يستعد المنتخب المغربي لملاقاة نظيره المالاوي، الثلاثاء، في مباراة لا تقبل القسمة، برسم منافسات ثمن نهاية كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في الكاميرون.
وتستقطب هذه المواجهة التي تبدو على الورق في متناول أشرف حكيمي ورفقائه، اهتماما واسعا في أوساط جماهير الكرة في المغرب، والذين يطالبون المجموعة بتحقيق نتيجة إيجابية، وتقديم فرجة كروية تليق بهذا الموعد الهام.
وقد حجز المنتخب المغربي بقيادة مدربه وحيد حاليلوزيتش بطاقة التأهل الى دور ثمن نهاية كأس إفريقيا للأمم، متصدرا المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط، بعد فوز على كل من غانا وجزر القمر وتعادل مع الغابون، فيما احتل منافسه المنتخب المالاوي المرتبة الثالثة في المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط.
ويحتل "أسود الأطلس" المركز 28 في تصنيف الفيفا، ويضم في صفوفه نجوما شباب كأشرف حكيمي الظهير الأيمن لباريس سان جيرمان الفرنسي، وياسين بونو حارس مرمى فريق إشبيلية الإسباني، وسفيان بوفال لاعب فريق أنجيه الفرنسي، والذي اختير إلى جانب حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لدور مجموعات المسابقة الإفريقية.
وفي خزانة المنتخب المغربي لقب إفريقي وحيد حصده خلال دورة سنة 1976 التي أقيمت في إثيوبيا، ولم يبلغ طيلة مشاركاته في البطولة الإفريقية المباراة النهائية سوى في نسخة 2004 التي احتضنتها تونس.
تفاؤل حذر
وقد انتعشت آمال الجمهور المغربي بتحقيق منتخبه لنتائج مرضية خلال المرحلة الأول من منافسات كأس إفريقيا لكرة القدم، وبلوغه دور الـ 16 متصدرا مجموعته بالرغم من الأداء المحتشم الذي قدمه خلال مبارياته الثلاثة.
يقول الشاب يونس رزقي: "بكل صدق، لم أكن أراهن على هذا الوطني خلال هذه المنافسة، غير أن النتائج التي حققها، تعتبر جد مرضية إلى حدود اليوم".
ويتابع الشاب لـ"سكاي نيوز عربية: "الجماهير المغربية لن تقبل في مباراة المالاوي بأقل من الفوز، أكيد، لكننا نتوق أيضا إلى أداء جيد ومزيد من الفعالية، وهو ما لم نشاهده إلا نسبيا في بعض المباريات التي خاضها "الأسود" خلال دور المجموعات".
أما محمد البوكيلي، فإنه يدعو إلى التعامل مع المباراة بحيطة وحذر شديدين، وأن يستعد المنتخب المغربي بشكل جيد للمواجهة وأن لا يستهين بالخصم.
ويضيف الرجل الخمسيني لـ"سكاي نيوز عربية: "هذه الدورة مليئة بالمفاجآت، فمثلا المنتخب الجزائري، حامل اللقب، من كان يتوقع أن يتعثر أمام سيراليون وغينيا الاستوائية ويخرج من الدور الأول".
ويتابع قائلا: "رغم الخوف من المفآجات، أنا واثق من قدرة منتخبنا على تجاوز عقبة المالاوي وبلوغ دور الثمانية، لمواجهة فرق الصف الأول، ولما لا الظفر بالكأس الغالية، هذا شيء ممكن شريطة تفادي الأخطاء وتجاوز الهفوات التي ارتكبت في الدور الأول، وترجمة الإستحواذ على الكرة إلى فرص حقيقة وأهداف في مرمى الخصم".
ومن خلال رصد الخبير في السياسات الرياضية منصف اليازغي، لتفاعل الجماهير المغربية مع المواجهة المقبلة، يؤكد بأن الشارع المغربي منقسم بين من ضمن تأهل الأسود إلى دور الثمانية قبل أن تلعب المباراة، وبين من يخشى حدوث المفاجئة.
وردا على المطالبين بالنتيجة والأداء الفرجوي في مباراة المالاوي، يشدد اليازغي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، على أن هذا المستوى من المنافسات يستوجب الظفر بالنقاط قبل كل شيء، خاصة إذا استحال الجمع بين الأداء والنتيجة، مشيرا إلى أن التاريخ لا يحتفظ بالأداء الجيد، أو بطريقة تدبير المباراة تقنيا أو تكتيكيا، بقدر ما يحتفظ بالنتائج المسجلة.
تحذير من فخ المالاوي
ومن بين العوامل التي تصب في صالح المنتخب المغربي في دورة الكاميرون بحسب منصف اليازغي، دخوله غمار النسخة 33 من كأس الأمم الإفريقية كفريق غير مرشح لإنتزاع اللقب، مما يساعد على رفع الضغط على اللاعبين، وتخفيف خيبة الامل لدى الجمهور المغربي عند تسجيل نتائج عكسية.
وشدد الخبير الرياضي، على ضرورة استحضار التركيز والحذر في هذه المرحلة من المنافسة والمواجهات المتبقية، وفي مقدمتها مباراة المالاوي، محذرا من الفخ الذي قد ينتج عنه سوء تقدير الخصم واستصغار المنافس.
وذكر المتحدث بالمفاجآت التي أفرزها الدور الأول، مستدلا بتفوق غامبيا على تونس، وتأهل غينيا الاستوائية وجزر القمر و الرأس الأخضر، ثم إقصاء المنتخب التونسي لفريق نيجيريا المرشح الأول للفوز باللقب.
تدارك الأخطاء
ويواجه المنتخب المغرب نظيره المالاوي على أرضية ملعب أحمدو أهيدجو في العاصمة الكاميرونة ياوندي، بكامل عناصره باستثناء اللاعب فيصل فجر الذي تبث إصابته بفيروس كورونا ويخضع حاليا للبرتكول الصحي المعتمد.
وقد عبر مدرب المنتخب المغربي، وحيد خاليلوزيتش، عن عدم رضاه عن أداء اللاعبين خلال المباراة الأخيرة أمام الغابون، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (2-2).
وأكد خاليلوزيتش خلال الندوة الصحفية التي تسبق مواجهة "أسود الأطلس" لمنتخب مالاوي، أن مباراة الغابون قد كانت بمثابة رجة، حيث تم ارتكاب أخطاء كثيرة على الرغم من السيطرة التي فرضها الفريق خلال اللقاء.
وبخصوص المواجهة مع المالوي، أكد مدرب المنتخب المغربي على أن أي مباراة لا يمكن الفوز بها مسبقا.
ويعتبر الخبير في السياسات الرياضية منصف اليازغي، أن الأسبوع الثالث من المنافسة يستوجب تصحيح الأخطاء لاسيما بعد الانتقادات التي طالت اختيارات الناخب الوطني خاليلوزيتش في المباراة الأخيرة أمام الغابون، والثبات على تشكيلة نموذجية، قادرة على مواصلة مشوار المنتخب المغربي إلى أبعد الحدود.
من جهته، يؤكد المحلل الرياضي مجيد الخال، أن نسخة 2022 بالكاميرون، قد أثبتت مرة أخرى بأنه ليس هناك فريق ضعيف وفريق قوي في المنافسة على الكأس الإفريقية، وبأن جميع المنتخبات قادرة على خلق المفاجأة.
ويضيف الخال، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، أن "مالاوي لن يكون لقمة سائغة أمام المغرب كما يعتقد الكثيرون، على عكس ذلك ستكون المهمة جد معقدة أمام أشبال خاليلوزيتش لكون المنافس يعتمد على النزالات الهوائية و التمريرات الطويلة، كما يملك لاعبوه مهارات جيدة".
ويشدد المتحدث على ضرورة اعتماد المنتخب المغربي على التمريرات الأرضية، وعدم ترك المساحات، خصوصا عند الجهة اليسرى، التي ينشط بها المنتخب المالاوي اعتمادا على لاعب سريع يمكنه أن يشكل تهديدا على مرمى "أسود الأطلس".
ويشير الخال، أنه على حاليلوزيتش تدارك الأخطاء التي وقعت في المواجهة الأخيرة ضد الغابون، خاصة في وسط الميدان، مبرزا أن إقحام سفيان بوفال كبديل في الجولة الثانية لعب دورا مهما في تدارك الهزيمة والعودة في المباراة.