أعلن النادي الإفريقي التونسي، مساء الخميس، رسميا رفع عقوبة المنع من التعاقدات والتي كانت مسلطة عليه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ أكثر من عام وذلك نتيجة عدم دفع ديونه الثقيلة وفشل مجالس إدارته المتعاقبة في تسوية مستحقات اللاعبين والمدربين الأجانب في السنوات الأخيرة.
وكشف رئيس الإفريقي يوسف العلمي في مقطع مسجل نشره على الصفحة الرسمية للنادي على فيسبوك أن "كابوس" عقوبات الفيفا الثقيل انزاح أخيرا عن النادي بعد أكثر من 15 شهرا من الانتظار والمخاوف.
وقال العلمي في تصريحات توجه بها لمشجعي النادي: "نستطيع القول إن رفع عقوبة منع التعاقدات تم رسميا بموجب خطاب من الفيفا، الأمر لم يكن سهلا بالمرة خصوصا أن حجم الديون كان مهولا والأرقام الخاصة بالعجز المالي في ميزانية النادي كانت مخيفة، أذكر أن خمسة ملفات ديون كانت حرجة بل أنها تهدد وجود النادي وديمومته كواحد من أعرق الفرق التونسية والعربية".
ووصف رئيس الإفريقي جماهير النادي بأنها قمة في الوفاء والإخلاص، قائلا: "شكرا للجمهور فلولاه لكان مصير النادي مجهولا، لقد قاموا بحملات تبرع خيالية وجمعوا الأموال لخلاص الديون".
ولم يكن أشد المتفائلين من مشجعي النادي الإفريقي التونسي يتوقع أن ينجح مجلس إدارة النادي الحالي في الخروج من أزمة الديون التي كانت تثقل كاهل النادي وهو الذي تسلم مهامه في أواخر فبراير، ووجد في بدايته جبلا من الأزمات، أبرزها الوضعية الكارثية على مستوى النتائج حيث كان الإفريقي يقبع في المركز 13 وقبل الأخير من الدوري ويصارع من أجل ضمان البقاء في الدوري الممتاز.
وعاش النادي الذي احتفل في العام الماضي بالذكرى المئوية لتأسيسه على وقع الأزمات الرياضية والمالية والإدارية، فبجانب غياب الاستقرار على تركيبة مجلس الإدارة، غرق الفريق الأحمر والأبيض في الديون نتيجة التعاقد مع لاعبين ومدربين بمبالغ مالية خيالية دون تمكينهم من مستحقاتهم فضلا عن عدم احترام آجال دفع الخطايا المستوجبة عليه مما أدى لتفاقم حجم الديون.
وأدى تتالي الصفقات الفاشلة منذ العام 2019 إلى رفع شكاوى من قبل لاعبين ومدربين أجانب ووكلاء لاعبين إلى لجنة النزاعات والقوانين بالاتحاد الدولي لكرة القدم والتي سلطت عقوبات مالية في حق النادي فضلا عن خصم ست نقاط من رصيده في الدوري بسبب عدم خلاص مستحقات مهاجمه الجزائري إبراهيم شنيحي، وحرمانه من إبرام أية صفقات بين مايو 2020 وأغسطس 2021.
وفي سبتمبر من العام 2020، كشف الاتحاد التونسي لكرة القدم عن أرقام مفزعة لديون الإفريقي لدى الفيفا، والتي ناهزت 30 مليون دينار (قرابة 11.5 ملايين دولار)، وطالب بوضع خطة شاملة لخلاص الديون مخافة أن يجد النادي نفسه مهددا بالنزول للدرجة الثانية بقرار من الفيفا.
حملات لجمع التبرعات
وأطلق مشجعو الإفريقي حملات ضخمة لجمع التبرعات وخلاص الديون أطلقوا عليها اسم "اللطخات" وهي طريقة للتبرعات بشكل جماعي وعلني، بغاية إنقاذ ناديهم من الانهيار، مما ساهم في تقليص حجم تلك الديون.
وقال رئيس جمعية التحالف من أجل النادي الإفريقي محسن الطرابلسي إنه "إذا كان هناك طرف يستحق شهادة شكر على دعمه للنادي فهو جمهور الإفريقي الذي دفع الأموال دون هوادة وساهم في رفع عقوبة المنع من التعاقدات، جمعية التحالف كانت بمثابة القناة التي ربطت بين الجماهير الوفية وخزينة النادي من أجل تسوية كل الملفات العالقة".
وفي تصريح خص به "سكاي نيوز عربية"، قال الطرابلسي، الذي يشغل منصب طبيب النادي الإفريقي: "تجاوزنا العقبة الأولى وهي رفع عقوبة المنع من التعاقدات لكن الطريق ما يزال طويلا وشاقا لإعادة النادي إلى أمجاده السالفة، الآن بدأ العمل ومهمة الإدارة الحالية هي وضع خارطة طريق لإعادة الإشعاع للإفريقي".
وساهمت جمعية التحالف من أجل النادي الإفريقي وعديد الجمعيات وروابط المشجعين في ضخ ما يزيد عن 12 مليون دينار أي ما يقارب نصف إجمالي الديون لتخليص النادي من كابوس عقوبات الفيفا.
بدوره، كشف مشجع الإفريقي نوفل بن حسن أن إدارة النادي كسبت جولة مهمة في سبيل إعادة الإشعاع للإفريقي ولكن عملا كبيرا لا يزال ينتظرها لتجسيد ذلك على أرض الواقع باعتبار أن آثار سياسة النادي في السنوات الماضية كانت مدمرة ووخيمة، على حد قوله.
وقال بن حسن لـ"سكاي نيوز عريية": "الطريق لا يزال طويلا لعودة الفريق لمكانه الطبيعي، ما قام به الجمهور يعتبر مثالا في التضحية والوفاء في سبيل النادي ولكن نريد أن نرى فريقنا مجددا على منصات الألقاب، سنواصل دعمنا دون شروط وننتظر إصلاحات كبرى للمنافسة على الألقاب".