لا تزال جهود الاتحاد التونسي لكرة القدم مستمرة على درب استقطاب المواهب الكروية المولودة والناشئة في أوروبا، والحاملة للجنسية المزدوجة، في وقت أصبح ملف هؤلاء اللاعبين يشكل هاجسا ذا أولوية بالنسبة للاتحاد، وذلك في ظل محاولات إغرائهم من قبل منتخبات بلدان الإقامة.
وأطلق المسؤولون عن كرة القدم في تونس منذ نحو عام، خطة تهدف إلى استقطاب اللاعبين المولودين بأوروبا والناشطين إما في أكاديميات كرة القدم هناك أو في بعض النوادي الأوربية، وذلك بغاية إقناعهم بالدفاع عن ألوان تونس واللعب مع نسور قرطاج.
ونجحت خلية استقطاب اللاعبين المولودين في أوروبا، والتي أطلقها اتحاد الكرة ويشرف عليها المدرب سليم بن عثمان في ضم عدة لاعبين لمنتخب تونس للشباب الذي يلعب الخميس مباراة الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا 2021 أمام الكاميرون.
ووافق ستة لاعبين من أصول تونسية، ولدوا ونشأوا في أوروبا على الدفاع عن ألوان منتخب تونس للشباب والذي يشارك حاليا في نهائيات كأس أمم أفريقيا بموريتانيا، ويندرج ذلك ضمن الخطة التي أطلقها اتحاد الكرة التونسي وذلك بحسب ما صرح به رئيس خلية استقطاب اللاعبين المهاجرين سليم بن عثمان.
وقال بن عثمان في تصريحات على الموقع الرسمي للاتحاد التونسي لكرة القدم: "نعمل منذ نحو عام على استقطاب المواهب الكروية الشابة المولودة بأوروبا والتي تنحدر من أصول تونسية، هدفنا إقناع هؤلاء باللعب لتونس والدفاع عن ألوانها، المهمة ليست سهلة بالمرة ولكننا نجحنا حتى الآن في استقطاب عدة لاعبين رغم إغراءات بلدان الإقامة".
وتابع قائلا: "الوصول إلى إقناع اللاعبين التونسيين بالقدوم إلى هنا واللعب لمصلحة نسور قرطاج يمر بعدة مراحل أولها رصد هذه المواهب ثم معاينتها وتقييم مستواها الفني ومدى جاهزيتها للإضافة، ثم يكون التواصل مع اللاعب بهدف إقناعه بحمل قميص منتخب تونس، عادة ما يكون هؤلاء ينتمون لمنتخب بلد الإقامة".
ويضم منتخب تونس للشباب (أقل من 20 عاما) كلا من مارك اللمطي لاعب باير ليفركوزن الألماني ورمزي الفرجاني من نادي نيترا السلوفاكي المولودين بألمانيا، وكلاهما يحمل الجنسيتين التونسية والألمانية، وإلياس الدامرجي حارس مرمى رين الفرنسي ويحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب التونسية، وآدم باللامين المولود بالسويد وحسن العياري لاعب نادي شيفيلد الإنجليزي، ونبيل مقني وهو مهاجم تونسي شاب مولود بإيطاليا وينشط في نادي كيافو فيرونا الناشط بدوري الدرجة الثانية الإيطالي.
وساهم هؤلاء اللاعبين الذين بدأوا خطواتهم الأولى في كرة القدم بأوروبا، في تأهل منتخب تونس للشباب للدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بموريتانيا.
وقال رمزي الفرجاني، مدافع منتخب تونس للشباب إنه اختار الدفاع عن ألوان منتخب تونس عن قناعة راسخة بعد أن وجد في المسؤولين بالاتحاد كل الاهتمام لنحت مسيرة كروية لافتة مع النسور.
وأعرب الفرجاني الذي تكون في بوروسيا دورتموند الألماني عن طموحه للمشاركة مع منتخب تونس الأول في كأس العالم مشيدا بالأجواء داخل منتخب نسور قرطاج.
ويسعى المشرفون على الإدارة الفنية باتحاد كرة القدم لاستقطاب مواهب كروية أخرى يأتي في مقدمتها لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي حنبعل المجبري الحامل للجنسيتين التونسية والفرنسية والذي سبق له اللعب مع منتخب فرنسا للناشئين.
بدوره، قال المنذر الكبير مدرب منتخب تونس الأول لسكاي نيوز عربية إن اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب يسعيان لاستمالة كل المواهب التونسية المهاجرة بأوروبا في إطار الاستفادة منها وضمها للمنتخبين الأول والأولمبي وسائر منتخبات الشبان.
وقال الكبير: "نجحنا في ضم حمزة رفيعة لاعب يوفنتوس وسنواصل حملة دعم منتخب النسور باللاعبين المهاجرين والقادرين على النجاح، نملك قائمة من هؤلاء ونسعى مع الاتحاد لإقناعهم بالدفاع عن ألوان تونس".
وينشط في أوروبا ما يزيد عن 50 لاعب تونسي الأصل وولد معظم هؤلاء في أوروبا وخطوا أولى خطواتهم في عالم كرة القدم من ملاعب بلدان المنشأ.
جدير بالذكر أن الاتحاد التونسي لكرة القدم نجح في العام 2020 في استقطاب عدة مواهب كروية مهاجرة ومولودة بأوروبا، مثل لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي حمزة رفيعة، وأنيس بن سليمان مهاجم بروندبي الدانماركي، واللذان يلعبان مع منتخب تونس الأول، كما ضم منتخب أقل من 23 عاما عدة لاعبين مولودين بأوروبا، وأبرزهم حبيب الوسلاتي وإدريس الميزوني وعادل بالطيب وكريم الرقيق.
وسبق لمنتخب نسور قرطاج أن ضم لاعبين مهاجرين في فرنسا أو ألمانيا مثل معز حسان وحسين الراقد وشوقي بن سعدة ووهبي الخزري وإلياس السخيري وأنيس بن حتيرة ونعيم السليتي وكريم العريبي وديلان برون وآخرين.
لكنه فشل في المقابل في استقطاب نجوم آخرين اختاروا الدفاع عن ألوان بلدان المنشأ والإقامة على غرار سامي خضيرة الذي توج مع ألمانيا بكأس العالم 2014 وشقيقه راني خضيرة، وصبري اللموشي وحاتم بن عرفة ووسام بن يدر وغيرهم.