر ليغ بين إفريقيا وأوروبا
في أبريل الماضي، أعلنت منظمة تُدعى "دوري السوبر" تضم 12 ناديًا كبيرًا من القارة العجوز تأسيس دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم بقيادة فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد الإسباني.
وفقًا لإعلان "دوري السوبر"، كانت الأندية المؤسسة ستُقسِّم 3.5 مليار يورو (4.2 مليار دولار تقريبًا) للتوقيع على إنشاء "مؤسسة مالية مستدامة"، مؤكدين حصولهم بالفعل على منحة مالية من أحد البنوك الداعمة لتأسيس البطولة.
لم تخرج هذه المسابقة إلى النور، ورضخت في النهاية لضغوط وتهديدات "اليويفا" لمنع إقامتها، إلا أن تحرك "الكاف" لإقامة بطولة "السوبر ليغ الإفريقي" تعيد مثيلتها الأوروبية إلى الأذهان، ليبقى السؤال الأهم: ما الفارق بينهما؟
مقارنة صعبة
في هذا الصدد، يقول الناقد الرياضي، محمد علاء إنه لا مجال للمقارنة بين السوبر ليغ الإفريقي ونظيره الأوروبي، "المقترح الأوروبي كان غرضه الأساسي خدمة الأندية الكبرى بالقارة فقط، لكن (السوبر ليغ) الإفريقي يسعى لتطوير اللعبة بالقارة السمراء، والتغلب على فقر الإمكانيات المادية الذي تعاني منه البطولات القارية، فعلى سبيل المثال، كيف يُلعب دور المجموعات ببطولة كبرى مثل (أبطال إفريقيا)، دون الاعتماد على تقنية الفار؟!".
ويضيف علاء لموقع "سكاي نيوز عربية": "ببساطة (السوبر ليغ الأوروبي) كان يفتح الباب أمام كبار الأندية الأوروبية للحصول على جزء أكبر من الكعكة، لكن في إفريقيا لا توجد كعكة من الأساس، لأن القارة السمراء ما زالت تعاني من غياب الأجواء المثالية لظهور بطولاتها بشكل مناسب، وما حدث خلال النسخة الأخيرة من (أمم إفريقيا) أكبر دليل على ذلك.. لذا يمكننا اعتبار دوري السوبر الإفريقي مجرد شكل متطور من (أبطال إفريقيا) يحقق عوائد مادية أكبر".
ويشير الناقد الرياضي إلى أن زيادة حجم العائدات المالية من البطولات الإفريقية قد يساهم نسبيًا في تقليل عدد قضايا الفساد بـ"الكاف"، وبالأخص الفضائح التحكيمية، "حصول كل فرد بالمنظومة الكروية على تقديره المناسب ماديًا ومعنويًا، وإتاحة الظروف المثالية للقيام بمهامه، يبدد فرص ظهور قضايا الفساد، التي تعاني منها البطولات الإفريقية بشكلٍ كبير خلال السنوات الماضية".
ويختتم علاء حديثه مع "سكاي نيوز عربية": "بشكلٍ عام، دوري السوبر الإفريقي خطوة جيدة نحو تطوير اللعبة بالقارة، التي تمتلك عديد كبير من المواهب الكروية، وتستحق وجود بيئة مناسبة لإظهار قدراتها الحقيقية".