واصلت لعنة الإصابات توجيه ضرباتها لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي المصري، وذلك قبل مباراة مهمة ومرتقبة أمام الغريم التقليدي نادي الزمالك، ليرسم عدد اللاعبين الغائبين لأسباب طبية تشكيلا كاملا للشياطين الحمر، في سابقة ليست الأولى بتاريخ قلعة الجزيرة.
الأهلي يستعد لمواجهة الزمالك في خضم اللقاءات المؤجلة للجولة الرابعة، من عمر الدوري المصري الممتاز، مساء الأحد، على أرضية استاد القاهرة الدولي.
ومن المنتظر أن يخوض الأهلي مباراته، فاقدا لخدمات كل من محمد الشناوي المصاب بفيروس كورونا، ومحمود وحيد وعلي معلول وجونيور أجاي ووليد سليمان، المصابين بدرجات مختلفة في العضلة الخلفية، ما بين شد وتمزق وثقل.
ويعاني كل من محمد هاني وياسر إبراهيم من إصابات في العضلة الضامة، بين شد وإجهاد، كما تعرض كل من حمدي فتحي وأكرم توفيق لإصابات في الذراع، بخلاف محمود متولي وكريم نيدفيد ومحمد محمود، الذين يلبثون في فترة العلاج منذ أشهر.
"براءة" الجهاز الطبي
على الدوام، كانت الأجهزة الطبية لفريق النادي الأهلي هي مرمى هجوم الجماهير، بعد تعرض لاعبي الأحمر لطوفان من الإصابات، على اعتبار أنهم "المسؤول الأول" عن التشخيص والعلاج وموعد العودة، لاسيما بعد تجدد الإصابة لعدد من اللاعبين، وهو ما نفاه جملة وتفصيلا طبيب العظام، أحمد ماجد، طبيب منتخب مصر الأسبق.
وقال ماجد في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "لست متابعا لحالات الإصابات والكشف وطرق العلاج، أتابع الأخبار عن بعد، ولكن الإصابات العضلية تأتي لعدة أسباب، من بينها كثرة المباريات والإجهاد".
وأشار الطبيب إلى أن الأهلي يشارك في 3 بطولات على الأقل في وقت واحد، ويخوض عددا كبيرا من المباريات، دون أن تكون هناك "فترات استشفاء كافية".
وأضاف: "السبب الثاني هو عدم وجود عملية تدوير للاعبين في ظل ضغط المباريات.. الـ(روتيشن) أمر مهم جدا لتجنب الإصابات العضلية، أما السبب الثالث فهو عدم حفاظ اللاعب على نفسه والاهتمام بمواعيد النوم وأساليب الغذاء".
وتابع: "لا أظن أنه يوجد لاعب في الدوري المصري يحرص على الحصول على 8 إلى 10 ساعات نوم يوميا، وهو الوقت الصحي له وفق المجهود المبذول".
وأردف: "لاعبو أوروبا يخوضون مباراة كل 3 أيام، ولكن اللاعب الأوروبي يتعامل مع ذاته على أنه مشروع، ملتزم تماما ويحصل على فترات استشفاء وراحة كاملة، يبتعد عن كل عوامل الإصابات العضلية، بينما اللاعب المصري يحتاج لسنوات طويلة حتى يتعامل بنظرة بعيدة المدى، لذا أنا أحمل اللاعبين أنفسهم جزءا كبيرا من مسؤولية الإصابات، خصوصا العضلة الضامة والخلفية".
وأكد ماجد أنه يجب أن يعتني اللاعب بغذائه وراحته، "حتى وان كان وزنه مثاليا، لأن الأمر يختلف داخل العضلات"، منوها في الوقت نفسه إلى أن من ضمن العوامل المؤثرة في الإصابات أيضا، "سوء أرضية الملاعب التي تقام عليها المباريات، والتي تشبه الأراضي الزراعية".
وعن تجدد الإصابات للاعبي الأهلي، قال الطبيب: "يجب أن نوضح أنه يوجد ما يسمى بالالتئام الطبيعي للجروح، وهي الفترة الطبيعية والمعلومة سلفا لراحة كل إصابة، ولا توجد أية أجهزة تقلص فترة الراحة، فمثلا من المعروف أن الشد من الدرجة الأولى والثانية يحتاجان لوقت يتراوح بين 10 أيام وأسبوعين للراحة، ولا يجوز أن أقول إنه لدي جهاز يقلص تلك الفترة لـ5 أيام".
واعتبر أن ذلك "محض عبث ولا يوجد مثل هذا الكلام في الطب، كما أنه لا توجد صعوبة في تحديد قوة الإصابة، لأن أجهزة الموجات الصوتية والرنين تحدد تماما حجم الإصابة، ونقيس على أساسها فترة الغياب".
تأثر الأهلي فنيا
"كارتيرون ذكي ويجيد استغلال ثغرات الخصم، لكن مباريات القمة لا تخضع لأي مقاييس".. هكذا بدأ الناقد الرياضي علي نصير حديثه عن تأثير الغيابات على أداء الأهلي في مباراة القمة، مؤكدا أن الشياطين الحمر "يملكون البدائل الجيدة".
وقال نصير لموقع "سكاي نيوز عربية": "بالتأكيد المباراة صعبة، والزمالك لديه أفضلية لعدم وجود إصابات، لكن مواجهات القمة ليست لها أي معايير. من الوارد جدا أن يفوز الفريق الذي يخوض المباراة بحظوظ أقل، كما أن عودة الشناوي إذا حدثت ستكون عاملا نفسيا إيجابيا على اللاعبين".
وأضاف: "الأهلي يعاني من غيابات كثيرة لكن لديه بدائل كثيرة أيضا، ومن الممكن ألا يشعر الجماهير بتلك الغيابات بسبب جودة البدائل، باستثناء علي معلول الذي يعتبر غيابه سببا في تراجع أداء الفريق في المباريات الماضية، مهما كان أداء أيمن أشرف، لأن معلول هجوميا يشكل خطرا كبيرا على الخصوم".
واستطرد نصير: "غيابات الأهلي في خط الوسط مثل أكرم توفيق أو حمدي فتحي، يعوضها وجود عمرو السولية وآليو ديانج، وغياب جونيور أجاي يعوضه وجود طاهر محمد طاهر ومحمود كهربا حال مشاركته، كما أن وليد سليمان لا يعتبر لاعبا أساسيا، بينما يسيطر محمد مجدي على هذا المركز، مع الاعتراف بأن الحاوي ورقة رابحة مهمة لموسيماني".
وختم الناقد الرياضي حديثه بالقول: "الزمالك يخوض مباراته كرد اعتبار بعد خسارة النهائي القاري، ويسعى إلى مصالحة الجماهير بعد الخروج الإفريقي، إذ أصبح لا يوجد أمامه سوى الفوز بالدوري، والانتصار على الأهلي يعتبر خطوة جيدة في مشوار حصد درع الدوري، وباتريس كارتيرون يجيد لعب المباريات الكبيرة، واستغلال ثغرات الخصم".