رغم قلتها، إلا أن صعود العرب على منصات التتويج في الدورات الأولمبية، تمثل لحظات عالقة في الأذهان، لا تمحى من تاريخ الرياضة العربية.
وخلال أكثر من مئة عام من المشاركة، حقق العرب 108 ميداليات أولمبية، بينها 28 ذهبية، 7 منها لمصر، 6 منها للمغرب، 5 منها للجزائر، و4 لتونس، واثنين للبحرين، وذهبية واحدة لكل من الإمارات والكويت وسوريا والأردن.
ولكن ما هي أبرز اللحظات التاريخية للعرب في الأولمبياد؟
الذهبية الأولى
بداية حصاد الذهب للعرب، كان في دورة 1928 بالعاصمة الهولندية أمستردام، عندما حقق المصري سيد نصير ذهبية رفع الأثقال للوزن خفيف الثقيل، ومواطنه مصطفى إبراهيم ذهبية المصارعة الرومانية لوزن خفيف الثقيل.
القمودي.. فخر تونس الأولمبي
ويعتبر العداء محمد القمودي، واحد من رياضيين اثنين، رفعا اسم تونس خلال الأولمبياد، وتبقى إنجازاته قبل 50 عاما خالدة للرياضة التونسية.
وفي دورة مكسيكو 1968، حقق التونسي محمد القمودي إنجازا كبيرا بتتويجه بذهبية سباق 5 آلاف متر، وبرونزية سباق 10 آلاف متر، مهديا بذلك أول ميدالية ذهبية لتونس في تاريخ مشاركاتها.
في دورة ميونيخ 1972 أضاف التونسي محمد القمودي لرصيده فضية في سباق 5 آلاف متر، ليصبح أفضل مشارك عربي في الألعاب الأولمبية وقتها، بإحرازه ذهبية وفضية وبرونزيتين خلال ثلاث دورات أولمبية.
المرأة العربية
وكانت دورة لوس أنجلوس 1984 فارقة في تاريخ المشاركة العربية إذ أحرزت المرأة العربية أول ميدالية لها، حيث حققت العداءة المغربية نوال المتوكل ذهبية سباق 400 متر حواجز، وفي نفس الدورة، حقق العداء المغربي سعيد عويطة ذهبية 5 آلاف متر.
أما ذهبية سوريا الوحيدة عبر تاريخها، فجاءت عبر غادة شعاع، الاسم الذي سطع في سماء أولمبياد أطلانطا 1996.
وحققت شعاع ذهبية السباعي في ألعاب القوى، وهو إنجاز كبير وتاريخي، كون المسابقة تعتمد على التألق في 7 رياضات مختلفة بألعاب القوى، وعادة ما يكونون العرب بعيدين عنها.
تألق المغرب
قد تكون لقطة العداء المغربي هشام الكروج، وهو يشير بالرقم اثنين غير مصدق، من أبرز اللحظات التاريخية العربية في الأولمبياد.
وبعد فشله بالظفر بالذهبية في أولمبياد سيدني 2000، جاء تحقيق المغربي هشام الكروج لميداليتين ذهبيتين في مسافتي 1500 و5000 متر، في أثينا 2004، لترسم لحظة تاريخية عربية خالدة.
ودخل الكروج تاريخ الأولمبياد من بابه الواسع، حيث أنه ثاني شخص في تاريخ الأولمبياد يجمع ذهبيتي هاتين المسافتين، بعد الفلندي بافورنورمي الذي كان قد حقق فوزين في سباقين لنفس المسافتين خلال أولمبياد باريس عام 1924.
تألق المغاربة في ألعاب القوى لم يقتصر على الكروج، حيث حقق العداء مولاي إبراهيم بوطيب ذهبية سباق 10 آلاف متر في دورة سيؤول 1988، تلاه إنجاز الذهبية لخالد سكاح في سباق 10 آلاف متر في دورة برشلونة 1992.
جفاف مصري
وبالرغم من أن مصر تتصدر قائمة الميداليات الذهبية للعرب في الأولمبياد، إلا أن معظم الميداليات الذهبية السبع التي حققتها، جاءت قبل نهاية العرب العالمية الثانية.
ومنذ عام 1948، حققت مصر ميدالية ذهبية واحدة، في أولمبياد أثينا 2004، عن طريق المصارع المصري كرم جابر في وزن 96 كغ في المصارعة الرومانية.
ملك السباحة العربية
السباح التونسي أسامة الملولي أصبح "ملك السباحة" العربية، بإحرازه ذهبية 1500 متر سباحة حرة، وهي الوحيدة للعرب في أولمبياد بكين 2008.
وعاد الملولي ليحقق ميدالية ذهبية أخرى، بالإضافة لبرونزية في أولمبياد 2012 في لندن، ليسطر اسمه من ذهب.
ذهبية الخليج
حققت دول الخليج عددا من الميداليات في الأولمبياد، لكن الذهبية الأولى كانت في 2004 بدورة أثينا، عن طريق مسابقة الرماية.
ذهبية الخليج الوحيدة كانت للإماراتي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، في أثينا 2004، عندما فاز بمسابقة الرماية، الحفرة المزدوجة.
وعاد الكويتي فهيد الديحاني ليكرر الإنجاز، بتحقيقه ذهبية نفس المسابقة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
إنجازات جزائرية
حققت الجزائر 5 ذهبيات في تاريخ الأولمبياد، 4 منها بألعاب القوى، وتحديدا في مسافة 1500 متر، المفضلة لدى الجزائريين، وواحدة بالملاكمة.
أبطال ألعاب القوى كانوا نور الدين مرسلي، الفائز بذهبية 1500 متر في أطلانطا 1996، وتوفيق مخلوفي في نفس المسابقة بدورة لندن 2012.
أما النساء، فتألقت حسيبة بولمرقة وحققت ذهبية 1500 متر في برشلونة 1992، وهي أول ذهبية للجزائر، لتعود نورية مراح بنيدة وتحقق نفس الإنجاز، في سيدني 2000.
وفي الملاكمة، حقق حسين سلطاني ذهبية وزن الريشة في الملاكمة، بدورة أطلانطا 1996، وحتى الآن، تبقى هي الذهبية الوحيدة للعرب في الملاكمة.
الأردن ذهبي
وفي ريو دي جانيرو 2016، دخل لاعب التايكوندو الأردني أحمد أبو غوش التاريخ، عندما خطف الميدالية الذهبية في وزن 68 كيلوغراما.