بدأت الصفقة المرتقبة لانتقال هاري كين من توتنهام هوتسبير إلى مانشستر سيتي تدخل مرحلة المفاوضات الرسمية، حيث يتحضر بطل إنجلترا لدفعة هائلة وتطوير كبير لقوته بضم هداف الدوري الإنجليزي.
وأشارت تقارير صحفية عدة إلى تقدم مانشستر سيتي بعرضه الرسمي الأول لتوتنهام، ليكشف فابريزيو رومانو الصحفي الإيطالي، المختص بكشف كواليس صفقات أكبر أندية أوروبا، حقيقة الأمر.
رومانو أكد أن بطل الدوري الإنجليزي عرض دفع 100 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى احتمالية دخول بعض اللاعبين في الصفقة من الفريق السماوي.
صفقة تاريخية
إذا نجحت مفاوضات مانشستر سيتي في ضم كين بالسعر الذي أعلنه رومانو، سيكون اللاعب الأغلى في تاريخ الـ"سيتيزنز".
وستعتبر الصفقة كذلك من بين الانتقالات التاريخية في الدوري الإنجليزي الممتاز، التي شهدت انتقال نجوم الصف الأول بين أندية المقدمة، على غرار صفقة فيرناندو توريس من ليفربول إلى تشلسي، وروبن فان بيرسي من أرسنال إلى مانشستر يونايتد.
ويأمل توتنهام أن تكون الصفقة تاريخية برقم قياسي غير مسبوق في الدوري بمحاولة الحصول على 160 مليون جنيه إسترليني، ليقترب بها كين من لقب أغلى لاعب في التاريخ الذي يحمله البرازيلي نيمار بانتقاله من برشلونة إلى باريس سان جيرمان مقابل 198 مليون إسترليني (222 مليون يورو).
تأثير كين
لعب المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا أغلب مباريات الموسم الماضي بطريقة 4-3-3 من دون الاعتماد على مهاجم في خطته. حتى في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشلسي، وضع المدرب الإسباني الثنائي سيرجيو أغويرو وغابريل جيسوس على مقاعد البدلاء.
غوارديولا يفضل وضع لاعب وسط هجومي في مركز المهاجم، وفي كثير من الأحيان يتبع مبدأ "المداورة" في هذا المركز الذي يتناوب عليه فيل فودين وكيفين دي بروين وإلكاي غوندوغان وبيرناردو سيلفا بشكل أساسي، إضافة إلى بعض المحاولات لرحيم سترلينغ وفيران توريس في المركز ذاته.
لكن مع قدوم كين المتوقع إلى قلعة الاتحاد، لن يفكر غوارديولا بالتأكيد في وضع أغلى لاعب في تاريخ ناديه والهداف الأبرز في الجيل الحالي للكرة الإنجليزية على مقاعد البدلاء، وسيضمن هاري المشاركة أساسيا كمهاجم كلاسيكي واضح لفريقه وللمنافسين.
لكن كين يمتلك القدرة على شغل مركز المهاجم الوهمي، وهو المركز الذي كان جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لتوتنهام يوظفه به، علما أنه توج بلقب أفضل صانع ألعاب خلال الموسم الماضي 2020-2021 من البريميرليغ، الذي شهد أيضا تتويجه بالحذاء الذهبي بلقب الهداف بعد تسجيل 23 هدفا.
صنع كين 14 هدفا لزملائه في توتنهام، وهو الأمر الذي يشير إلى مدى جودته كمهاجم متأخر لا يتمركز فقط في منطقة الجزاء، بل يحوم حولها وخلفها لفتح المساحات للآخرين، وهو بالضبط ما يبحث عنه غوارديولا.
وفي حال نجاح مانشستر سيتي في حسم صفقة كين، لن يضطر غوارديولا للمداورة في مركز المهاجم، بل سيمنح على الأغلب الحرية التامة لكيفين دي بروين في وسط الملعب دون تجربته مرات أخرى في مركز المهاجم المتأخر.
لعب دي بروين وكين في "المنطقة 14" في الملعب سيمنح مانشستر سيتي قوة هائلة في صناعة الفرص وكذلك في إنهاء الهجمات، بالإضافة إلى تعاون الثنائي في التمريرات المتبادلة وصناعة الأهداف لبعضهما البعض.
هل تتغير الطريقة؟
قد يعتمد غوارديولا على طريقته القديمة التي استخدمها في وجود أغويرو بكامل لياقته، وهي 4-1-4-1، مع وجود كين كمهاجم كلاسيكي واضح في منطقة الجزاء يدعمه بدي بروين وإلى جواره واحد من فودين أو غوندوغان أو بيرناردو سيلفا.
وإذا حول المدرب الإسباني طريقته من 4-3-3 إلى اللعب بمهاجم واحد وخلفه رباعي هجومي، ستمنحه تلك الطريقة تنوعا أكثر في الهجوم بين الأطراف والعمق، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا في عدم وجود مهاجم من طراز "الرقم 9".