تحولت جنازة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني الراحل، دييغو مارادونا، إلى مواجهة ساخنة بين رجال الشرطة وآلاف الغاضبين في العاصمة بوينوس آيرس، بعدما عجزوا عن إلقاء نظرة أخيرة على نعش اللاعب الذي توفي، يوم الأربعاء، وخلف رحيله تأثرا عالميا واسعا.
والخميس، تمكن عشرات الآلاف من إلقاء نظرة الوداع على النعش الذي سُجي فيه جثمان الراحل على مقربة من القصر الرئاسي، وفي الساعة السادسة مساءً، قررت السلطات أن توقف تدفق "المعجبين"، لأن العائلة أرادت أن تنقله إلى الدفن.
واحتشدت جموع غفيرة من الأرجنتينيين في ميادين العاصمة بوينوس آيريس، وهم يرفعون الأعلام ويرددون أناشيد كرة القدم، أملا في أن يحظوا بفرصة وداع الأسطورة.
وعندما وجد الغاضبون أنفسهم غير قادرين على إلقاء نظرة الوداع، شرعوا في أعمال عنف فألقوا قطع حجارة وزجاجات على رجال الشرطة الذين حضروا بكثافة لأجل تأمين الجنازة.
من جانبها، ردت قوات الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لأجل ثني المحتجين عن مواصلة الشغب.
واقتصرت مراسم دفن النجم الراحل على عدد قليل من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، عندما ووري الثرى في قبر بمحاذاة قبري والديه الراحلين؛ دالما ودييغو.
والخميس، حضرت زوجة مارادونا السابقة وبناته الثلاث لأجل إلقاء نظرة الوداع عليه، إضافة إلى نجوم الكرة الأرجنتينيين الذين فازوا معه بكأس العالم 1986.
وأُعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام على اللاعب الذي قاد الأرجنتين للفوز ببطولة كأس العالم عام 1986.
وفي إيطاليا، ربط مئات من محبيه أوشحة باللونين الأزرق والأبيض في سياج ناديه السابق نابولي.
وكان لمارادونا مشوار طويل حافل بعالم كرة القدم قاد خلاله منتخب بلاده إلى مجد الفوز بكأس العالم عام 1986، وقد تضمنت هذه البطولة مباراة في الدور ربع النهائي أمام إنجلترا سجل فيها مارادونا هدفين يعتبران من أشهر أهداف كأس العالم على الإطلاق أولهما سجله بيده، خلسة.
وحفلت حياة مارادونا بمشكلات صحية عدة نتيجة الإدمان، ودخل في وقت سابق هذا الشهر إلى المستشفى لعلاج أعراض ظهرت عليه منها فقر الدم والجفاف، وخضع لجراحة طارئة بعد جلطة دموية في المخ.