رحلة مثيرة وروح للمغامرة، قادت مدرب مصري لتحقيق أحلامه الكروية في قارة أفريقيا، ليحقق إنجازا تاريخيا مع ناد زامبي، جنوب القارة السمراء.

ففي رحلته إلى جنوب القارة السمراء امتلك المدرب المصري محمد فتحي الكثير من الأحلام حول كرة القدم، والتي باتت حقيقة بعد إنجازه التاريخي بالصعود مع فريق نابسا ستارز الزامبي إلى كأس الكونفدرالية الإفريقية، خلال المشاركة الأولى لهم بالبطولة الكبرى.

وتمكن فتحي من قيادة فريق نابسا ستارز إلى التأهل لكأس الكونفدرالية الإفريقية، بعد حلوله رابعا في الدوري المحلي، مسجلا أول مشاركة للنادي الصغير في بطولة قارية.

وقاد فتحي الفريق الزامبي إلى دور المجموعات بالكونفدرالية خلال ظهوره القاري الأول، عقب تخطيه فريق غورماهيا الكيني في مفاجأة لم تكن متوقعة.

فتحي أثناء المباريات

ويعيش المدرب المصري في زامبيا منذ 13 عاما بعد تعاونه مع اتحاد الكرة الزامبي في عام 2007، والتحاقه بتدريب عدد من الفرق البارزة من بينها "كابوي واريورز" و"باور ديناموز" و" ناشيونال أسمبلي" قبل الانضمام إلى نابسا ستارز في عام 2018.

ويتحدث فتحي عن تجربته في كأس الكونفدرالية إلى موقع سكاي نيوز عربية قائلا: "إنجاز كبير طالما حلمت بتحقيقه، لم يصعد فريقي لتلك البطولة من قَبل، لذلك أشعر بالفخر لما قدمناه حتى الآن".

ويضيف المدير الفني لنابسا ستارز: "عندما جئت من القاهرة منذ سنوات طويلة كانت أهدافي واضحة، كتابة التاريخ كمدرب مصري يعمل في إفريقيا، تعاملت مع كافة الصعوبات بمرونة واعتادت على طبيعة الحياة وكرة القدم في زامبيا سريعا".

أخبار ذات صلة

الأهلي ينتصر في أفريقيا ويكسر "العقدة الكونغولية"
"خلطة سحرية" وراء تعافي كبار السن بمستشفيات عزل مصر

وكان فتحي الذي ينتمي إلى مدينة المنصورة، شمالي مصر، قد ترأس الإدارة الفنية في عدد من الأندية الصغيرة من بينها سماد طلخا لكنه أراد التوجه إلى إفريقيا لخلق فرص أكبر لها بمجال التدريب، وفقا لحديثه لموقع سكاي نيوز عربية، حتى جرى اتفاق بينه والاتحاد الزامبي في مشروع لتطوير كرة القدم.

ويسترسل المدرب المصري: "بعد عام واحد من وجودي في زامبيا تلقيت عرض تدريب لفريق (كابوي واريورز) أحد أندية القمة هناك، لم أجد صعوبة في التواصل مع اللاعبين لتحدثي معهم بالإنجليزية فضلا عن إتقاني للغتهم، ومحاولاتي لخلق علاقة طيبة مع الجميع".

حصة تدريبيا لفتحي مع النادي الزامبي
فتحي في زامبيا

صانع الأندية

وعلى مدار سنوات نجح فتحي في وضع الفرق التي قام بتدريبها بمكانة مميزة بالدوري الزامبي آخرها ما جرى مع نابسا ستارز، يقول عن ذلك: " كان الفريق يعاني من شبح الهبوط لكن عبرنا إلى المنطقة الدافئة وفي العام التالي صعدنا إلى القمة قبل الخسارة بالمباراة الأخيرة وفي 2021 اقتنصنا مقعدا في الكونفدرالية".

وعن طبيعة التدريب في زامبيا يذكر فتحي: "الحياة بزامبيا لا تختلف كثيرا عن مصر، هي دولة متحضرة والشعب ودود للغاية، واللاعبين على مستوى عالي من المهارة بجانب اللياقة البدنية، بالتأكيد هناك عجز في بعض الإمكانيات أتعامل معها بإيجابية للوصول إلى أفضل النتائج".

ويشير مدرب نابسا ستارز إلى أن اللاعبين في زامبيا يملكون قدرات جيدة وطموح عال للانتقال إلى الدوريات الكبرى يظهر ذلك خلال التدريبات التي يخوضها معهم على خلال أيام الأسبوع واستيعابهم الشديد لأفكاره الفنية وتطبيقها على أرض الملعب في مباريات الدوري وبطولة الكونفدرالية.

فتحي مدرب مصري كتب اسمه في أفريقيا

ويردف فتحي: "أملك علاقة طيبة مع كافة اللاعبين وأسعى إلى إعادة بعضهم إلى أمجاده من جديد مثل إيمانويل مايوكا لاعب الزمالك السابق، بعد انضمامه إلى نابسا ستارز استعاد مستواه مرة أخرى ليساهم في نجاحات الفريق ".

وأحرز مايوكا هدف تأهل فريقه إلى دور المجموعات بالكونفدرالية في شباك غور ماهيا الكيني بالدقيقة الأخيرة من عُمر المباراة فضلا عن أهدافه الحاسمة بالدوري الزامبي ومساعدة زملائه أثناء المباريات التي يشارك فيها.

ويتحدث فتحي عن أكثر المدربين الذي يحرص على متابعة مبارياتهم قائلا: "مدربي المفضل هو يورغن كلوب في ليفربول الإنجليزي، أعشق المدرسة الألمانية وطريقته خلال إدارة المباريات، بالطبع النتائج الأخيرة غير جيدة لكنه يظل الأفضل بالنسبة لي وفي المرتبة الثانية يأتي جوزيه مورينيو مدرب توتنهام".

وواجه فتحي كغيره من المدربين حول العالم ضغوط عديدة بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، كان عليه اتخاذ عدد من القرارات لمواكبة الحدث العالمي والتصرف مع الأزمة، منوها لموقع "سكاي نيوز عربية" اضطراره لتدريب لاعبيه على أكثر من مركز لاستخدامهم في حالة إصابة زملائهم بالوباء.

ويتابع: "خسرت 15 لاعب من فريقي في المباراة الحاسمة على بطولة الدوري العام الفائت كما نلعب بدون حضور جمهورنا منذ شهور عديدة، تلك العوامل تؤثر على النتائج لكن نتفهم بالطبع الأوضاع الصحية التي يمر بها العالم أجمع".

ويسعى فتحي خلال الفترة المقبلة إلى فوز فريقه بأكبر عدد من النقاط في دور المجموعات بالكونفدرالية الذي يضم حامل اللقب نهضة بركان المغربي وشبيبة القبائل الجزائري والقطن الكاميروني، ومحاولة الصعود إلى أفضل مرحلة ممكنة بالبطولة، فضلا عن التواجد في المربع الذهبي بالدوري.

ويأمل المدرب المخضرم في عودته إلى مصر يوما ما بعد انتهاء تجربته بزامبيا من أجل تقديم خدماتها في تدريب المنتخبات القومية بسن الناشئين، أو أحد الفرق الشعبية بالدوري، مؤكدا لموقع سكاي نيوز عربية أن الخطوة باتت قريبة بعد الإنجاز التاريخي له مع نابسا ستارز.