تتوالى الأزمات المالية داخل أسوار الزمالك المصري، والتي يواجهها مجلس الإدارة الانتقالي للفريق، وسط تخوف جمهور القلعة البيضاء من توقيع عقوبات مشددة على النادي، التي قد تصل إلى الحرمان من القيد لأكثر من فترة بالإضافة إلى خصم نقاط من الفريق بالدوري المحلي.
وأعلنت لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي عن منح الزمالك مهلة حتى نهاية الشهر الحالي، لدفع مبلغ مليون دولار باقي مستحقات لاعب الفريق السابق الغاني بناجمين أشمبونج، كما طالب "الفيفا" النادي المصري بدفع 800 ألف دولار لنادي سبورتنج لشبونة، كمستحقات قيمة صفقة اللاعب محمود عبد الرازق "شيكابالا".
وفي تصريحات خاصة مع موقع "سكاي نيوز عربية"، يكشف المستشار المالي لنادي الزمالك، طارق حشيش، عن خطة إدارة الفريق للتعامل مع تلك الأزمات، والوصول بالنادي إلى بر الأمان قبل الانتخابات المقبلة لرئاسة الزمالك.
إرث مرتضى منصور
ويقول طارق حشيش إن الأزمات المالية الحالية التي يعاني منها نادي الزمالك، هي إرث مجلس الإدارة السابق للنادي، برئاسة المستشار مرتضى منصور، الذي تم إيقافه عن العمل بسبب المخالفات المالية، "فوجئت الإدارة الحالية بعدد كبير من المشاكل، التي نسعى لحلها، دون توقيع أي عقوبات على النادي".
تعليقًا على المستحقات المالية الواجب دفعها في قضيتي "أشمبونج" و"شيكابالا"، يوضح حشيش أن النادي سيتقدم بطعون على أحكام الفيفا، أو يحاول الوصول إلى حل مع الأطراف الأخرى في تلك القضايا، سواء كان اللاعب الغاني أشمبونج، أو نادي سبورتنج لشبونة، "وفي حالة الوصول إلى طريق مسدود بشأن الحلول التي تخرج النادي من هذا المأزق، سنقوم بتدبير المبالغ المادية المطلوبة، لأننا لن نسمح بتوقيع عقوبات على الفريق سواء كانت العقوبة هي خصم نقاط أو الحرمان من القيد".
وعلى عكس ما تداولته الصحف المحلية، يقول حشيش إن "شيكابالا" لن يتم خصم أي جزء من قيمة عقده مع الفريق من أجل سداد قيمة انتقاله إلى النادي الأبيض من سبورتنج لشبونة البرتغالي، موضحًا أن الأزمة الحالية سببها تأخر الإدارة السابقة للفريق عن سداد "أقساط الصفقة"، ليتم توقيع غرامة مالية على الزمالك، ويزيد المبلغ من 550 ألف دولار إلى 800 ألف دولار.
على خط تلك الأزمة، كان قد صرح الإعلامي ولاعب نادي الزمالك السابق، أحمد حسام ميدو، أن الزمالك كان يخصم مبالغ كبيرة من قيمة عقد "شيكابالا" من أجل حل أزمة "سبورتنج لشبونة"، مطالبًا النادي الأبيض بالكشف عن مصير تلك الأموال المخصومة من عقد اللاعب.
على الجانب الآخر، يوضح المستشار المالي للزمالك المصري، أن النادي الأبيض كان الطرف الأقوى في قضية "أشمبونج"، لكن تغيب أحد أعضاء مجلس الإدارة السابق للفريق عن الجلسة الخاصة بتلك القضية، هو السبب في الأزمة الحالية للنادي مع اللاعب، مؤكدًا أن الإدارة الحالية تحاول حل تلك المشكلة بالتراضي مع لاعب الفريق السابق.
"لا توجد عقوبات"
تأتي تلك الأزمات تزامنًا مع امتناع اللاعبين عن التدريبات يوم السبت الماضي، قبل لقاء الفريق الأبيض أمام نظيره وادي دجلة في بطولة الدوري المصري الممتاز، والتي انتهت بالتعادل السلبي، ليخسر الفريق نقطتين مهمين في مشواره بالبطولة المحلية.
وعلى إثر تلك الأزمة، هاجم عدد من النقاد الرياضيين اللاعبين عقب المباراة، وعلى رأسهم طارق يحيى أحد المحللين الرياضيين داخل قناة نادي الزمالك، واصفًا تعادل الفريق بـ"العقاب الإلهي" للاعبين، مشيرًا إلى امتناعهم عن التدريبات قبل اللقاء، بسبب المطالبة بمستحقات مالية متأخرة.
وتعليقًا على امتناع بعض لاعبي الفريق عن التدريبات، أكد حشيش أن الجهاز الفني لم يبلغ الإدارة بتلك الواقعة، لذا لم يتم توقيع أي عقوبات على اللاعبين، "بالطبع لن نسمح لأي لاعب داخل الفريق بتخطي حدوده، أو الامتناع عن التدريبات، خاصةً أن أغلب اللاعبين حصلوا على قيمة 25 في المائة من مقدمات عقودهم، وعلى اللاعبين مراعاة الأزمة المالية التي يمر بها النادي، مع الوضع في الاعتبار أننا نضعهم في المقام الأول دائمًا، وحصولهم على نسبة من قيمة عقودهم قبل الوصول إلى نصف الموسم أكبر دليل على ذلك".
وفي ختام حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، وجه طارق حشيش المستشار المالي لنادي الزمالك رسالة طمأنة لجماهير القلعة البيضاء، "الأمور حتى الآن لم تخرج عن السيطرة، وسنصل إلى حلول لكل تلك الأزمات قريبًا، دون أن يتأثر نادي الزمالك، أو يتعرض لأي عقوبة".