ظاهرة محيرة للغاية تشهدها الملاعب المصرية في الأشهر الأخيرة، بعد تألق لافت لعدد من لاعبي الأهلي والزمالك المعارين لأندية الجونة وسموحة وسيراميكا كليوباترا والبنك الأهلي، وإحرازهم أهدافا مؤثرة في المباريات التي شاركوا فيها مع فرقهم الجديدة منذ الرحيل عن ناديي القمة.
فخلال مشاركته في 4 مباريات مع الجونة، سجل عمر السعيد لاعب الزمالك المعار 5 أهداف أمام أندية المقاولون العرب وسموحة وبيراميدز، ونجح اللاعب في استعادة ذاكرة التهديف بعد صيام طويل مع ناديه الأبيض، بينما نجح زميله السابق مصطفى فتحي فى إحراز 5 أهداف مع ناديه الحالي سموحة خلال مشاركته في 8 مباريات بالدوري وكأس مصر.
أما رزاق سيسيه لاعب الزمالك المعار إلى صفوف نادي الاتحاد السكندري فنجح هو الآخر في تسجيل 5 أهداف مع فريقه منذ بداية الموسم وحتى الآن، بينما اكتفى كريم بامبو لاعب الأبيض المعار إلى البنك الأهلي بتسجيل هدف واحد مع ناديه البنك الأهلي.
وفي نادي سيراميكا كليوباترا تفجرت موهبة مهاجم الأهلي، أحمد ياسر ريان، المعار إلى صفوف الفريق في الانتقالات الشتوية الأخيرة، وتمكن من تسجيل 7 أهداف خلال مشاركاته في مباريات الدوري العام وكأس مصر.
وسجل عمرو جمال لاعب الأهلي المعار لطلائع الجيش مع فريقه هذا الموسم 4 أهداف خلال مشاركته في 12 مباراة مع فريقه هذا الموسم.
تألق ومعاناة
الغريب أن تألق معاري الأهلي والزمالك بعيدا عن أنديتهم يأتي في الوقت الذي يعاني فيه قطبي الكرة المصرية من أزمة حادة في المراكز الهجومية انعكست على عدد الأهداف التي أحرزها الفريقين في مبارياتهما الأخيرة.
فخلال آخر 3 مباريات للزمالك أمام مولودية بجاية الجزائري وتونجيت السنغالي في بطولة أفريقيا ووادي دجلة بالدوري، لم يتمكن الفريق من إحراز أية أهداف وتعادل سلبياً في الثلاث مباريات.
كما لم يتمكن الأهلي من إحراز أية أهداف فى مباراتي سيمبا التنزاني بدوري أبطال أفريقيا وبالميراس البرازيلي في كأس العالم للأندية، وأحرز هدفين في آخر مبارياته بالدوري أمام طلائع الجيش في المباراة التي فاز فيها الأحمر بشق النفس وفي الدقائق الأخيرة.
أسباب رئيسية
من جانبه، حدد أحمد عبدالحليم لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تألق لاعبي الأهلى والزمالك بعيدا عن أنديتهم في فترات الإعارة، من بينها الابتعاد عن الضغوط الموجودة في الأندية الجماهيرية المُطالبة بالفوز في كل المباريات، بالإضافة إلى منحهم فرصا أكبر في أنديتهم الجديدة تبرز إمكانياتهم في الملعب، وأيضا المنافسة على حجز مكان في التشكيل الأساسي أقل حدة في تلك الأندية عن القطبين.
وأوضح عبدالحليم في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" أن تألق معاري الأهلي والزمالك يأتي كمحاولة منهم لإثبات الوجود والأحقية بتمثيل قطبي الكرة المصرية من أجل منح مسؤولي الناديين إعادتهم إلى صفوف الفريق مستقبلا، وبالتالي أغلبهم يبذلون مجهودا مضاعفا لم نكن نشاهده خلال لعبهم مع الأهلي والزمالك.
وكشف أن المدربين في الأندية الأخرى يمنحون لاعبي الأهلي والزمالك المعارين إلى فرقهم حرية الحركة في الملعب ويكلفونهم بمهام دفاعية أقل عن تلك التي كانوا يقومون بها مع أنديتهم.
وأشار إلى أن نظام الإعارات للاعبين مفيد للغاية للأندية واللاعبين الذين لا يحصلون على فرص لعب كبيرة، فمن خلال الإعارة يستطيع اللاعب إعادة تقديم نفسه لفريقه الأصلي، ويحتفظ ناديه بحقوقه في لاعبه وإمكانية إعادته للفريق مرة أخرى.