شهدت دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020 نجاحا ملحوظا للحكام المصريين المشاركين في المحفل الرياضي الكبير، من خلال أداء متميز في مختلف الألعاب الرياضية مثل كرة القدم والرماية، ليحصدوا ميداليات شرفية من اللجنة الأولمبية الدولية.
وتختار الاتحادات الدولية الرياضية أبرز الأسماء في عالم التحكيم للتواجد بالأولمبياد، وهو ما جرى من الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أبلغ الحكم المصري محمود عاشور في أبريل الماضي بضرورة الاستعداد للسفر إلى طوكيو للانضمام إلى أطقم حكام تقنية الفيديو.
ويتحدث عاشور إلى موقع سكاي نيوز عربية عن المشاركة في الأولمبياد قائلا: "شرف كبير التواجد في أكبر بطولة كروية بعد المونديال واختياري ضمن نخبة من أفضل الحكام في العالم، شعرت بفخر شديد لتمثيل مصر في دورة الألعاب الأولمبية".
استعدادات خاصة
ويضيف الحكم الأربعيني لموقع سكاي نيوز عربية: "بعد إعلان القائمة النهائية لحكام الأولمبياد بدأت في الاستعداد للبطولة، خضعت لتدريبات لياقة بدنية وكشف طبي ومراجعة القوانين الخاصة بكرة القدم فضلا عن متابعة دورية لحالتي الصحية تخوفا من الإصابة بفيروس كورونا".
ويتابع عاشور لموقع سكاي نيوز عربية: "سافرت إلى طوكيو قبل البطولة بعدة أيام، حضرت عدد من الدورات المتعلقة بتقنية الـفار ومحاكاة لمواقف قد نتعرض لها خلال المباريات، كانت الأجواء مثالية ولم يتبقَ سوى الظهور بصورة جيدة خلال المباريات".
وخاض عاشور مباراته الأولى في منافسات السيدات خلال المواجهة التي جمعت بين أستراليا والسويد، تخلص الحكم المصري سريعا من شعوره بالقلق، وانصب تركيزه على ما يدور على أرضية الملعب كما يقول لموقع سكاي نيوز عربية، ظهر التجانس واضح بين الجميع رغم اختلاف الجنسيات ومرت التجربة بسلام.
المباراة الأصعب
ويذكر الحكم الدولي لموقع سكاي نيوز عربية: "شاركت أيضا في لقاء أميركا وكندا ثم المباراة الصعبة بين البرازيل وكوت ديفوار في منافسات الرجال، مواجهة اتسمت بالندية بين الفريقين والكثير من الإثارة، وعلى مستوى التحكيم شهدت أداء جيد دون وقوع أزمات".
وحرص عاشور على متابعة أغلب مباريات كرة القدم في الأولمبياد داخل قاعة مخصصة للحكام وخاصة لقاءات المنتخب المصري الأولمبي في دور المجموعات أمام إسبانيا والأرجنتين واستراليا، يقول عن ذلك: "تابعت المباريات باهتمام كبير، شعرت بالفرحة بعد الصعود إلى دور الـ 8 وتمنيت اقتناص منتخبنا لميدالية خلال البطولة".
وأثناء مكوثه في طوكيو تلقى الحكم المصري الكثير من الإشادة وكلمات الدعم من عصام عبد الفتاح، عضو لجنة الحكام بالاتحاد الإفريقي وفقا لحديث عاشور لموقع سكاي نيوز عربية، فضلا عن اتصالات هاتفية مستمرة من وجيه أحمد رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة المصري لمساندته.
احتفاء وميدالية تذكارية
وبعد انتهاء تجربته في الأولمبياد حصل عاشور على ميدالية تذكارية من المسؤولين في دورة الألعاب الأولمبية، ووصف التجربة قائلا: "قبل مغادرة طوكيو منحوني ميدالية وتعليقات إيجابية على أدائي في المباريات الثلاثة التي شاركت فيها".
بعيدا عن ملاعب كرة القدم، كان محمد وهدان يباشر عمله كرئيس لجنة حكام رماية الخرطوش في أولمبياد طوكيو، كأول مصري وعربي يتولى تلك المهمة في دورات الألعاب الأولمبية نظرا لمكانته في عالم الرماية حيث شارك في 62 بطولة دولية بجانب التواجد في أولمبياد بكين ولندن.
ويقول وهدان لموقع سكاي نيوز عربية: "تمثيل بلدي في الأولمبياد مسؤولية كبيرة، حرصت على الظهور بأفضل صورة واعتبرت نفسي سفيرا لمصر في طوكيو طوال فترة تواجدي على رأس منظومة التحكيم برماية الخرطوش".
ويردف عضو اللجنة الفنية للخرطوش في الاتحاد الدولي للرماية: "كنت مسؤولا عن التأكد من تطبيق القانون في البطولة وعدم وقوع أزمات بين الرماة والحكام والتدخل في حالة حدوث خلاف حول النتائج والقرارات الفنية، بجانب تنظيم المسابقات بالكامل ووضع جداول الرماية وتحكيم الجولات النهائية".
تحديات التحكيم
وعن الصعوبات التي واجهت حكام الرماية في الأولمبياد يوضح وهدان: "أبرز التحديات انحصرت في ضرورة الانتباه جيدا لتنفيذ الإجراءات الاحترازية على مدار اليوم منعا للإصابة بفيروس كورونا وعدم الخروج من الفقاعة الطبية والحرص على التباعد الاجتماعي داخل ميادين الرماية".
ويسترسل رئيس لجنة حكام رماية الخرطوش في أولمبياد طوكيو: "أيضا كانت المشكلة الأكبر هي ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، ونحن نعمل لنحو 12 ساعة يوميا في ميادين مفتوحة دون سقف أو وجود مبردات هوائية، تلك تجربة ليست هينة أبدا ورغم ذلك تكللت جهودنا بالنجاح".