من الخردة وبعض المواد والألوان الأخرى، نجح الشاب المصري إبراهيم صلاح، في تصميم وتنفيذ أول وأكبر مجسم لبطولة العالم لكرة اليد، المقرر انعقادها في مصر خلال شهر يناير الجاري، في حدث هو الأكبر منذ انتشار فيروس كورونا المستجد.

وعلى مدار 25 يوما عمل صلاح، وهو متخصص في فن النحت، وخاصة في الخردة وإعادة تدويرها، على تصميم مجسم لبطولة كأس العالم لكرة اليد في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، من خلال خبرته في النحت، وذلك بطلب من الجهات المسئولة وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة المصرية، وجهاز مدينة 6 أكتوبر، ليكون أول وأكبر مجسم أو شعار لاحتفال أو مناسبة مصرية.

ويقول النحات المصري لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه نجح في تصميم هذا المجسم بعد أيام طويلة من العمل بإشراف جهاز مدينة 6 أكتوبر ورعاية وزارة الشباب والرياضة، موضحا أن رسم المجسم كان بواسطة مهندس مصري متخصص في الفنون التطبيقية بعد نجاحه في مسابقة نظمتها الوزارة لأفضل تصميم، وهو يمزج بين كرة اليد والحضارة المصرية، ليتم الاستعانة به كنحات له سابقة أعمال للتنفيذ.

أفلام ندم نجومها على قبولها

مفتاح الحياة على شكل لاعب

وهذا المجسم الموجود في ميدان مدينة أكتوبر في مصر، عبارة عن مفتاح الحياة على شكل لاعب كرة يد يقفز وهو يرمي الكرة، ومكتوب عليه "EGYPT 2021"، للتعبير على تنظيم مصر لبطولة كأس العالم لكرة اليد للرجال في دورتها السابعة والعشرين، المقرر أن تبدأ خلال الفترة من 13 إلى 31 يناير الجاري بمشاركة 32 منتخبا، والتي تُقام على صالات، ستاد القاهرة، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومجمع حسن مصطفى بمدينة 6 أكتوبر، وبرج العرب بالإسكندرية.

وأوضح إبراهيم صلاح، الذي بدأ عمله في فن الخردة منذ عامين، لكن لديه أعمال أخرى في النحت منذ 5 سنوات، أن جهاز مدينة 6 أكتوبر عرض عليه تنفيذ مجسم كأس العالم لكرة اليد لما له من سابقة أعمال في النحت، معبراً عن سعادته للمشاركة في هذا الحدث الرياضي الهام بتصميم يعد أسلوب دعاية مميز لمصر.

كرة اليد الشاطئية.. أحدث نشاط رياضي وأكثره شهرة

 

لاعبة كرة اليد مروة عبد الملك تواصل التدريبات

ومن ضمن أعمال الشاب المصري، تصميم وتنفيذ طائرة حربية ميغ 21 من الخردة الحديد، بالإضافة إلى القناع الذهبي للملك الفرعوني توت عنخ آمون، وتمثال حورس، والملكة كيلوباترا، وتمثال قط المصريين القدماء، وتمثل لتوحت رمز الحكمة عند المصريين القدماء، وأشياء أخرى.

ويبلغ طول هذا المجسم 8 أمتار، مصنوعة من خردة الحديد، وخامة الكلادين وهي ألواح مصنوعة من الألومنيوم، حسب ما ذكر صلاح، موضحا أن هذا المجسم ثلاثي الأبعاد وتصميمه صعب للغاية يحتاج إلى حس فني لإعادة تدوير الخردة والمواد المستهلكة سابقا للوصول لهذا الشكل النهائي.

ويعمل صلاح، صاحب المؤهل المتوسط الذي درس الفنون الجميلة كهاوي، على تنويع أعماله في فن النحت واكتساب خبرات جديدة، لاعتماده الكامل على هذا المجال كسب رزقه بعد انتقاله من محافظة المنيا والحياة في منطقة المنيب في محافظة الجيزة، إحدى محافظات القاهرة الكبرى.

الحضارة المصرية

وذكر النحات المصري أنه يستمد كافة أعماله من الحضارة المصرية، في محاولة لدمج التاريخ بالفن الحديث، مشيرا إلى أنه يحول رسومات وتماثيل فرعونية أو إسلامية إلى تصميمات باستخدام الخردة، كإعادة تدوير لهذه المواد غير المستغلة، التي تمثل تهديدا للبيئة المصرية، وهو ما ظهر في تصميماته السابقة وأيضا تصميم أول وأكبر مجسم وشعار لبطولة العالم كرة اليد التي تستضيفها مصر.

أخبار ذات صلة

رسميا.. مباريات مونديال اليد في مصر بدون جمهور

 

أخبار ذات صلة

بالصور.. مصر تستعد لاستقبال منتخبات بطولة العالم لليد

 وأكد صلاح، صاحب الـ27 عاما، أن التصميم الفريد أبهر الجميع، إذ يتسق مع الحدث المهم، وبتنفيذ مناسب يخص الحضارة المصرية والتراث ومجال هام كالرياضة، مضيفا: "سعيد جدا لمشاركتي وإن كانت بسيطة وظهور بلدي بشكل مشرف للعالم في هذه المناسبة الدولية".

إلى ذلك، اعتبر المهندس راضي خليل، نائب رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، أن العمل المنفذ الذي يمثل الشعار الخاص ببطولة كأس العالم لكرة اليد أمام صالات حسن مصطفي بالسادس من أكتوبر من قبل الشباب شيء يدعي الفخر، مضيفا أن التوقيت الذي استغرقه الشباب في تكوين المجسم وعمل النسب بالنسبة للفراغ وحتى تشكيل الهيكل كان قياسيا.

طائرة من الخردة

وأضاف في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن للجهاز تجربة سابقة مع الشباب بالتزامن مع الاحتفالية بالعيد القومي للمدينة وكانت تجربة فريدة، موضحا أن الشباب نفذوا نموذجا لطائرة مقاتلة محاكي للطائرات المستخدمة في حرب 1973 المجيد، وأن الأمر الجيد في ذلك أنه تم تنفيذ الطائرة من الخردوات.

وأكد خليل أن المجسم يمثل مزيجا بين دمج الحضارة الفرعونية الأصيلة، المتمثلة في "مفتاح الحياة"، ورياضة كرة اليد، بمناسبة البطولة التي عمل جهاز المدينة على استقبالها من فترة طويلة لتظهر مصر بالشكل الذي يليق بمكانتها الدولية.