تعود عجلة الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ" للدوران، مساء الأربعاء، بعد توقف البطولة الأكثر شعبية في العالم، لقرابة 3 أشهر، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتشهد عودة الدوري بعض المتغيرات، التي فرضت بسبب اللعب في زمن كورونا، بينما سنشهد حملات إنسانية تواكب الأحداث التي شهدها العالم في الأشهر الأخيرة.
الحملات الإنسانية
ستستبدل فرق إنجلترا أسماء اللاعبين على ظهر القميص، بعبارة "حياة السود مهمة"، والتي تعتبر العبارة الرمزية الشهيرة المناهضة للعنصرية ضد السود في أميركا، وذلك تعبيرا لوقوف أندية الدوري ضد العنصرية.
كما ستضع الأندية قلبا أزرقا بداخله أحرف "إن أتش أس"، وهي مختصر للخدمات الصحية البريطانية، وتشمل الأطباء والممرضين وعمال المستشفيات، الذين كانوا في الصف الأول لمحاربة فيروس كورونا.
وستلعب المباريات بدون حضور الجماهير، بينما سيسمح لـ300 شخص فقط بدخول الملعب، من المسؤولين والرياضيين والإعلاميين.
وسيسمح للأندية بإجراء 5 تبديلات خلال المباراة، مثل بقية الدوريات التي عادت الآن، كما سيتم إيقاف المباراة مرتين، من أجل "استراحة شرب الماء".
وقررت محطات النقل البريطانية إضافة أصوات الجماهير للمباريات، لكنها قررت عدم وضع الجماهير "الوهميين" في المدرجات، مثل الدوري الإسباني.
صراع اللقب
ليفربول يخطو بثبات نحو تحقيق لقب الدوري، الغائب عنه منذ 30 عاما، حيث يبتعد بفارق 25 نقطة عن ملاحقه مانشستر سيتي.
ويحتاج ليفربول لتحقيق انتصارين فقط، من أصل 9 مباريات متبقية، لحسم اللقب، الذي يبدو حسمه مسألة وقت لا أكثر، بينما يبدو مانشستر سيتي في طريقه لحجز المركز الثاني في ترتيب الدوري.
سباق الأبطال
وتتنافس 7 أندية على المقعدين الثالث والرابع، المؤهلين لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وهي البطولة الأكبر في أوروبا، والهدف الأسمى لنجوم العالم.
ويحتل ليستر سيتي المركز الثالث برصيد 53 نقطة، وخلفه تشلسي رابعا بـ48 نقطة، ثم مانشستر يونايتد (45 نقطة) وشيفيلد يونايتد ( 43 نقطة ومباراة مؤجلة) وولفرهامبتون (43 نقطة) وتوتنهام (41 نقطة) وأرسنال (40 نقطة ومباراة مؤجلة).
وستشهد الجولات الـ9 المتبقية صراعا كبيرا بين هذه الأندية لحجز مقعد مؤهل لدوري الأبطال، وهو الأمر الذي سيحدد نجاح أو فشل موسم العديد من هذه الأندية.
النجاة من الهبوط
وتتنافس 6 أندية في البريميرليغ، على تجنب مراكز الهبوط الثلاثة الأخيرة، والتي ستعني الابتعاد عن دوري الملايين، وخسائر مادية ضخمة، وانتقالات للنجوم الكبار.
ويعتبر نادي نوريتش سيتي المرشح الأبرز للهبوط هذا الموسم، حيث يحتل المركز الأخير برصيد 21 نقطة فقط، بفارق 4 نقاط عن أستون فيلا صاحب المركز قبل الأخير.
وتتساوى أندية بورنموث وواتفورد وويست هام بالنقاط، بفارق نقطتين فوق أستون فيلا، بينما يحتل برايتون المركز 15، بفارق نقطتين عن الثلاثي.
سباق الهدافين
ويتصدر الإنجليزي جايمي فاردي صدارة الهدافين بالدوري، برصيد 19 هدفا مع ليستر سيتي، يأتي خلفه الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ، مهاجم أرسنال، برصيد 17 هدفا، خلفه المصري محمد صلاح، مهاج ليفربول، برصيد 16 هدفا، متساويا مع الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، مهاجم مانشستر سيتي.
وسيشتعل صراع الهدافين في الجولات الأخيرة، بين المهاجمين الأربعة، بينما يطمح فاردي لتحقيق الجائزة للمرة الأولى بتاريخه، بينما سبق أن أحرزها الثلاث الآخرين.
أفضل لاعب
ولا تبدو ملامح أفضل لاعب بالدوري واضحة حتى الآن، ولكن ترشح المواقع البريطانية قائد ليفربول جوردان هيندرسون، الذي قدم أداء متوازنا وهو في طريقه لقيادة ليفربول لموسم تاريخي.
ويعتبر البلجيكي كيفن دي بروين، صانع ألعاب مانشستر سيتي، المنافس الأبرز لهيندرسون على الجائزة.
ماذا نترقب؟
وتترقب الجماهير عودة البريميرليغ بشدة، ولكن الترقب الأكبر سيكون لتعامل نجوم الدوري مع الملاعب الخاوية، وتأثير غياب الجماهير على أداء الفرق.
كما سيكون من المثير متابعة التفاصيل الجديدة التي ستضاف على اللعبة، مثل قانون عدم اللمس، وتفاعل اللاعبين مع بعضهم البعض، وما إذا سيقل الحماس أو الشحن المعنوي خلال المباريات.
ويمثل عودة الدوري بعد التوقف الطويل بمثابة انطلاق موسم جديد، وهذا ما شهدناه في ألمانيا، مما يعني أن بعض الفرق سيرتفع مستواها، على عكس ما قدمته في المباريات الماضية، بينما ستهبط فرق أخرى بقوة، وقد تدخل مناطق الخطر، بسبب قلة الإعداد خلال التوقف.
وستشكل مباراة أستون فيلا وشيفيلد يونايتد مساء الأربعاء، على استاد فيلا بارك، ركلة البداية "للفصل الأخير" من البريميرليغ، الذي سيحسم فيه اللقب وتتضح فيه صورة الموسم الأطول في التاريخ.