مع انتهاء المنافسات الأفريقية المؤهلة للدور النهائي من تصفيات كأس العالم 2022، يقع المنتخب المصري في قائمة منتخبات "التصنيف الثاني"، ما أثار غضب جمهور اللعبة بمصر، مع توجيه أصابع الاتهام لمدرب الفراعنة السابق، الكابتن حسام البدري.

ويضم التصنيف الأول منتخبات: السنغال، والمغرب، والجزائر، وتونس، ونيجيريا، أمَّا التصنيف الثاني فيضم: مصر، والكاميرون، والكونغو، وغانا، ومالي.

ورغم الآمال العربية بعدم تأهل نيجيريا للدور النهائي، حتى يتم تصعيد المنتخب المصري من التصنيف الثاني إلى الأول، وهذا ما كان يضمن عدم وجود أي مواجهات عربية خالصة في الدور الحاسم، ومنافسة "عرب أفريقيا" على أكبر عدد من المقاعد المونديالية؛ إلا أن تعادل نيجيريا إيجابيًا مع منتخب الرأس الأخضر، كان كافيًا للنسور الخضراء للصعود للدور المقبل، بعد تصدر مجموعته برصيد 13 نقطة.

ويبقى السؤال الأهم، هل كان "البدري" السبب في تواجد منتخب الفراعنة بالتصنيف الثاني؟

المنتخبات العربية على موعد مع التاريخ في مونديال 2022

طريقة احتساب نقاط التصنيف

هجوم الجمهور المصري على البدري سببه أن المدرب السابق للفراعنة لم يخض أي مباريات ودية خلال التوقف الدولي الذي سبق مباراتي أنغولا والغابون ضمن منافسات التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2022.

من جانبه، يقول الناقد الرياضي، محمد علاء، إنه يجب أن يتعرف الجمهور أولًا إلى الطريقة التي يتم الاعتماد عليها من قبل "فيفا" لاحتساب نقاط التصنيف.

ويضيف علاء لموقع "سكاي نيوز عربية": "من أهم المعايير التي تحدد النقاط التي تحتسب في التصنيف الدولي، في نظام منح النقاط للمنتخبات هي النتائج التي حققها كل منتخب خلال السنوات الأربع الأخيرة".

ويتابع: "ومع كل تصنيف شهري جديد يتم حذف أقدم شهر من السنوات الأربع مع نتائجه ويدرج مكانه آخر شهر مع نتائجه، على أن تكون المدة التي يشملها التصنيف لا تتعدى ولا تقل عن أربع سنوات، وتحتسب النقاط لكل مباراة على حدة، وفقًا لعدة أسس أهمها (نتيجة المباراة وأهمية المباراة وقوة الخصم وقوة الاتحاد القاري)".

جدير بالذكر، أن النقاط تعتمد وفقًا لهذه المعادلة: (نقاط المباراة × أهمية المباراة × قوة الخصم × قوة الاتحاد القاري)، التي تتأثر بعدة عوامل وهي:

1) الفوز أم التعادل: تحصل الفرق على 3 نقاط مقابل كل فوز، ونقطة واحدة للتعادل، ولا تحصل على أي نقطة عند الخسارة، وعند اللجوء إلى ركلات الترجيح، يحصل الفريق الفائز على نقطتين، مقابل نقطة واحدة للخاسر.

2) أهمية المباراة: مباراة ودية 1.0 - مباراة تصفيات مؤهلة إلى كأس العالم أو إلى بطولة قارية 2.5 - نهائيات بطولة قارية أو كأس القارات 3.0 - نهائيات كأس العالم 4.0.

3) قوة الخصم وترتيبه في التصنيف العالمي: تعتمد على صيغة: 200 والتي يُطرح منها ترتيب الخصم في قائمة التصنيف العالمي الأحدث لفيفا.

وكاستثناء لهذه القاعدة، يحصل الفريق الذي يتربع على صدارة قائمة التصنيف العالمي على 200 والفرق المصنفة في المركز 150 أو أقل، تحصل على ما قيمته 50 كحدٍّ أدنى.

4) قوة الاتحاد القاري: في المباريات التي تجمع فريقين من اتحادين قاريين مختلفين، يتم استخدام متوسط قوة هذين الاتحادين، وقوة الاتحاد الأفريقي هي: 0.85 نقطة.

البدري أم الجميع؟

ويردف محمد علاء: "بالنظر إلى هذه المعايير، نجد أن المنتخب المصري تأثر بالفعل بعدم خوض مباريات ودية كافية مع البدري، والنتائج السلبية للفريق في بعض المواجهات السهلة، خاصةً أن فرق النقاط بين مصر ونيجيريا ليس كبيرًا، لكن من الظلم وضع المسؤولية بالكامل على البدري وجهازه المعاون، لأن الأمر يتعلق بالمنظومة الكروية بمصر ككل".

كما يوضح علاء أن التراجع في التصنيف الدولي مرتبط بالنتائج السلبية للمنتخب المصري خلال السنوات الأخيرة، وهي مسؤولية جماعية وليست فردية، يتحملها جميع أفراد المنظومة الكروية في مصر، "حتى أن قرار البدري بعدم خوض مباريات ودية، كان مدعومًا من الاتحاد المصري للعبة".

نظرة مستقبلية

ويرى الناقد الرياضي أن الحل الأمثل هو تجاوز الماضي، ووضع خطة مستقبلية تضمن عودة المنتخب المصري لمنصات التتويج، "خاصةً أن عديد من منتخبات القارة السمراء تتطور كثيرًا، بينما المنتخب المصري يتحرك من السيء للأسوأ".

ويتابع محمد علاء: "المنتخب المصري يحتل المركز السادس في التصنيف الأفريق منذ فبراير الماضي، هل تفاجأ الجميع أن المنتخب المصري ضمن فرق التصنيف الثاني؟! هذا ما نتحدث عنه، أن تكون لدينا خطة ومشروع حقيقي يعيد الفراعنة للمنافسة بقوة على البطولات القارية، وحينها لن يكون "التصنيف" أزمة تذكر من الأساس.

وبسؤاله عن فرص مصر في الصعود لمونديال 2022، يقول علاء: "بالطبع التواجد في التصنيف الثاني، يزيد من صعوبة المهمة المصرية، إلا أنَّ الفراعنة يملكون حظوظًا قوية في الصعود، وسط أمنيات أن تضع القرعة مصر أمام نيجيريا، باعتبارها الخصم غير العربي الأضعف في منتخبات التصنيف الأول."