خاص الدوري التونسي.. انطلاقة استثنائية في أجواء "متوترة"

وفيما اعتبرت وزارة الرياضة التونسية أن الوضع الوبائي وتفشي فيروس كورونا في البلاد يقتضي إرجاء كل الأنشطة الرياضية إلى موعد لاحق، تمسك اتحاد الكرة بانطلاق الموسم الجديد 2020 ـ 2021 يوم الأحد، مثلما كان محددا له منذ أسبوعين.

وعلل الاتحاد قراره بأن "التزامات المنتخب في تصفيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم 2022، والأندية التونسية في المسابقات القارية والعربية، تقتضي بدء الدوري في السادس من ديسمبر الجاري".

ويستهل الترجي التونسي، بطل الموسم الماضي، الدوري بحملة للدفاع عن لقبة، بمواجهة مستقبل سليمان بملعب "حمادي العقربي" برادس.

ونشر اتحاد كرة القدم بيانا، أكد فيه أن مباريات الأسبوع الافتتاحي للدوري الممتاز "لن يتم تأجيلها"، فيما ردت وزارة الرياضة ببيان مضاد أعلنت فيه استمرار تجميد كل الأنشطة الرياضية، بما فيها مباريات كرة القدم، قبل أن تحسم وزارة الصحة ورئاسة الحكومة الجدل وتعلنان عن السماح باستئناف الأنشطة الرياضية، الأحد.

من جانبها، قالت وزارة الصحة التونسية في بيان نشرته مساء السبت، أن "جلسة العمل التي جمعت وزير الصحة ووزير الشباب والرياضة، أفضت بعد التشاور والنقاش إلى استئناف النشاط الرياضي يوم 6 ديسمبر 2020 بشرط احترام الإجراءات الصحية وإقرار دليل صحي صارم بخصوص تأمين استئناف الأنشطة الرياضية، وذلك لمجابهة جائحة كوفيد-19".

وفضلا عن المخاوف من انتشار العدوى بفيروس كورونا، أحدث قرار الاتحاد تجميد نشاط نادي هلال الشابة وإنزاله للدرجة الرابعة، ضجة غير مسبوقة في الأوساط الكروية بتونس، وجدلا بشأن مواعيد انطلاق سباق الدوري. كما أفرز ردود أفعال ساخنة، خاصة بعد تثبيت مواعيد الأسبوع الافتتاحي للدوري دون الحسم في عقوبة نادي الهلال.

وقال هلال الشابة إن "المآلات الخطيرة التي ترتبت عن قرار المكتب الجامعي بتعليق نشاط النادي، واعتبارا لما يمكن أن ينجر عن هذا القرار غير المسبوق من تداعيات أمنية واجتماعية ورياضية، فإن الهيئة المديرة لهلال الشابة تدعو الأندية التونسية إلى الاضطلاع بمسؤوليتها التاريخية والتخلي عن موقف الحياد والانضمام إلى المبادرة التي أطلقها فريق النجم الساحلي، لاستعادة السلطة التي تتمتع بها الأندية، وتفعيل دورها الذي يخوله لها القانون".

جدير بالذكر أن النجم الساحلي كان أول الأندية التي أعلنت مساندتها لهلال الشابة، وجدد رفضه المعلن لما اعتبره "منحى خطيرا" في قرارات اتحاد كرة القدم، ومضيا في "مزيد من تعكير أجواء كرة القدم".

وطالب هلال الشابة، الذي تعرض في 17 أكتوبر الماضي إلى العقوبة التاريخية، أندية الدوري برفض انطلاق السباق ما لم يتم إنصافه من المظلمة التي تعرض لها، على حد تعبير مسؤوليه.

وكان الاتحاد قد جمد نشاط النادي واستبعده من المشاركة في الدوري الممتاز لموسم 2020 ـ 2021 بسبب عدم دفع مبالغ الخطايا المستوجبة عليه، كما قرر إجراء بطولة مصغرة تجمع أربعة أندية، يصعد في أعقابها صاحب المركز الأول للدوري الممتاز لتعويض هلال الشابة.

وعلى صعيد متصل، يقص ناديا مستقبل رجيش، الصاعد حديثا لدوري الأضواء، واتحاد تطاوين، شريط افتتاح الموسم الجديد بمباراة تبدو تاريخية لنادي رجيش، كونه يلعب المباراة الأولى في تاريخه بدوري الدرجة الأولى.

ويعتبر مستقبل رجيش من الأندية الصاعدة بقوة في الأعوام الماضية، ويعول على عدد من الشبان الذين يشكلون النواة الأساسية للنادي، على حد قول مدربه سعيد السايبي.

وفي المقابل، يطمح اتحاد تطاوين إلى تثبيت نفسه كأحد المفاجآت السارة في الدوري، بعد أن حقق الموسم قبل الماضي نتيجة تاريخية عندما أنهى السباق في المركز السابع.

وقال مدرب اتحاد تطاوين، إسكندر القصري، لموقع "سكاي نيوز عربية": "الأجواء التي ينطلق فيها الموسم الجديد استثنائية بكل المقاييس، فالإعلان عن بداية الدوري شهد ترددا كبيرا وغموضا أدخل الاضطراب على التحضيرات، لكننا جهزنا أنفسنا لتأمين انطلاقة إيجابية، على الرغم من الوضع الخاص الذي تمر به الكرة في تونس جراء تفشي فيروس كورونا، وعدم وضوح الرؤية حول النشاط الرياضي."

وتابع القصري: "نطمح خلال الموسم الجديد إلى مزاحمة كبار الدوري، رغم الفوارق الشاسعة في الموارد المالية وصعوبة المباريات التي تنتظرنا، حيث نواجه الترجي التونسي والصفاقسي في الجولات الأولى. "

ويلعب النجم الساحلي، المعزز بجهاز فني جديد يقوده البرازيلي جورفان فيايرا، أمام النادي البنزرتي الطامح لتفادي سيناريو الموسم الماضي، والذي أوشك خلاله على الهبوط للدرجة الثانية.

ويلتقي نادي نجم المتلوي باتحاد بن قردان، فيما يستضيف الملعب التونسي نادي الأولمبي الباجي.

وتختتم مباريات الدفعة الأولى من الأسبوع الأول بمواجهة تجمع الترجي، بطل الموسم المنصرم، بمستقبل سليمان، فيما وقع تأجيل مباراة النادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري إلى موعد لاحق.