ينتظر عشاق نادي الزمالك المصري مباراة الترجي المقبلة في دوري المجموعات الأفريقية المقرر إقامتها الثلاثاء المقبل، للعودة مرة أخرى لطريق الفوز بعد تعادلين وخسارة أمام نفس الفريق في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف لهدف.
صعوبة المباراة المقبلة تأتي في ظل ظروف صعبة يعيشها النادي الأبيض بعد تراجع النتائج في الدوري والبطولة الأفريقية التي كان الزمالك طرفًا في النهائي السابق، ويحلم جميع جماهيره بتكرار الإنجاز ولكن مع الحصول هذه المرّة على الدرع الغائب عن الفريق منذ ما يقرب من 20 عامًا.
وبخلاف ذلك يعيش الفريق حالة من التخبّط الفني بعد الاستغناء عن المدير الفني جايمي باتشيكو لحساب الفرنسي باتريس كارتيرون الذي عاد للفريق مرة ثانية بعد أن ترك الفريق القاهري قبل 6 أشهر تقريبًا للسفر إلى السعودية لتولي تدريب فريق التعاون.
بداية كارتيرون مع الفريق الأبيض ستكون أمام الترجي التونسي في دوري الأبطال الأفريقي، غير أن هناك أرقام سعيدة للجماهير البيضاء تُرجح كفّة "الديك الفرنسي" -اللقب الذي لقبته الجماهير لكارتيرون- وهو أنّ فريق الترجي هو الخصم المحبّب له، بعد أن قابله في 7 مواجهات، استطاع تحقيق الفوز عليه في 5 مواجهات وخسر في اثنتين فقط –حسبما أكد موقع ترانسفير ماركت- المختص في الإحصائيات الكروية الدقيقة، والذي يعتبر مصدرًا موثوقًا لكل ما يخص اللقاءات والنتائج وعقود اللاعبين وقيمتهم المادية.
انطلاقة إفريقية
وكان المدير الفني الجديد للزمالك، قد أكد أنّ انطلاقة الزمالك ستكون من لقاء الترجي التونسي الذي يعتبره أحد أقوى الفرق في إفريقيا من الناحية الفنية والبدنية، لكن بالروح والعزيمة يستطيع الزمالك الفوز وخاصة وأن الفريق ليس لديه مشكلة فنية، مشيرًا إلى أنّ المنافسة في دوري أبطال إفريقيا لا تزال قائمة، وأن الفريق يمتلك إمكانيات فنية تجعله قادرًا على تخطي المرحلة الحالية.
أولى مواجهات "كارتيرون" أمام الترجي التونسي كانت مع فريق الأهلي المصري الذي قابله في 3 مواجهات في نسخة واحدة من منافسات دوري أبطال أفريقيا عام 2017-2018 انتهت تلك المواجهة التي كانت في دور المجموعات بفوز الفريق المصري بهدف نظيف، في المباراة التي أقيمت حينها على أرض الفريق التونسي في رادس.
وفي لقائي النهائي في نفس نسخة البطولة حقق الفريق المصري الفوز في مباراة الذهاب التي أقيمت في القاهرة بثلاثة أهداف لهدف، شهدت تلك المباراة جدلًا واسعًا حول القرارات التحكيمية من حكم المباراة الذي احتسب 3 ركلات جزاء اثنتين للأهلي وواحدة للترجي التونسي.
أحرز أهداف الأهلي المصري في مباراة الذهاب اللاعب وليد سليمان "هدفين" الأول والثاني من ركلتي جزاء، وعمرو السولية الهدف الثالث، وللترجي أحرز اللاعب يوسف البلايلي الهدف الوحيد من ركلة جزاء أيضًا.
وفي مباراة العودة الأفريقية استطاع الترجي الفوز على الأهلي بقيادة "كارتيرون" بثلاثية نظيفة حقق من خلالها اللقب الأفريقي الغالي، في مباراة شهدت غياب الأهلي التام عن مستواه المعهود حيث لم يستطع الذهاب بهجمة واحدة واعدة على مرمى الفريق التونسي ليعتبر جماهير المارد الأحمر، أنها واحدة من أسوء المواجهات التي لعبها فريقهم.
أحرز الأهداف الثلاثة للفريق التونسي اللاعب سعد بقير هدفين، الأول في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع في الشوط الأول، والثاني في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، أما الهدف الثالث فسجله اللاعب أنيس البدري قبيل انتهاء الشوط الثاني بأربع دقائق.
ردّ الجميل
وكان كارتيرون قد أكد في تصريحات للموقع الرسمي لنادي الزمالك، أنّه وافق على العودة للزمالك من أجل ردّ الجميل للنادي الذي حقق معه نجاحات في الفترة السابقة، موجهًا رسالة للجماهير البيضاء مفادها أنه سعيد بالعودة مرة أخرى من أجلهم، مشددًا على أنه تنازل عن الاستمرار في السعودية "بمقابل أكبر" من أجل العودة لنادي الزمالك.
وأوضح كارتيرون في تصريحاته، "عدت للزمالك للبطولات، ولا خلاف أن الفريق يملك إمكانيات فنية رائعة، وكل عناصر الفريق على أعلى مستوى، وهدفي الآن هو مساعدة الفريق على العودة للطريق الصحيح وتحقيق البطولات".
وتابع: "مهمتي ليست فنية فقط، لكن ما يهمني هو استعادة الروح المفقودة في الفريق وهذا ما قلته للاعبين خلال اجتماعي معهم، وواثق بأنهم سيساعدونني على تنفيذ ذلك".
المباراة الرابعة للمدير الفني الجديد للزمالك، كانت عندما تولى المهمة الفنية للرجاء المغربي، في السوبر الأفريقي واستطاع الفوز فيها على "فريق باب سويقة" بهدفين لهدف.
أحرز هدفي الرجاء في تلك المباراة اللاعب عبد الإله الحافيظي في الدقيقة الـ22 والمدافع بدر بانون في الدقيقة 65، وسجل للترجي يوسف البلايلي في الدقيقة 57 من عمر المباراة.
السوبر الأفريقي في ميت عقبة
أما المواجهة الخامسة لكارتيرون أمام الترجي التونسي فكانت في ولايته الأولى مع الزمالك المصري على لقب بطولة السوبر الأفريقي، وحينها كام الجميع يتوقع خروج الزمالك بخسارة كبيرة، غير أن الفارس الأبيض فاز بثلاثة أهداف لهدف، وأضاع أهدافًا آخرى محققة أمام مرمي الفريق التونسي.
تقدّم اللاعب يوسف أوباما للزمالك في الدقيقة الثانية من المباراة، وتعادل عبد الرؤوف بن غيث في الدقيقة 53، قبل أن يضيف المغربي أشرف بن شرقي هدفين في الدقيقة 58 والدقيقة 90 من هجمة مرتدة نفذها الفريق المصري بشكل مثالي.
بعد مباراة السوبر الأفريقي، قابل الزمالك بمديره الفني حينها باتريس كارتيرون الترجي التونسي في دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا، استطاع تأكيد التغلّب عليه في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف أخرى لهدف وحيد، على استاد القاهرة الدولي، لتكون مباراته السادسة أمام الترجي عنوانها الفوز.
افتتح الترجي أهداف اللقاء عن طريق عبد الرؤوف بن غيث في الدقيقة 27 بعد أن استغل ارتباك دفاع الزمالك، قبل أن يرد عليه المغربي أشرف بن شرقي بعد نحو ٤ دقائق فقط بتسديدة قوية في الشباك، وقبيل انتهاء المباراة بـ18 دقيقة أحرز "بن شرقي" هدف التقدم، وتحصّل على ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع سجلها المدافع محمود علاء.
أما المباراة السابعة لكارتيرون أمام الترجي فخسرها الزمالك بهدف نظيف في لقاء العودة في تونس، ولكنها كانت خسارة لا تعني أي شيء للفريقين، فمجموع مباراتي الذهاب والعودة، تأهل الزمالك للدور المقبل من البطولة وتم إقصاء الترجي التونسي من البطولة.
ويأمل عشاق الزمالك أن يكون الترجي بوابة الفريق للعودة للانتصارات عن طريق مدربهم الجديد الذي يقولون عنه على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي إنه يستطيع الفوز بالمباريات الكبيرة التي لا بديل فيها إلا الانتصار.