مع تصاعد وتيرة الخلاف بين محبي كرة القدم "الممتعة" ونظيرتها "العملية"، ساد النقاش حول أهمية الاستحواذ على الكرة من عدمه، لتأتي إسبانيا في يورو 2020 وتقدم طرحا جديدا في هذا النزاع.
محبو كرة القدم "الجميلة" يعتبرون أن الاستحواذ والتمريرات القصيرة أحد أهم الركائز الأساسية التي يبني عليها الأداء المثالي، بينما يرى "براغماتيو الكرة" أن الغاية أهم من الوسيلة.
دليل إسباني
في مواجهة إسبانيا والسويد في بداية مشوار الفريقين بالجولة الأولى، قدمت إسبانيا دليلا جديدا على عدم أهمية الاستحواذ بعد أن فازت بالكرة وخسرت نقطتين بالتعادل السلبي.
لويس إنريكي مدرب المنتخب الإسباني ينتمي إلى مدرسة كرة القدم الجميلة، التي تتطلب أداء جيدا بنفس قدر السعي وراء تحقيق النتائج الإيجابية، وهو ما ورثه في برشلونة الإسباني الذي دربه في مرحلة سابقة.
استحواذ المنتخب الإسباني أمام السويد وصل إلى 75 بالمئة مقابل 25 بالمئة لنظيره السويدي، لكن في النهاية حصل كل فريق على نقطة واحدة، ولم يكن الاستحواذ الإسباني ذا فائدة تذكر.
ورغم نجاح إسبانيا في صنع 17 محاولة هجومية انتهت بـ13 تسديدة منها 5 فقط بين القائمين والعارضة، فإن كل مجهودات "الماتادور" ذهبت أدراج الرياح بسبب عدم الوصول إلى الشباك السويدية، لأسباب مختلفة أبرزها رعونة الهجوم.
وبمجهود أقل، حصل المنتخب السويدي على نفس النتيجة رغم صناعة 4 محاولات هجومية فقط على مدار 90 دقيقة، من دون أي تسديدة على مرمى مضيفه.
تجارب سابقة
في كل البطولات، تظهر دلائل تدعم نظرية أهمية الاستحواذ في تحقيق الفوز، بينما قدمت أندية أخرى العكس تماما بترك الكرة للمنافس، والفوز بأقل عدد من الفرص، أو ربما بفرصة وحيدة.
في نهائي دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي، سيطر مانشستر سيتي الإنجليزي على الكرة، وفاز مواطنه تشيلسي باللقب الأغلى لأندية أوروبا.
ويتكرر الأمر عادة، مع أندية مثل أتلتيكو مدريد الإسباني وتشيلسي، والفرق التي يقودها البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث يكون الهدف ترك الاستحواذ للمنافس واستغلال أخطائه الدفاعية من أقل الفرص.
وفي النهاية، ورغم الدليل الإسباني الجديد في يورو 2020، فإن الجدل حول أهمية الاستحواذ سيظل مستمرا، لأنه سيأتي حتما فريق يفوز مع نسبة استحواذ كبيرة قريبا ليعتبره دليلا عكسيا.