ثلاثة مواسم، هي عمر الفترة التي قضاها عبد الرزاق حمد الله داخل أروقة نادي النصر السعودي، زينها بإنجازات عديدة، وأرقامًا فريدة صنعت منه بطلًا للإحصائيات التاريخية في بطولة كأس بن سلمان، وتاريخ النادي العالمي.
المهاجم المغربي القادم من مدينة آسفي، ليصول ويجول في الملاعب السعودية، ويحفر اسمه بحروف من نور تخلل مشواره الكروي بعض الأزمات، إلا أن أرقامه القياسية كانت ومازالت تتحدث عن موهبته التهديفية، بالرغم من تراجعها في الموسم المنقضي.
انضم حمد الله إلى صفوف النصر السعودي موسم 2018-2019، قادمًا من الريان القطري، وعلى مدار 3 مواسم لعبها، حقق بطولة الدوري وكأسي السوبر المحلي، بالإضافة إلى عدد من الأرقام نستعرضها تفصيلًا في الرصد التالي:
انطلاقة حمد الله مع النصر كانت الأقوى، إذ ساهم في 60 هدفًا خلال 35 مباراة بواقع 3036 دقيقة، وضع خلالها بصمته على 43 هدفًا في بطولة الدوري بتسجيله 34 وصناعة 9 في 26 لقاء، و12 هدفا في الكأس بتسجيل 11 وصناعة هدف في 4 مواجهات فقط، و5 أهداف في دوري أبطال آسيا مسجلًا 4 وصانعًا لهدف خلال 5 مباريات.
تجدر الإشارة إلى أن تتويج حمد الله بهداف الدوري هذا الموسم، صاحبه لقب الهداف التاريخي للبطولة بعدما كسر الرقم القياسي للاعب اتحاد جدة الأسبق، حمزة إدريس الذي أحرز 33 هدفًا في موسم 1999-2000.
وفي الموسم الثاني، لعب بقميص النصر 40 مباراة بواقع 3604 دقيقة، ساهم خلالها في 49 هدفًا، بتسجيله 29 هدفا وصناعة 3 في 27 لقاء بالدوري الدوري، وإحراز 5 وصناعة 3 في 5 مواجهات بالكأس، وتسجيل 7 وصناعة هدف في 7 مباريات بدوري أبطال آسيا، بالإضافة إلى تسجيل هدف في مباراة السوبر السعودي.
أما الموسم الثالث، فقد ساهم حمد الله في 22 هدفًا خلال 25 مباراة بواقع 2036 دقيقة، بتسجيله 11 هدفًا وصناعة هدفين في 15 مباراة ببطولة الدوري، وتسجيل هدف وصناعة آخر في 3 مواجهات بالكأس، وأحرز 4 أهداف وصناعة هدف في 6 مباريات ببطولة دوري أبطال آسيا، وتسجيل هدف للسنة الثانية على التوالي بموقعة السوبر السعودي.
وأصبح رصيد عبد الرزاق حمدالله في 100 مباراة خاضها بقميص النصر في 4 بطولات مختلفة بواقع لعب 8676 دقيقة، هو تسجيل 108 أهداف، وصناعة 23 آخرين بتمريرات حاسمة.
يذكر، أن رصيد حمد الله جاء خاليًا من البطاقات الحمراء، إذ لم يتعرض لعقوبة الطرد المباشر، أو لتراكم الإنذارات خلال ارتدائه القميص الأصفر، فيما حصل على 19 إنذارا بواقع 6 في الموسم الأول، ومثلها في الموسم الثاني، و7 خلال الموسم الأخير.
الرقم الأصعب في معادلة النصر
"شئنا أم أبينا حمد الله هو الرقم الصعب في معادلة تألق النصر خلال الثلاث سنوات الماضية" هذا ما أكده الناقد الرياضي المهتم بالشأن السعودي هيثم إبراهيم، مشيرًا إلى أنه منذ أن تم التعاقد مع المهاجم المغربي في 2018 وحتى الآن، هو أهم لاعب في كتيبة العالمي.
وأضاف الناقد الرياضي: "تعاقب مجموعة من الأجانب المميزين جدًا على فريق النصر، نتكلم عن نور الدين مرابط، وعن مارتينيز، ومايكون وجوليانو، أكثر من اسم محترف مر على النصر، ولكن يبقى حمد الله هو الرقم الأهم في تشكيل الفريق على مدار الثلاث سنوات الماضية، وساهم بشكل أو بآخر في استعادة نغمة الألقاب بالفوز الدوري السعودي في نسخته الأصعب موسم 18-19، بعد صراع دام للرمق الأخير مع الهلال، كان فيه حمد الله هو القطعة الأبرز على رقعة فريقه، وهذا ما تترجمه الأرقام".
وتابع: "ليس هذا وحسب، بل ونجح حمد الله في صناعة حزمة من الأرقام القياسية الرهيبة مع النصر، من بينها أسرع لاعب في تاريخ الدوري السعودي يصل إلى 100 هدف، وهو العدد الذي أحرزه في 90 مباراة فقط، وأسرع لاعب يصل إلى 70 هدفا وهو ما حققه في 66 مباراة، إضافة إلى أنه الهداف التاريخي للنصر في دوري الأبطال، فقد سجل 12 هدفا في 11 مباراة خاضها".
وأضاف: "كل هذه أرقام تدل على مدى أهمية وتأثير حمد الله، وأنه واحد من أهم المهاجمين في تاريخ النصر، كما أنه قاد النصر إلى نصف نهائي البطولة القارية لأول مرة في تاريخ النادي".
تراجع الأرقام
أما عن تراجع أرقام حمد الله في الموسم المنقضي، كشف إبراهيم: "في النصف الأول من الموسم عانى فريق النصر برمته لظروف محاولات صناعة مشروع طويل الأمد للفريق، عندما جلب حوالي 15 صفقة جديدة من أجل إنشاء فريق يسيطر على البطولات في المستقبل".
وأردف: "ولكن للأسف لم تكن النتائج على مستوى المطلوب، وتعرض الفريق لسلسلة هزائم غير مسبوقة بعدد كبير من الأهداف، وكان أحد الفرق التي تصارع على الهبوط في بداية المشوار".
وواصل: "كل هذا أثر على أداء الفريق بالكامل، نزيف نقاط، وتراجع شديد وخلافات بين اللاعبين في الملعب، بالإضافة إلى لقطة تنازل حمد الله عن شارة القيادة لحساب مايكون التي عكست العلاقة داخل غرفة خلع الملابس، فطبيعي أن يتأثر أداء جميع اللاعبين وليس حمد الله وحده".
وتابع: "بجانب الإصابة التي لحقت بحمد الله في بداية الموسم، وإهداره أكثر من ركلة جزاء مما أثر على معنويات اللاعب، وخلافه مع الجهاز الفني لمنتخب المغرب واستبعاده من فريقه الوطني، وبعض الخلافات مع إدارة نادي النصر، كل تلك العوامل تجمعت أمام اللاعب في النصف الأول من الموسم أدت إلى تراجع أرقامه".
واختتم: "أما في النصف الثاني من الموسم، انتفض حمد الله، خاصًة مع وصول المدرب ألين هورفات الذي صنع طفرة في أداء النصر واستطاع استعادة هيبة الفريق والفوز ببطولة السوبر على حساب الهلال وبالتالي تغيرت بوصلة الأداء فبدأ حمد الله تدريجيًا باستعادة مكانته، ونجح في إنهاء الموسم بتسجيل 11 هدفا".