وسط غرفة كبيرة تكتسي باللون الأحمر، يجلس محمد جابر أحد مشجعي النادي الأهلي قبل لقاء القمة ينتظر بترقب وشغف انطلاق المواجهة المرتقبة بين فريقه مع منافسه التقليدي الزمالك، كل شيء في الغرفة "أهلي"، الأريكة تتشح باللون الأحمر والحائط كذلك يتزين أيضاً بأرقام "فانلة" محمود الخطيب ومحمد أبو تريكة، الستائر عليها علم الأهلي، هذه الغرفة أعدت خصيصاً لمشاهدة المباريات المهمة.
أما هشام عبد الوهاب اتخذ من غرفته مقراً دائماً لتشجيع نادي الزمالك، فالتاريخ حاضراً في هذه الغرفة، لون الجدران يكاد لا يظهر من صور الفريق المعلقة عليها، نجوم التسعينيات مروراً بالألفينات وحتى الجيل الحالي وصوراً تذكارية وأعلام كثيرة و"تي شيريتات" أكثر كلها للزمالك، ولما لا وهو قضى أكثر من نصف عمره في تشجيع فريقه.
تجهيز مكان كغرفة محمد يأخذ مجهوداً ووقتاً طويلاً ولكن الموضوع كان ممتعاً بالنسبة له: "وقت انتشار فيروس كورونا لم نستطع الذهاب إلى الملعب بسبب الإجراءات الاحترازية ومن هنا قررت أن أخصص غرفة لي ولأصدقائي لمشاهدة مباريات الأهلي المهمة، واخترت تصميمها بهذا الشكل ليعبر عن مدى حبي وانتمائي لكيان الأهلي فكل شيء في الغرفة متعلق بنادي القرن".
أما هشام فالأمر مختلف قليلاً فهو اعتاد على "تعليق" صور اللاعبين والأجهزة الفنية وتتويجهم بالبطولات على مدار السنوات الكثيرة التي شجع فيها الزمالك، كل شيء له ذكرى جميله معه موجود على جدران الغرفة كنوع من التوثيق.
ويقول هشام: "من وأنا صغير وأنا بأعلق صور اللعيبة دايما بس بالشكل ده من عام 2013".
طقوس خاصة
اعتاد هشام مشاهدة مباريات الزمالك داخل غرفته مع أصدقائه المقربين وفي حضور دعوات والدته التي دائماً ما يعتبرها مصدر التفاؤل بالنسبة له قبل لقاءات القمة.
ويقول في حديثة لموقع "سكاي نيوز عربية ": "يوم ماتش القمة بصنع لنفسي أجواء حلوة، بتفرج على فيديوهات قديمة للزمالك في ماتشات قمة، ألبس تي شيرت الفريق، معايا العلم مش بيفارقني".
ويضيف: "وقت حضور الجماهير كنت أتواجد في الملعب باستمرار لتشجيع ومؤازرة الفريق، كنت أذهب للاستاد مبكراً مع أصدقائي لضمان سهولة الدخول والجلوس في مكان جيد يتيح لنا مشاهدة المباراة بأريحية. أنا بشجع الزمالك من عام 86 والعائلة كلها زملكاوية 100 بالمئة".
أما محمد قال في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": " في يوم مباراة القمة أستيقظ مبكر دائماً، لا أتناول أي وجبات تقريبا فقط أعتمد على المشروبات الساخنة. يصاحبني التوتر ويلازمني القلق وأتخيل سيناريوهات كثيرة في ذهني إلى أن تبدأ المباراة".
وأضاف: " أنا مشجع أهلاوي من 35 عام، عائلتي كلها تنتمي للنادي الأهلي. أتفاءل كثيراً بابني ياسين قبل مباريات القمة ومن قبله والدي قبل وفاته الذي علمني حب الأهلي والانتماء إليه".
قمم لا تنسى
نهائي بطولة إفريقيا عام 2019 أو نهائي "القرن" بين الأهلي والزمالك لم يكن مباراة قمة عادية بالنسبة للنادي الأهلي وجماهيره، يؤكد مشجع الأهلي: "مباراة نهائي القرن كان لها وضع مختلف، لقد شاهدتها في نفس الغرفة مع عدد كبير من أصدقائي، هي أهم مباراة في تاريخ النادي من وجهة نظري لأن الفريق فاز ببطولة مهمة جداً وبعد غياب 7 سنوات وعلى حساب فريق الزمالك المنافس التقليدي، وبالمناسبة ذكرى هذه المباراة يوم 27 من الشهر الجاري وسيحتفل بها جمهور الأهلي كما حدث العام الماضي".
وتابع: "هنفضل نحتفل بيها لغاية ما نموت".
ولـ"مشجع الزمالك" قمة أخرى لا ينساها ولكنها موسم 1987 – 1988، حيث كانت أول قمة يحضرها للزمالك في الملعب، "كان عمري وقتها 10 سنوات وأتذكر جيداً كل تفاصيل اليوم "، وأكمل قائلاً: " هناك قمة أخرى لا يمكن أنساها وهي موسم 91 -92 وهي أول قمة يفوز فيها الزمالك على الأهلي وانا حاضراً في الملعب، سجل أيمن منصور هدف اللقاء الوحيد في الدقائق الأخيرة، واقترب الزمالك وقتها من لقب الدوري العام هذا الموسم".
ما بعد القمة
من المؤكد أنه بعد انتهاء المباراة يفرح مشجع لفوز فريقه ويحزن آخر، هناك طقوس أخرى بعد المباراة ولكنها مختلفة عن ما قبلها، أهمية المباراة أيضاً تؤثر على رد فعل الجماهير، إذا كانت مؤثرة يصبح الاحتفال هيستيري والحزن مضاعف.
يقول هشام: "بعد فوز الزمالك بتبقى الفرحة لا توصف وبنشغل أغاني للزمالك لأنه فاز على المنافس التقليدي، أوقات كثيرة بنروح النادي نحتفل مع باقي الجماهير واللاعبين وده في حالة لو المباراة حاسمة للقب الدوري أو مؤثرة في مشوار الفريق بالمسابقة".
ويقول محمد: "أنا لم أعش أجواء حزن كثيرة بعد مباريات القمة لأن الأهلي لا يخسر كثيراً، ولكن بعد الفوز يصبح كل شيء جميلاً. بجيب تي شيرت الأهلي هدية لأولادي وبعزمهم على العشاء. كل حاجة بتبقى حلوة في عيني".