تفاقمت ظاهرة إقالات واستقالات مدربي أندية الدوري التونسي الممتاز بشكل غير مسبوق وفتحت أبواب الجدل على مصراعيها حول أزمة الاستقرار الفني التي أضحت إحدى أبرز المعضلات التي تعاني منها الكرة التونسية بحسب الخبراء والملاحظين.

وبعد مرور 10 جولات من سباق الدوري الممتاز، غيرت 7 أندية من أصل 14 مدربيها على الأقل مرة واحدة، فيما لا تزال الإقالة تهدد مستقبل عدد من مدربي الأندية الأخرى وذلك في حال استمرار نتائجها المتواضعة في الجولات المقبلة.

ويملك النجم الساحلي، أحد الأندية المراهنة على لقب الدوري الرقم الأعلى في عدد المدربين الذين تولوا مقاليده الفنية في موسم 2020-2021 بثلاثة مدربين في 9 أسابيع فقط من الدوري أي بمعدل مدرب واحد كل 3 مباريات.

البرازيلي جورفان فييرا
جانب من الدوري التونسي

أزمة النجم

وكان النجم أقال مدربه البرازيلي جورفان فييرا بعد شهرين فقط على تعيينه لسوء النتائج، قبل أن يمنح المدرب المساعد محمد علي نفخة مهمة الإشراف على تدريب النادي، ولكن تجربة الأخير لم تعمر طويلا إذ تم إعفاؤه من منصبه بعد مباراة واحدة وتعيين لسعد الدريدي بديلا له.

وبرر مسؤولو النجم قرار إقالة فييرا بتواضع النتائج في الدوري وكأس الكونفدرالية الإفريقية وعجز الفريق عن تقديم مستوى يليق بطموحاته ويرتقي لتطلعات المشجعين فيما لم يتم توضيح دوافع الاستغناء عن محمد علي نفخة.

أخبار ذات صلة

الأهلي يقلب الطاولة على المقاولون ويستعيد الصدارة موقتا
مهزلة إدارية وخسارة مالية.. الأهلي المصري يكشف "أزمات يناير"

رياح التغيير

من جهته، كان النادي الأفريقي عرضة لرياح التغيير التي هبت على جهازه الفني حيث استقال المدرب لسعد الدريدي ومساعده زياد زيود بعد سلسلة من النتائج لم يسبق للفريق أن عرفها على امتداد تاريخ مشاركاته في الدوري.

وقدم الدريدي استقالته عقب الجولة السادسة التي عرفت سقوط الأفريقي في فخ الهزيمة أمام نجم المتلوي وذلك للمرة الثالثة في آخر أربع مباريات، ليقع الاستنجاد بالمدربين لطفي الرويسي وكريم بوعايشة وهما من اللاعبين السابقين للنادي.

وبرر المدرب قرار انسحابه بالأوضاع المادية والإدارية الصعبة التي يعاني منها النادي وأبرزها عجز مجلس الإدارة عن تأهيل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم قبل الموسم نتيجة عدم خلاص ديونه وهي عوامل ألقت بظلالها على مستوى الفريق وانعكست سلبا على نتائجه بحسب قول الدريدي.

ويعيش النادي الأفريقي، وهو أحد أعرق الأندية التونسية فترة هي الأسوأ في تاريخه حيث يحتل المركز الثالث عشر وقبل الأخير برصيد 7 نقاط بعد 10 مباريات وهي حصيلة لم يعرف الفريق الأحمر والأبيض أسوأ منها منذ تأسيسه في العام 1920.

وعلى منوال الدريدي، قرر مدرب شبيبة القيروان مراد العقبي تقديم استقالته بسبب تردي النتائج وتفاقم الصعوبات المالية التي يعاني منها فريقه بحسب تصريحه لسكاي نيوز عربية.

وقال العقبي لسكاي نيوز عربية: "قررت الانسحاب حتى أمنح مجلس الإدارة الفرصة لضخ دماء جديدة داخل الفريق عسى أن تتحسن الأوضاع، الصعوبات المادية وضعف الزاد البشري من اللاعبين وراء موجة النتائج السلبية، أتمنى أن تولي إدارة النادي أهمية للتعاقد مع لاعبين جدد وعندها سأكون جاهزا لمد يد المساعدة لفريقي الأم."

ومنح شبيبة القيروان لاعبه السابق لسعد الشريطي مهمة خلافة مراد العقبي على رأس الجهاز الفني لكن الفريق لم يعرف سوى الهزائم في آخر خمس مباريات مما دفع المسؤولين إلى الاتصال مجددا بالعقبي ليعود لمنصبه مدربا انطلاقا من مباراة الأسبوع الحادي عشر والتي يلتقي فيها الفريق بالنادي البنزرتي اليوم السبت.

المدرب المقال جورفان فييرا

وإلى جانب الأفريقي والنجم وشبيبة القيروان، عرفت أندية الملعب التونسي والنادي البنزرتي والأولمبي الباجي تغييرا على جهازها الفني بسبب تراجع النتائج فيما كان الوضع مختلفا في نادي مستقبل سليمان الذي أقال مدربه سامي القفصي بسبب اختلاف في وجهات النظر بين المدرب ورئيس النادي بحسب ما أوردته تقارير إعلامية محلية.

ولم تمنع النتائج المتميزة لمستقبل سليمان باحتلاله المركز الثالث في ترتيب الدوري، رئيس النادي وليد جلاد من إقالة المدرب سامي القفصي وتعويضه بيامن الزلفاني في قرار أثار جدلا واسعا في الأوساط الكروية وردود أفعال غاصبة لدى مشجعي النادي.

وأقال الملعب التونسي مدربه أنيس البوسعايدي ليحل محله ناصيف البياوي فيما قرر النادي البنزرتي إعفاء مدربه مختار الطرابلسي من منصبه وتعويضه بالعربي الزواوي.

بدوره أعلن الأولمبي الباجي عن الاستغناء عن خدمات مدربه شاكر مفتاح وذلك مباشرة عقب هزيمة الفريق الثقيلة على أرضه أمام متصدر الدوري الترجي (4ـ 1).

ثمن الأخطاء

وقال شاكر مفتاح لسكاي نيوز عربية: "عادة ما يدفع المدرب ثمن كل الأخطاء التي ترتكب داخل النادي أو خلال المباراة، ظاهرة إقالة أو استقالة المدربين من أبرز أسباب عدم تطور الكرة التونسية، فالبحث عن النتائج على حساب التكوين وتطوير المستوى هو العامل الذي يقف وراء استفحال الظاهرة."

وتابع مفتاح: "قرار القطيعة جاء إثر الهزيمة أمام نادي الترجي في مباراة لا يمكن أن تكون مقياسا لجاهزية فريقي الذي غاب عنه نحو خمسة ركائز مما دفعني للتعويل على لاعبي دكة البدلاء، مصير المدرب رهين كرة أخطأت المرمى أو أخرى هزت الشباك حتى بطريق الخطأ".

يشار إلى أن الأولمبي الباجي عين خالد بن يحيى مدربا جديدا حتى شهر يونيو المقبل.