تواجه تجربة التحكيم النسائي في مصر عدة مصاعب نحو تحقيق مشاركة حقيقية وفعالة في البطولات المختلفة، على الرغم من الوفرة الكبيرة في الكوادر التحكيمية النسائية ممن أثبتوا جدارة واستحقاق بنيل فرص حقيقية.
والتقى موقع "سكاي نيوز عربية" مع مجموعة من الحكمات المصريات اللاتي أظهرن نجاحا كبيرا في التجربة النسائية في مجال التحكيم، حيث تطرق الحديث إلى بداياتهم وأهم الإنجازات التي حققنها وأيضا المصاعب التي تعيق تقدمهم ومطالبهم.
تجربة التحكيم النسائي في مصر
وتعلق الحكم الدولي المصرية شاهندة مغربي في تصريحات خاصة لـ "سكاي نيوز عربية" عند بدايتها في عالم كرة القدم: "دخلت التحكيم عام "2014 /2015" ومن ثم أصبحت حكمة دولية عام "2017"، بعد دخولي التحكيم بعامين، كنت ألعب في مسابقات لحد القسم الرابع بالإسكندرية، وفضلت هذا الاتجاه لأني كنت لاعبة كرة أحب اللعب والتحكيم جدا وكنت أرى نفسي دائما في هذا المجال".
وعن مستقبل التحكيم النسائي في مصر بعد نجاح تجربتها تكمل مغربي: " الحمد لله مصر تمتلك حكمات مميزات جدا، وأرى في المستقبل القريب طفرة في التحكيم النسائي في مصر".
وعن نجاح التجربة النسائية الأولى في إدارة مواجهة بيلا والرجاء بدوري القسم الثاني المصري تحت قيادتها تعلق الحكم الدولي: "مباراة الرجاء وبيلا كانت بالنسبة لي تحدي وكنت أنتظرها كثيرا، وكنت واثقة في الله والاتحاد المصري في حصولي على الفرصة وعملت على ذاتي كثيرا طيبا الفترات الماضية كي أثبت للجميع أنني أستحق".
وبشأن الفارق بين التحكيم في الدوري المصري والأقسام الأخرى تعلق مغربي: "مباريات الدوري الممتاز مختلفة نظرا للأضواء والشهرة، ولكن مباريات القسم الثاني لا تقل أهمية في المستوى واللعب، وكنت سعيدة بإدارة مواجهة بيلا والرجاء، لأن المواجهة كانت تتسم بالندية وروح اللاعبين التعاونية".
وتكشف شاهندة مغربي عن طموحاتها المستقبلية وتوجه رسالة إلى الفتيات اللاتي يردن الدخول في مجال كرة القدم: "أتمنى وأحلم بالتحكيم كحكمة ساحة في الدوري الممتاز، وأتمنى من الله أن يكرمني وأحكم في كأس العالم، وعن رسالتي إلى الفتيات، أنا أشجعهن أن يكون لديهن طموح وأمل وإرادة لتحقيق أحلامهن بالتعب والمجهود وتطوير الذات".
عائلة كروية
وفي نفس السياق، تتحدث منى عطا الله الحكم الدولي المصري في تصريحات خاصة لـ "سكاي نيوز عربية" عن بداياتها في مجال التحكيم والتي جاءت بسبب عائلتها الكروية: "بداياتي كانت في عام "1998" وهي أول دفعة حكمات كرة قدم في الاتحاد المصري، جاء اختياري لدخول هذا الاتجاه عن طريق والدي كابتن محمود عطاالله مدرب كرة القدم، هو من شجعني وله الفضل بعد الله فيما وصلت إليه، كذلك إخوتي أحمد و محمد كانوا في مجال التحكيم من قبلي فكان التشجيع من أفراد المنزل كله، بعد دخولي مجال التحكيم دخل إخوتي أيضا، مروة و مصطفى حكم درجة أولى الآن".
وعن مستقبل التحكيم النسائي في مصر تكمل عطا الله: "وأرى التحكيم النسائي في مصر محتاج دعم من المسؤولين وثقتهم فقط وتكملة مسيرة من كان قبلهم".
مشاركات مشرفة
وعن أبرز مشاركتها تكمل الحكم الدولي: "نجاحي لم يقتصر على هذه مباراة الرجاء وبيلا فقط، أنا في القائمة الدولية منذ سبعة عشر عاما، وشاركت في كأس العالم مرتين وأولمبياد وبطولة كأس الأمم الإفريقية أكثر من ست مرات، وبطولة الألعاب الإفريقية وبطولة شمال إفريقيا أكثر من خمس مناسبات، والبطولة العربية ثلاثة مرات، وشاركت في كثير من المباريات الدولية على مدار مشواري التحكيمي".
عقبات تواجه التحكيم النسائي
وعن العقبات التي تواجه التحكيم النسائي توضح: "مع الأسف مع كل مسؤول نبدأ من الأول، أنا لعبت دوري ممتاز "ب" منذ سنوات عديدة أثناء تواجد كابتن جمال الغندور في رئاسة لجنة التحكيم، ومواجهة بيلا والرجاء ليست المشاركة الأولى لي، ولعبت بطولة كأس مصر مع وجود كابتن عصام عبد الفتاح، نحن مجتهدات ولكن مع كل مسؤول نبدأ من جديد".
وعن طموحاتها ورسالتها للحكمات تضيف عطا الله: " طموحاتي هي المشاركة في الدوري الممتاز، هذا الطموح سيضيف لي كثيرا لأنه سيكون لأول مرة أشارك في هذا المستوى، وعن رسالتي إلى الحكمات أقول لهم دائما، أن يجتهدوا ويحبوا عملهم، كي يحققوا التفوق والتميز وليس فقط ممارسة التحكيم، نحن نريد حكمات مميزات في المجال قادرات على إظهار قدراتهن في الملعب وفرض شخصيتهن وأسمائهن".
وفي نفس السياق، تعلق أمل الحلفاوي الناقدة الرياضية في تصريحات خاصة لـ "سكاي نيوز عربية" على تجربة التحكيم النسائي في مصر: " أرى أن تجربة التحكيم النسائي في مصر جيدة، هي تجربة أعطت للمرأة دور في التحكيم كما أدوارها في العديد من الأشياء الحياتية، والتحكيم ليس حكرا على الرجال وبشكل عام التجربة كانت جيدة على الرغم من غرابة الأمر على العديد من المتابعين، لأنها كانت مفاجأة نظرا لتعود المتابعين على مشاهدة العنصر الرجالي في التحكيم، ولكن تدرج مشاركات التحكيم النسائي بدأ من القسم الثاني إلى الدوري المصري وكأس كانت ناجحة".
وتكمل الحلفاوي: " التجربة في مصر من الممكن أن تستمر وهو قرار جريء من مسؤولي الاتحاد المصري، فنجاح التحكيم النسائي متوقف على دعم الاتحاد لهم، مثلما يدعم التحكيم بشكل عام، في بعض الدول العربية تتواجد التجربة التحكيمية منذ سنوات ويجب أن تعطي لجنة الحكام المزيد من الفرص للحكمات في البطولات المختلفة ولا سيما بطولة الدوري المصري".
وعن نجاح التجربة النسائية في مواجهة الرجاء وبيلا في القسم الثاني تعلق الناقدة الرياضية: " الطاقم بقيادة كابتن شاهندة مغربي، أدار المباراة بكفاءة عالية واللقاء خرج إلى بر الأمان، وردود الفعل كانت جيدة والإشادات كانت كبيرة، فلما لا ندعم التجربة كي تأخذ مزيدا من الفرص؟، وأنا أرفض مقولات أن التجربة قد تخطئ فالحكم الرجل يخطئ، هناك حكمات لديهن شخصية قيادية قادرة على إدارة مباراة كاملة في الدوري المصري، شاهدنا تجارب ناجحة في كأس العالم للأندية مثل مباراة الدحيل وخرجت بشكل جيد".
وتتم أمل الحلفاوي بالقول: " الاتحاد الدولي أخذ قرارا بإعطاء الفرصة للعنصر النسائي في كأس العالم للأندية، فلما لا نراهم في كأس العالم للمنتخبات وأرى أن التجربة ستنجح وستعطي ثقة كبيرة لكافة الحكمات، يجب على المسؤولين في مصر أن يعدوا لهذا الأمر والأمر كله متوقف على دعم الاتحاد".