لم يتخيل جمهور نادي الزمالك المصري، أن فريقهم الذي كان أحد طرفي نهائي النسخة الماضية من دوري أبطال إفريقيا، سيكون مهددا بالخروج من دور المجموعات خلال النسخة الحالية.
دخل النادي الأبيض في "لعبة الحسابات"، بعدما أصبحت فرصته الوحيدة للاستمرار في البطولة الإفريقية، هي تحقيق الفوز على نظيره نادي تونغيث السنغالي يوم السبت، على ملعب ستاد القاهرة، مع انتظار هدية من نادي الترجي التونسي بحصد العلامة الكاملة أمام مولودية الجزائر في اللقاء الذي سيُلعب في نفس توقيت لقاء الزمالك، حيث يحتاج الفريق الجزائري لنقطة واحدة فقط للصعود إلى الدور ربع النهائي.
ويتصدر نادي الترجي التونسي تلك المجموعة برصيد 10 نقاط، بينما يحتل مولودية الجزائر مركز الوصافة برصيد 8 نقاط، وفي المركز الثالث، يأتي نادي الزمالك برصيد 5 نقاط، ويتذيل الترتيب نادي تونغيث السنغالي برصيد 4 نقاط.
ليبقى السؤال الأهم، كيف يفوز الزمالك المصري على الفريق السنغالي ليحافظ على فرصه في الصعود؟
بطولة وهمية
يقول الناقد الرياضي محمد علاء إن الحديث عن لقاء الزمالك المصيري أمام تونغيث ينقسم إلى شقين، الأول يتعلق بكيفية تجهيز الفريق نفسيا للقاء؟ والثاني يخص الجانب الفني، وطريقة اللعب الأمثل لحصد الثلاث نقاط.
ويضيف علاء لموقع سكاي نيوز عربية: "الجميع يتحدث عن نتيجة لقاء الترجي، وكأننا نضمن فوز الزمالك على تونغيث، والحقيقة أن النادي الأبيض سيكون أمام خصم قوي، لا يمكن الاستهانة به بأي شكل من الأشكال".
"الفريق السنغالي ليس لديه ما يخسره، لكنه لديه فرصة لأن يصنع نتيجة تؤثر على ترتيب المجموعة، وهذا متعارف عليه في مثل تلك المباريات، أن يبحث الطرف الأضعف في المجموعة على صنع (بطولة وهمية)، هو لا يحقق شيء، لكنه يمنع فريق آخر من تحقيق إنجاز معين".
يتابع علاء: "على الجهاز الفني أن يفصل الفريق تماما عن (لعبة الحسابات)، وأن يكون تركيز الفريق على تحقيق الفوز أمام تونغيث، وألا يفقد اللاعبون تركيزهم في أي جزء من اللقاء، لذا أتمنى أن يتم سحب أي جهاز إلكتروني من اللاعبين قبل المباراة، حتى لا تكون هناك أي وسيلة للتعرف على ما يحدث في تونس".
ويشير علاء إلى أن حديث اتحاد الكرة حول وجود طاقم تحكيم مصري لمباراة القمة بين الأهلى والزمالك قبل اللقاء المصيري بالبطولة الإفريقية، ربما يؤثر على تركيز اللاعبين، خاصة أن "الديربي" يؤثر بشكل مباشر على مسار البطولة المحلية، ويزيد من فرص أحد الفريقين لحصد اللقب.
ويستطرد قائلًا: "مهمة الجهاز الفني والإداري لنادي الزمالك، هو فصل اللاعبين تمامًا عن تلك المشكلات، والتركيز على هدف واحد هو حصد العلامة الكاملة أمام تونغيث، وإدراك كل لاعب أنه سيكون على موعد مع خصم قوي، لا يمكن الفوز عليه بسهولة".
طريقة اللعب الأمثل
على المستوى الفني، يقول الناقد الرياضي إن النادي الأبيض عالج كثير من مشكلاته الفنية في لقائه الأخير أمام مولودية الجزائر، الذي انتهى بفوز الزمالك بثنائية نظيفة.
يتابع محمد علاء: "الفريق السنغالي لا يعتمد على الكرات الطولية، بل يفضل (اللعب على الأرض) وهذا سيكون مرهق بدنيًا للاعبي الزمالك، في الحالة الدفاعية، لذا على اللاعبين تضييق المساحات بينهم، لتقليل خيارات التمرير المتاحة للاعبي تونغيث".
ويستطرد علاء: "على المستوى الهجومي، الأداء الجيد من مروان حمدي مهاجم الزمالك في اللقاء الأخيرة، طمأن جمهور النادي الأبيض نسبيا على مركز رأس الحربة بالفريق، حيث تمكن من خلق عمق هجومي للنادي الزمالك، وسهل من فرصة الأطراف وصانع اللعب في الوصول إلى المرمى".
كما يرى الناقد المصري أن الثلاثي يوسف أوباما، وأشرف بن شرقي، وأحمد سيد زيزو، سيكونون مفتاح الفوز للزمالك في اللقاء: "في حالة غياب زيزو، فأن شيكابالا يمكنه القيام بدوره بامتياز، وهذا ما ظهر خلال لقاء مولودية الجزائر، مع وجود أفضلية لشيكابالا من حيث اتخاذ القرارات المناسبة، سواء بالتمرير أو بالتسديد في الثلث الأخير من الملعب".
وأضاف: "إحراز الزمالك لهدف مبكر، يسهل من مهمة الفريق، لذا نتمنى تكرار سيناريو مماثل للقاء مولودية الجزائر فيما يخص شوطها الأول، الذي أحرز الزمالك خلاله هدف في أول 10 دقائق، وهذا جعل مهمة النادي الأبيض أسهل، ليحقق فوزًا مهما في مشوار الفريق بالبطولة، هو الأول للزمالك على الأراضي الجزائرية".
ويوضح علاء أن التشكيل الأمثل لخوض اللقاء هو: حراسة المرمى: محمود جنش، خط الدفاع: حازم إمام – محمود الونش – محمود علاء – أحمد فتوح، خط الوسط: طارق حامد - فرجاني ساسي – يوسف أوباما – أحمد سيد زيزو أو شيكابالا– أشرف بن شرقي، خط الهجوم: مروان حمدي.
ويختم علاء: "نتمنى أن يتم تجهيز اللاعبين نفسيا وفنيا لتحقيق الفوز على تونغيث، دون النظر إلى ما سيحدث في لقاء الترجي ومولودية الجزائر، ونأمل أن ينتهي الفصل الدرامي للجولة الأخيرة نهاية سعيدة لجمهور الزمالك".