يشهد السبت، نهائي بطولة "الكونفدرالية" الإفريقية، الذي يجمع شبيبة القبائل الجزائري والرجاء المغربي، فيما يسعى الفريقان إلى إنقاذ الموسم، بعد الأداء المتذبذب الذي قدماه على المستوى المحلي.
ويحتل الرجاء المركز الثاني في ترتيب فرق الدوري المغربي هذا الموسم، بفارق أكثر من 10 نقاط عن المتصدر نادي الوداد، كما ودع الرجاء بطولة كأس العرش المغربي من الدور ربع النهائي، بعد الهزيمة أمام الجيش الملكي بركلات الترجيح، ليكون نهائي الكونفدرالية إلى جانب نهائي البطولة العربية، بمثابة آخر محاولات الفريق المغربي للهروب من "الموسم الصفري".
على الجانب الآخر، يحتل نادي شبيبة القبائل المركز الثامن بترتيب فرق الدوري الجزائري هذا الموسم، وودع كأس الجزائر مبكرا من الدور الـ 64، بعد الهزيمة أمام فريق "أمل عين مليلة"، ولا يملك النادي الجزائري أي فرصة لإنقاذ موسمه إلا عن طريق تحقيق اللقب الإفريقي.
في غضون ذلك، يبقى السؤال الأهم، ما الفريق الأقرب لحصد لقب "الكونفدرالية"؟
لغة الأرقام
يقول الناقد الرياضي، محمد طلبة في حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية" حول النهائي المرتقب، إن الجمهور سيكون على موعد مع مباراة قوية، بعد الأداء الكبير الذي قدمه الفريقان خلال مشوارهما في البطولة.
ويتابع: "الرجاء وشبيبة القبائل حافظا على سجلهما دون أي هزيمة في البطولة، وتمكنا من هزيمة فرق قوية مثل بيراميدز والصفاقسي وأورلاندو بايرتس، وغيرها من الأندية التي رشحها الجمهور والنقاد في بداية الموسم لحصد لقب الكونفدرالية".
وتعد تلك المواجهة الأولى بين الفريقين في كأس الكونفدرالية، ولم ينجح أي فريق جزائري في التفوق على فريق مغربي في البطولة حتى الآن (تعادلان وخسارتان)، ولم تسجل الفرق الجزائرية أي هدف خلال هذه المواجهات.
كما يوضح طلبة: "بلغة الأرقام، الرجاء هو الأقرب لحصد اللقب، فمنذ دور المجموعات نجح الفريق المغربي في إحراز 17 هدفا بينما استقبلت شباكه هدف وحيدا.
على الجانب الآخر، أحرز شبيبة القبائل الجزائري 14 هدفا، واستقبلت شباكه 6 أهداف.
ويردف طلبة: "يعاني الفريق الجزائري مشاكل عديدة على المستوى الدفاعي، إذ يعد حارس الفريق أسامة بينبوت صاحب ثاني أسوأ نسبة تصديات ناجحة خلال البطولة بنسبة 64.7 في المئة، لذا سيكون شبيبة القبائل أمام مهمة صعبة بمواجهة خط هجوم ناري بقيادة سفيان رحيمي وبين مالانغو".
ويشير الناقد الرياضي إلى الأداء المميز الذي قدمه ثنائي الفريق المغربي بين مالانغو ورحيمي خلال البطولة.
وأشار إلى أن رحيمي "هو ثالث أكثر لاعب في البطولة تسديدا على المرمى، وساهم في 7 أهداف مع الرجاء، بينما مالانغو هو هداف الفريق في البطولة برصيد 5 أهداف، وبالنظر إلى المشاكل الدفاعية التي يعاني منها شبيبة القبائل، ربما يكون هذا الثنائي سببا قويا في حصد الرجاء للقب الإفريقي".
ينتقل طلبة بحديثه إلى أبرز لاعبي شبيبة القبائل، قائلا: "رضا بن سايح جناح النادي الجزائري يعد أفضل لاعبي الفريق خلال البطولة، بعد إحرازه 5 أهداف خلال مشوار الفريق إلى النهائي، ويشكل مع مهاجم الفريق محمد زكريا بولحية (زاكا) ثنائي هجومي قوي".
وأضاف أنه "بوسع اللاعب أن يشكل خطورة كبيرة على الرجاء في التحولات الهجومية، إذ يمتاز الثنائي الجزائري بالسرعة والقدرة على إنهاء الهجمات بنجاح، وهذا مهم في المباريات النهائية، التي يكفي هدف وحيد لحسمها".
الخبرة الإفريقية
كما يشير الناقد الرياضي، إلى فارق الخبرة الإفريقية بين عناصر الفريقين، وتأثيره على نتيجة المباراة النهائية، قائلا: "أغلب لاعبي الرجاء يملكون خبرة إفريقية كبيرة نتيجة لمشاركتهم الدائمة في مسابقتي أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية خلال السنوات الأخيرة".
ويردف: "في المقابل، تغيب الخبرة الإفريقية عن معظم لاعبي شبيبة القبائل الذين لم يسبق لهم اللعب على الصعيد القاري مع الفريق البعيد عن منصات التتويج الإفريقية منذ قرابة عقدين من الزمن، باستثناء الظهير الأيسر محمد وليد بن شريفة الذي سبق له المشاركة في دوري أبطال أفريقيا مع نادي شباب قسنطينة".
ويعتبر أن "الخبرة الإفريقية قد تؤثر على نتيجة نهائي الكونفدرالية، ففي النهائيات، تحتاج إلى لاعبين لديهم القدرة على تحمل الضغط، والتغلب عليه، وتقديم أفضل مستوى فني خلال المباراة الحاسمة، وهذا ما يكتسبه اللاعبون بالخبرة، والاعتياد على لعب مواجهات الأدوار الإقصائية والمنافسة على البطولات المحلية والقارية، وهذا ما يتوفر في الجيل الحالي لنادي الرجاء، ويغيب عن لاعبي الفريق الجزائري".
ويختتم حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية" بالقول: "التوقعات ترجح كفة نادي الرجاء المغربي بهذا اللقاء، لكن النهائيات في كثير من الأحيان، تضرب بكل التوقعات عرض الحائط، لذا لا يمكن التنبؤ باسم بطل المسابقة الإفريقية الآن، لكن الشيء الوحيد الذي يمكن التنبؤ به، هو أن الجمهور الإفريقي والعربي سيشاهد لقاء قويا وممتعا، وأتوقع أن يُحسم خلال دقائقه الأخيرة فقط".