حالة من الترقب يعيشها جمهور كرة القدم العالمية، قبل منافسات إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، المقرر إقامتها يومي الثلاثاء والأربعاء من هذا الأسبوع.
وشهدت مباريات الذهاب، فوز نادي باريس سان جيرمان على حساب حامل اللقب بايرن ميونخ بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بينما هزم الفريق الإسباني ريال مدريد منافسه الإنجليزي ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدف، وفي مواجهة إنجليزية ألمانية، استطاع نادي مانشستر سيتي الانتصار على فريق بروسيا دورتموند بهدفين لواحد، كما انتهى لقاء تشيلسي وبورتو بفوز النادي الإنجليزي بثنائية نظيفة.
ليبقى السؤال الأهم، ما هي الفرق الأقرب للصعود إلى نصف نهائي البطولة الأوروبية؟
نهائي النسخة الماضية
البداية مع اللقاء الذي يجمع طرفي نهائي النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا، باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ، الذي سيُقام على ملعب الأمراء بفرنسا.
يقول المحلل الرياضي أحمد عطا إنه من الصعب توقع المتأهل من تلك المواجهة، "لكن هناك أفضلية نسبية لباريس سان جيرمان بعد تحقيق فوز مهم خارج القواعد".
ويضيف عطا لموقع سكاي نيوز عربية: "غياب ليفاندوفسكي عن بايرن ميونخ يشكل أزمة للفريق على مستوى إنهاء الهجمات بشكل إيجابي، لكن الفريق الألماني قوي هجوميا بشكلٍ عام، وهذا ما ظهر في لقاء الذهاب، خاصة في الشوط الثاني منه، لذا يجب على لاعبي الخط الهجومي عدم إهدار عديد من الفرص في لقاء يحتاج فيه النادي الألماني في الأغلب الفوز بفارق هدفين للصعود".
ويستطرد قائلا: "بايرن ميونخ لديه مشاكل كبيرة على مستوى الدفاعي، ويعتمد بنسبة كبيرة على تألق مانويل نوير، وهذا ما ظهر بوضوح خلال نهائي النسخة الماضية من البطولة الأوروبية، لذا فأن الفريق الألماني سيتعرض لخطورة كبيرة أمام مرتدات باريس سان جيرمان، مع وجود ثنائي مميز وقوي مثل مبابي ونيمار".
كما يرى المحلل الرياضي أنه من المتوقع ألا يغير بايرن ميونخ طريقة لعبه، لذا على النادي الباريسي عدم الانكماش والتراجع إلى الخلف، خاصة في الـ60 دقيقة الأولى من اللقاء، "التراجع الدفاعي للنادي الفرنسي يزيد من فرص بايرن ميونخ في الصعود، لذا على باريس الحفاظ على المرتدات، حتى يستغل الأخطاء الدفاعية المتكررة التي يقع بها بايرن ميونخ، وللتخفيف من الضغط الهجومي الدائم للنادي الألماني".
ويتابع عطا: "في كل الأحوال، سنكون أمام مباراة قوية وممتعة للجمهور، خاصة أن الفريق الصاعد من تلك المواجهة، سيكون مرشحًا وبقوة لحصد اللقب".
موسم صفري لليفربول
وعن لقاء ليفربول وريال مدريد، يقول عطا: "ريال مدريد يعيش أفضل فتراته الفنية خلال الموسم الحالي، لكن الرهان هنا على الحالة البدنية للفريق الإسباني، الذي يخوض 3 مباريات قوية خلال أقل من أسبوع".
ويضيف المحلل الرياضي: "ارتكب النادي الإنجليزي كارثة على المستوى الفني في لقاء الذهاب، حيث لعب بدفاع متقدم دون استخدام الضغط العالي، مما تسبب في وجود وقت كافي للاعبي خط وسط ريال مدريد وعلى رأسهم توني كروس، لصناعة تمريرات تضرب خط دفاع ليفربول، استغلالا للمساحات المتروكة في دفاع الفريق الإنجليزي".
كما يوضح عطا أن ريال مدريد هو الأقرب للصعود إلى الدور المقبل، "لكن كرة القدم في كثير من الأحيان لا تعترف بالمنطق، ومن الممكن مشاهدة سيناريو غير متوقع، وهذا يتطلب تقديم عرض مثالي من ليفربول".
ويتابع: "من المهم تجهيز لاعبي ليفربول نفسيا بشكلٍ جيد لهذا اللقاء، خاصة أنه من المتوقع انهيار النادي الإسباني بدنيا خلال الشوط الثاني من المباراة، لذا فإنه حتى لو استقبل ليفربول هدفًا خلال الشوط الأول، سيكون لديه فرصة للتعويض، وهذا يتطلب ألا ينهار اللاعبون نفسيًا، واللعب حتى آخر دقيقة".
كما يرى عطا أنه من الأفضل البدء بروبرتو فيرمينو في مركز رأس الحربة، لأنه أفضل لاعب في المنظومة الهجومية لليفربول يجيد الضغط على خط دفاع المنافس.
ويستطرد المحلل الرياضي: "من المتوقع قيام ريال مدريد بالاستحواذ على الكرة خلال فترات كبيرة من اللقاء، وهي طريقة الأندية الإسبانية للتقليل من فرص الخصم، خاصةً في المباريات التي يملك فيها الفريق أفضلية على المنافس من حيث النتيجة".
كما يتابع أحمد عطا: "حاول النادي الإنجليزي الاستحواذ على الكرة في لقاء الذهاب، لكن حدوث ذلك أمام فريق إسباني وبالأخص ريال مدريد يكون غاية في الصعوبة، مما نتج عنه خسارة الفريق للكرة أكثر من مرة، وسمح للنادي الملكي بصنع خطورة هجومية".
ويؤكد عطا أنه في حالة خروج ليفربول من البطولة الأوروبية، يجب أن يحاول جاهدا أن يحتل مركزًا مؤهلا لأبطال أوروبا بالبريميرليغ، "رغم النجاحات الكبيرة لمشروع كلوب في السنوات الأخيرة، إلا أن النادي الإنجليزي لا يستطيع حتى الآن مجاراة منافسيه المحليين ماديًا، وستزداد الأمور سوءًا في حالة خسارته للعوائد المادية من المشاركة في البطولة الأوروبية، خاصةً إذا عادت الجماهير للمدرجات بالموسم المقبل".
ويختم عطا: "الجانب الإيجابي من تلك الأزمة، أن ليفربول سيكون لديه فرصة لتعديل مساره من جديد، وأخذ قرارات قوية ربما لا يستطيع تنفيذها في حالة استمرار منافسته على البطولات، ومن بينها إعادة النظر في المثلث الهجومي للفريق، الذي يقدم موسم ضعيف فنيًا حتى الآن على المستوى الجماعي".
السيتي يبحث عن الأبطال
من جانبه يقول الناقد الرياضي يوسف حمدي أن مانشستر سيتي هو الأقرب للصعود إلى الدور المقبل على حساب نادي بوروسيا دورتموند، "يدخل النادي الألماني تلك المواجهة خاسرا عامل الضغط الجماهيري من المدرجات، لذا سيكون الحسم في تلك المواجهة للفروق الفنية، وعلى الورق، السيتي هو الأقرب للصعود".
ويضيف حمدي لموقع سكاي نيوز عربية: "نتيجة لقاء الذهاب تعطي أمل للفريق الألماني، فهو يحتاج إلى تسجيل هدف وحيد للصعود، لكن هل يستطيع أن يحافظ على نظافة شباكه أمام السيتي؟ أشك في ذلك".
ويتابع أن النسخة الحالية لمانشستر سيتي هي الأكثر تكاملًا خلال ولاية غوارديولا مع الفريق، لأنها الأقوى دفاعيا بوجود الثنائي دياز وستونز.
كما يستطرد: "غوارديولا حقق كل شيء ممكن مع الفريق إلا دوري أبطال أوروبا، وهذا الموسم يملك فرصة قوية لحصد اللقب بعدما أضاع عديد من الفرص خلال السنوات الأخيرة، وحالة الخصوم في هذا الموسم تأهل النادي الإنجليزي لحصد البطولة الأوروبية".
"خلال مسيرة المدرب الإسباني التدريبية، من النادر أن يخرج فريقه من البطولة الأوروبية بعد الفوز في لقاء الذهاب، لذا فأن المؤشرات الأولية تعطي أفضلية لمانشستر سيتي".
مشروع تشيلسي
عن لقاء تشيلسي وبورتو، يقول الناقد الرياضي: "أعتقد أن تشيلسي ضمن الصعود بنسبة كبيرة، بعد الفوز بثنائية نظيفة خارج أرضه".
ويضيف حمدي: "منذ تولي توماس توخيل القيادة الفنية للفريق، وهناك تطور ملحوظ في أداء تشيلسي، خاصة بعد الاعتماد على طريقة لعب واضحة، وتشكيل شبه ثابت".
كما يتابع حمدي: "ربما يكون تشيلسي هو مفاجأة البطولة الحالية، خاصةً أنه فاز بدوري أبطال أوروبا عام 2012 في ظروف مشابهة".
ويختم: "في كل الأحوال، النادي الإنجليزي يسير حاليًا في الطريق الصحيح، وهي خطوة جيدة لبناء مشروع قوي للمنافسة على البطولات المحلية والأوروبية، وعودة الفريق إلى مساره الطبيعي".