انتهت سريعا احتفالات منتخب مصر لكرة اليد بالتأهل إلى دور الثمانية في بطولة العالم بنسختها الـ 27، عقب التعادل مع سلوفينيا، لينخرط الفريق في استعدادات خاصة للمواجهة النارية مع الدنمارك، حامل لقب المونديال بالنسخة السابقة، من أجل مواصلة المشوار وحجز مقعد في الدور نصف النهائي.
وحلت مصر في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة في بطولة كأس العالم لليد بحصدها 7 نقاط، خلف منتخب السويد صاحب الـ 8 نقاط، بعد أن اقتنص الفراعنة نقطة أخيرة بالتعادل مع سلوفينيا بنتيجة 25-25 في المباراة التي أُقيمت مساء أمس الأحد.
ويقول مجدي أبو المجد، المدرب العام لمنتخب مصر لكرة اليد، لموقع سكاي نيوز عربية بينما يتواجد في ملعب تدريب الفريق: "بدأنا التحضير سريعا لمباراة الدنمارك، هي مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، ندخل المنافسة من أجل الفوز فقط، ونسعى فيها لتقديم أفضل ما لدينا".
ويتابع نجم كرة اليد السابق لموقع "سكاي نيوز عربية": "الدنمارك منتخب كبير، لديه عناصر مميزة، دفاع قوي وطرق هجومية متنوعة، لكننا نملك أيضا فريق ذو ثقل فنيا يحتوي على الموهبة والسرعة بجانب الروح والعزيمة بضرورة الانتصار لأن البطولة على ملعبنا".
وتستضيف مصر مونديال اليد على أرضها بحضور 32 منتخبا من دول العالم، داخل 4 صالات رياضية من بينها ملعب القاهرة الدولي وصالة العاصمة الإدارية الجديدة، وكان من المتوقع حضور الجماهير للمباريات قبل أن تُعلن اللجنة المنظمة إلغاء الخطوة بسبب فيروس كورونا.
ويتحدث أبو المجد الذي يعمل جنبا لجنب مع المدير الفني للمنتخب المصري، الإسباني روبرتو غارسيا باروندو، عن طبيعة الاستعدادات التي تدور في أروقة الفريق قبل مباراة الدنمارك قائلا: "نشاهد مباريات المنافس جيدا، نعمل على تحليل نقاط القوة والضعف، نشارك اللاعبين في متابعة فيديوهات عن الخصم كما نفعل دائما، ثم نضع خطتنا الفنية للمباراة".
ويردف أبو المجد لموقع "سكاي نيوز عربية": "نعمل على توزيع المهام الفنية بين اللاعبين، سواء كان المجهود فردي أو جماعي، أو تدريبات خاصة لحراس المرمى، ونركز أيضا على أخطائنا في المباريات السابقة لنقوم بمعالجتها وتفاديها في المنافسات القادمة".
وعن تاريخ الفريق الدنماركي وعدم خسارته خلال بطولة العالم الحالية لليد يقول مدرب المنتخب المصري: "نقول لأفراد فريقنا أن المباراة في الملعب، كرة اليد تعطي لمن يجتهد أكثر، لا تمنح الفوز والألقاب لأسماء دول بعينها أو نتيجة لتاريخ سابق، الدنمارك لديها لاعبين كبار بالتأكيد لكننا لا نقلق من ذلك".
وكان المنتخب الدنماركي قد فاز في جميع مبارياته بالمجموعة الثانية، بعد تغلبه على الأرجنتين واليابان وقطر والكونغو الديمقراطية والبحرين، ولديه مواجهة أخيرة مع كرواتيا، نجح خلالها في تسجيل 170 هدفا بفضل جهود خط هجومه القوي وأبرزهم الظهير الأيسر الأسطوري ميكيل هانسن، أفضل لاعب كرة يد في العالم لـ3 مرات.
ويذكر المدرب العام لمنتخب مصر لموقع "سكاي نيوز عربية": " لا نعتمد في طريقتنا على التفكير في لاعب محدد من الفريق المنافس، أعتقد أن جميع اللاعبين المشاركين مع منتخباتهم هم الأفضل في بلادهم، لذلك نُقدر جميع أفراد المنتخب الدنماركي حتى من يشارك لمدة دقيقة واحدة".
وفي نهاية كل مباراة للمنتخب المصري يلتف اللاعبين حول بعضهم للاحتفال برجل المباراة من الفريق، فيما تظهر علامات التعاون بين حارسي مرمى الفراعنة، وهو ما يعتبره أبو المجد أحد أسباب النتائج الطيبة التي جرى تحقيقها في بطولة كأس العالم لليد.
ويسترسل أبو المجد: "الفريق أشبه بعائلة على قلب رجل واحد، جميع اللاعبين يساندون بعضهم حتى من يلعبون في المراكز نفسها، التحفيز بينهم عامل مساعد في المكسب من أجل تحقيق حلمنا الكبير لإدخال السرور على قلوب المصريين".
وينوه أبو المجد إلى الدعم الكبير الذي يصل للفريق من قِبل الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، له بصمة قوية على اللاعبين وأدائهم في المباريات، مؤكدا أن شعورهم الوطني تجاه بلادهم والجمهور الذي يتابع باهتمام المباريات يدفعهم لإظهار أفضل أداء ممكن.
ويحرص وزير الشباب والرياضة المصري، الدكتور أشرف صبحي على حضور كافة مباريات الفراعنة في المجموعة الرابعة، وخلال المواجهة المصيرية مع سلوفانيا تواجد رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، في المقصورة الرئيسية للشد من أزر الفريق.
ويُشير مدرب عام المنتخب المصري إلى المرونة الفنية التي يتبعها الفريق خلال المباريات لتحقيق نتائج طيبة وإجراء تغييرات في الأداء، موضحا أن مباراة سلوفانيا شهدت في شوطها الأول تقدم للخصم بعد غلق المساحات على أبرز لاعبي الفراعنة وهم أحمد الأحمر ومحمد ممدوح هاشم ويحي خالد ومحمد سند، لكن سرعان ما تبدلت الأمور في الشوط الثاني.
ويضيف أبو المجد لموقع "سكاي نيوز عربية": "منحنا اللاعبين تعليمات فنية جديدة بين الشوطين ونصائح بالاهتمام أكثر بالتصويب، وفي النصف الثاني من المباراة انقلبت الأحوال ونجحنا في التعادل رغم فارق النقاط، وحققنا المراد بتلك الليلة ونجحنا في التأهل لربع النهائي".
ولا يغفل أبو المجد العامل النفسي في تحفيز اللاعبين خلال المباراة الفائتة قائلا: "حاولنا رفع درجة الحماس بين اللاعبين، ذكرناهم بالجمهور الكبير الذي يتابع المباراة ويدعو لنا بالفوز، البطولة على أرض مصر ويجب القتال على كل نقطة لاستمرار المنافسة على لقب المونديال".