تتوالى الأزمات بين أندية الدوري المصري واتحاد كرة القدم، وتتسارع البيانات من الجانبين خلال الأيام الماضية، لا سيما للتعليق على أداء الحكام في مباريات المسابقة.
وصدر أكثر من بيان من قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، مؤخرا، لمطالبة اللجنة الثلاثية المكلفة إدارة شئون الاتحاد بـ"العدالة التحكيمية"، فيما أصدر الأخير بيانا بدوره يدافع عن حكامه.
ونشب خلاف قوي بين إدارة الزمالك واتحاد الكرة، بعد مباراة "الأبيض" أمام أسوان، السبت، بسبب وجود أكثر من حالة تحكيمية شائكة خلال اللقاء، كما هاجمت الإدارة القرارات الأخيرة للاتحاد وعلى رأسها تخفيف عقوبة حارس مرمى الأهلي محمد الشناوي من 4 مباريات إلى مباراة واحدة، ليصدر كل منهما بيانا.
وثار غضب جمهور الزمالك بسبب أن الاتحاد المصري لكرة القدم أصدر بيانا للرد على النادي، بينما لم يرد على بيان غريمه التقليدي الأهلي، رغم أن الفرق الزمني بين البيانين لم يتجاوز أسبوعا واحدا.
وللتعليق على الأزمة، يقول المتحدث الإعلامي لنادي الزمالك عصام سالم، إن "اللجنة المكلفة باتحاد الكرة تتعنت بشكل واضح ضد النادي، وهذا سيزيد التعصب بين الجماهير" على حد تعبيره.
وأضاف سالم لموقع "سكاي نيوز عربية": "الزمالك لا يقل قيمة عن الأهلي، ويجب أن يكون هناك عدالة بين فرق الدوري الممتاز، وعلى رأسها قطبا الكرة المصرية لأنهما صاحبا القاعدة الجماهيرية الأكبر في مصر. هذا لا يعني أن يكون هناك تمييز لهما على حساب الفرق الأخرى".
وتابع: "القرارات الأخيرة لاتحاد الكرة جاءت بناء على أهواء شخصية لمسؤولي اللجنة الثلاثية، وليس على أساس اللوائح والقوانين، وهذا سيضر مسابقة الدوري المصري الممتاز بشكل عام، وإذا استمر الاتحاد على نفس النهج فسيكون هناك قطب واحد فقط لكرة القدم المصرية".
وكان رئيس اللجنة الثلاثية المكلفة إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم أحمد مجاهد، قال في تصريحات صحفية، أن أحد أسباب تخفيف عقوبة الشناوي "تجهيز الحارس الدولي للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية".
وقال مجاهد في تصريحات تلفزيونية: "نحن نحترم الصالح العام (..) الأهلي سيشارك في مونديال الأندية الشهر المقبل وهو ممثل مصر في تلك البطولة".
وتابع: "لو تم إيقاف الشناوي فسيذهب للمونديال دون أن يكون قد خاض المباريات السابقة له".
وعلق سالم على تصريحات مجاهد قائلا: "لاعبو الزمالك سيشاركون أيضا في منافسات قارية، هل يعني هذا أن يعاملوا بشكل مختلف عن لاعبي الفرق الأخرى؟ يجب أن يكون هناك فصل واضح بين المنافسات المحلية والخارجية، ويتم اللجوء إلى اللوائح عند اتخاذ قرار، وليس إلى الأهواء الشخصية كما حدث في أزمة الشناوي".
وأشار سالم إلى "عدم قانونية قرارات اتحاد الكرة في الفترة الأخيرة"، مؤكدا أن "تعديل العقوبة يأتي بناء على طعن من النادي المتضرر على القرار، ليتم بعدها اللجوء إلى لجنة استئناف وليس نفس اللجنة التي اتخذت قرار العقوبة، وهذا ما لم يحدث في أزمة الشناوي".
كما طالب المتحدث الإعلامي لنادي الزمالك جماهير الفريق بالابتعاد عن التعصب والاشتباك مع جمهور الأهلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن "الرياضة من شأنها إمتاع الجمهور وليس إشعال خلافات بينهم. نتمنى أن تكون هناك قرارات عادلة من اتحاد الكرة في الفترة المقبلة لضمان منافسة شريفة على البطولات المحلية ولنبذ التعصب بين الجماهير".
الإعلام وأزمة "الحياد"
وكان اتحاد الكرة ناشد الإعلام الرياضي عبر بيانه "الاستمرار في دعم الحكام المصريين، والتمسك بالمصداقية والتأكد من صحة الأخبار التي يتناولونها عقب كل مباراة"، ليبقى السؤال: هل الإعلام طرف في أزمة الأندية مع الاتحاد؟
يقول الناقد الرياضي محمد علاء، إن أداء الإعلام الرياضي المصري في الأعوام الأخيرة "لم يكن على المستوى الأمثل. كثير من الإعلاميين لا يجيدون الفصل بين انتماءاتهم الشخصية وعملهم الإعلامي الذي يتطلب الحيادية في تناول القضايا المختلفة".
وأضاف علاء لموقع "سكاي نيوز عربية": "أصبحت البرامج الرياضية أحد أهم الطرق التي يلجأ لها اللاعبون المصريون فور اعتزالهم، وهذا يضمن للقنوات التلفزيونية نسب مشاهدة عالية، لكن في نفس الوقت يكون هناك عدد لا نهائي من الأخطاء المهنية على الشاشات، لافتقاد قطاع كبير منهم للمهارات الإعلامية والمعايير الأخلاقية للمهنة".
كما أشار علاء إلى الأزمات الأخيرة في كرة القدم المصرية، موضحا أن "انتماء الإعلاميين الرياضيين كان المحرك الرئيسي لتغطيتهم للأحداث. العديد منهم يبحثون عن الإعجاب الجماهيري من قبل مشجعي النادي الذي كانوا ينتمون إليه".
وتابع: "قلت المسافة بين الجمهور والإعلام بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح التفاعل سريعا بين الطرفين، لذا بات معظم الإعلاميين يبحثون عن (التريند) وإرضاء قطاع معين من الجمهور، وهذا يؤثر على عملهم ويفقده المصداقية".
ويرى الناقد الرياضي أن إتاحة الفرصة لـ"تجديد الدم" داخل منظومة الإعلام الرياضي في مصر هي الخطوة الأهم حاليا، فـ"يجب أن يظهر إعلاميون جدد على الشاشات، بلا أي انتماءات سابقة، ويعرفون جيدا معايير المهنة وكيفية التعامل مع الأحداث بحيادية كاملة، دون الانحياز إلى أي طرف".
وختم: "نتمنى أن يغطى الإعلام الأحداث الرياضية الجارية والمستقبلية بشكل حيادي، ليعرف الجمهور من المخطئ والمصيب في كل أزمة، لكن وجود الضباب حول القضايا الرياضية يزيد من التعصب الجماهيري، وستكون حينها النتائج غير مرضية للجميع".