تمكن المنتخب المصري من الصعود إلى المربع الذهبي لبطولة كأس العرب، بعد فوز صعب على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف لهدف، في المباراة التي امتدت للأشواط الإضافية، بعد انتهاء وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
نجاح الفراعنة بالبطولة العربية لا يتعلق بالنتائج فقط، بل بالاستمرار في تقديم عدد من اللاعبين المميزين للجماهير بقميص المنتخب، أو ما يمكن وصفه بمشروع "الـ 40 لاعب".
في تصريحات إعلامية سابقة، أوضح البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب الفراعنة، أنه يسعى لتجهيز 40 لاعبا للمشاركة في المواجهات المقبلة بمختلف المنافسات.
ويبدو أن كيروش بدأ في تنفيذ مشروعه، بعد الظهور المميز لبعض الاعبين مع المنتخب مثل عمر مرموش، وحسين فيصل، وأحمد ياسين، وأحمد رفعت، وغيرهم.
هي رحلة صناعة المنظومة التي لا تقف أبدا، بهدف أن يكون لدى المنتخب المصري أكثر من لاعب مميز في كل مركز.
تجارب سابقة
من جانبه، يقول الناقد الرياضي محمد علاء، إنه بالنظر إلى مسيرة كيروش التدريبية، وبالأخص تجربته مع المنتخب الإيراني، سنجد أن البرتغالي المخضرم يسعى دائما لتجديد دماء فريقه، والبحث عن عديد من العناصر المميزة، ليكون لديه مساحة أكبر للاختيار، "هذه العملية تكون مفيدة للفريق حتى بعد رحيل المدرب".
ويضيف علاء لموقع سكاي نيوز عربية: "مع المنتخب الإيراني، استغنى كيروش عن أسماء مثل سيد مهدي رحمتي وهادي عقيلي ومحمد خلعتبري مقابل ضم لاعبين محترفين مثل دانييل دافاري وأشكان دجاكه ورضا قوتشان نجاد؛ وهذه السمة الأبرز في شخصية البرتغالي، أنه لا يهتم بضغط الإعلام والجماهير، ويبحث فقط عما يخدم خطته ووجهة نظره".
الوقت المناسب
ويشير علاء إلى أن توقيت كأس العرب مثالي ومناسب تماما لخطة كيروش، خاصة أنه تسبق مباراة الدور الحاسم من تصفيات المونديال، ومنافسات "أمم إفريقيا".
ويتابع الناقد الرياضي: "الأمر لا يتعلق بإعطاء اللاعبين فرصة، بل إعدادهم نفسيا لاستغلالها جيدا، واختيار الوقت المناسب للدفع بهم داخل المستطيل الأخضر، فعلى سبيل المثال، كان إعطاء الثنائي أحمد رفعت وحسين فيصل فرصة المشاركة بمباراة السودان كافيا لتقديمهم بأفضل شكل ممكن للجماهير المصرية".
كما يوضح محمد علاء أن كيروش يبعث رسالة مباشرة لكل اللاعبين المصريين من خلال اختياراته تقول: "اظهر أفضل قدراتك مع فريقك، وستتواجد معنا في المنتخب في التوقيت المناسب".
منظومة قوية
ويتجه علاء بحديثه إلى ماذا أضافه كيروش لمنظومة منتخب مصر الفنية منذ تولي منصبه قائلا: "هناك شبه استقرار من جانب كيروش على خطة (4 - 3 - 3)، وتطورت قدرات الفريق (بدون كرة)، وهذا إنجاز كبير".
ويردف الناقد الرياضي: "الأداء الهجومي للمنتخب المصري أمام الجزائر والأردن تسبب في غضب بعض الجماهير، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الفريق يغيب عنه خط هجومه الأساسي تقريبا بالكامل".
ويتابع: "لكن الأهم هو إيجاد منظومة لعب قوية ومناسبة لعناصر المنتخب المصري، مع إشراك لاعبين على الأقل في كل مركز، خاصة أن متوسط أعمار لاعبي المنتخب يضمن استمرار أغلبهم في الملاعب خلال 10 سنوات مقبلة".
ويشير علاء إلى أن المباريات الأخيرة في تصفيات المونديال كان المنتخب المصري أفضل في بناء اللعب، لكن "كأس العرب" شهد تطور الفريق المصري على مستوى الضغط على المنافس، وأكبر دليل على ذلك هو مباراة الجزائر، وعدم قدرة "محاربي الصحراء" على صناعة فرص قوية على مرمى الفراعنة، "غاب هذا الشكل الدفاعي نسبيا خلال الشوط الأول أمام النشامى، إلا أن الفراعنة نظموا دفاعاتهم سريعا في الشوط الثاني والشوطين الإضافيين".
ويختتم الناقد الرياضي حديثه مع سكاي نيوز عربية، قائلا: "مشروع كيروش يحتاج إلى دعم الجماهير، لأنه يخدم الكرة المصرية خلال السنوات المقبلة، وليس الآن فقط، وهذا ما كان منتخب الفراعنة يفتقده بالأعوام الأخيرة".