بشكل مفاجىء، أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن تعيينه البرتغالي كارلوس كيروش لقيادة الجهاز الفني للفراعنة خلال الفترة المقبلة، على أن يأتي إلى القاهرة في نهاية الأسبوع المقبل.
لم يكن كيروش ضمن قائمة الأسماء المرشحة لقيادة المنتخب المصري، التي تداولتها المواقع المحلية خلال الأيام الأخيرة، والتي ضمت عدد من المصريين مثل؛ حسن شحاتة وحسام حسن وإيهاب جلال.
ولذلك كان قرار تعيين كيروش مفاجئا للجميع، لكن تواجد مدير فني أجنبي على رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر أعاد إلى الواجهة ما وصفه البعض بـ"عقدة الخواجة".
"عقدة الخواجة" هي أحد أشهر المصطلحات المتداولة في الشارع المصري، وتستخدم للتعبير عن تفضيل شخص لمنتج أجنبي على حساب مثيله المحلي.
المشروع أم المدرب؟
وفي هذا الصدد، يقول الناقد الرياضي، محمد طلبة، إن تغيير المدربين "لا يضمن النجاح للمنتخب؛ لأن الأمر يتعلق بالمنظومة ككل وليس فقط الجهاز الفني".
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية": "بالنظر إلى التجارب العالمية الناجحة على مستوى المنتخبات، ستجد أن الخطوة الأولى للنجاح هي الاعتماد على مدرسة كروية واحدة وطريقة لعب ثابتة في مختلف الفئات العمرية للمنتخب، ويكفي الاقتداء بتجربة منتخب مصر لليد، الذي اعتمد على المدرسة الإسبانية خلال السنوات الأخيرة، والنتيجة هي أنه الآن أحد أقوى منتخبات العالم على مستوى اللعبة".
ويتابع: "سواء نجح البرتغالي كيروش أو فشل في تجربته مع الفراعنة، يجب أن تكون هناك خطة محكمة للوصول بالكرة المصرية إلى مستوى أفضل، وهذا دور المدير الفني للاتحاد المصري نيلو فينجادا، الذي تم تعيينه بمنصبه في أبريل الماضي، لكن لم تظهر بصماته حتى الآن".
الفرق والمنتخبات
ويرى متابعون أن الظاهرة لا تقتصر على المنتخب المصري وحده، بل بكبار الدوري المصري الأهلي والزمالك دائمي البحث عن المدربين واللاعبين الأجانب، لكن في النهاية هما أحد أقوى فرق "القارة السمراء"، مما يعني أن هذه الطريقة ناجحة، لكن هل تقود نفس الطريقة منتخب الفراعنة إلى منصات التتويج من جديد؟.
ويقول الناقد الرياضي، عثمان سالم، إن "المقارنة بين اعتماد الفرق والمنتخبات المصرية على المدربين الأجانب لا تجوز، لاختلاف ظروف التدريب بينهما، بالإضافة إلى أن مدرب الفريق يكون لديه فرصة لتعزيز فريقه بعناصر أجنبية قوية، بينما يعتمد مدرب المنتخب على مجموعة اللاعبين المتاحة فقط".
ويضيف سالم لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذا الجيل من الفراعنة يملك عددا كبيرا من النجوم، على رأسهم محمد صلاح، لكن حتى الآن لم يستطع أي مدرب خلق منظومة لعب ناجحة تتمكن من الحصول على أفضل مستوى فني لدى لاعبي المنتخب المصري".
ويتابع: "أكبر إنجازات المنتخب المصري خلال السنوات الأخيرة تحققت على يد مصريين (محمود الجوهري وحسن شحاتة)، لذا لا داعي لوجود (عقدة الخواجة) على مستوى منتخب الفراعنة".
ويردف: "السبب الأول في وجود (عقدة الخواجة) لدى الجمهور المصري لكرة القدم، هو قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك، إذ كانت النجاحات الأكبر لهما على يد مدربين أجانب خاصة خلال العقد الأخير، لذا هناك دوما يقين بأن وجود مدير فني أجنبي يعني تحقيق الإنجازات".
كما يؤكد الناقد الرياضي أنه خلال الفترة الحالية "لا توجد كوادر مصرية قادرة على قيادة الفراعنة إلى منصات التتويج، لذا كان اختيار مدرب أجنبي هو الحل الأمثل للعبور من هذه الأزمة، خاصة أن التوقف الدولي المقبل يتبقى عليه أقل من شهر".
التعامل مع اللاعبين
هناك جملة متكررة في البرامج الرياضية المصرية، وهي أن المدرب الأجنبي يستطيع التعامل مع اللاعبين بشكل أفضل من نظيره المحلي، لذا تواصل موقع سكاي نيوز عربية مع اللاعب الدولي السابق، وأحد القادة التاريخيين للنادي الأهلي، كابتن شادي محمد، والذي كان أحد أبناء الجيل الذهبي للنادي الأحمر ومنتخب مصر، تحت قيادة المدربين مانويل جوزيه وشحاتة.
ويقول محمد لموقع "سكاي نيوز عربية": "في الحقيقة، الأمر يتعلق بشخصية المدرب سواء كان مصريا أو أجنبيا، بالإضافة إلى وجود منظومة ناجحة، يعرف خلالها كل فرد دوره، ويلتزم به".
ويضيف: "إحدى أكبر الأزمات التي تواجه المنتخب المصري حاليا هي أن المدرب لا يملك صلاحياته الكاملة، هذا ما ينتج عنه بعض المشاهد المسيئة لتجاوزات بعض اللاعبين تجاه مدربهم".
كما يوضح شادي أن المدربين المصريين "عليهم تطوير أنفسهم، حيث أن عدم وجود مدرب مصري واحد قادر على قيادة منتخب بلاده يدل على فشل هذه المنظومة بالكامل"، وفقا لرأيه.
ويختتم اللاعب السابق حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، بالقول: "القرارات الأخيرة لاتحاد الكرة لا تبشر بأي إنجازات للكرة المصرية، ونتمنى أن تمر الفترة المقبلة بأقل عدد من الخسائر الممكنة".