بالرغم من التوقفات والإغلاقات الكبيرة التي يشهدها عالم الرياضة، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، إلا أن تركيا قررت الاستمرار بمنافساتها، لتضرب الإجراءات الصحية العالمية بعرض الحائط.
ومع تسجيل تركيا لـ100 حالة إصابة بكورونا تقريبا، خرج رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم ليؤكد أن “الدوري التركي مستمر”، مما يرفع علامات استفهام كبيرة حول القرار، خاصة وأن تركيا قريبة من مراكز تفشي الوباء، مثل إيران وأوروبا.
وبالرغم من توقف أقوى بطولات كرة القدم، مثل دوري أبطال أوروبا والدوريات الخمس الكبرى، إلا أن تركيا أصرت على استمرار منافساتها بشكل “غريب”.
وقال رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم، نهاد أوزديمر في تصريحات الثلاثاء: “سنستمر بلعب جميع المباريات من دون جماهير حتى نهاية أبريل”.
ولاقى قرار الاتحاد التركي لكرة القدم باستمرار الدوري انتقادات كبيرة، كان آخرها من اللاعب النيجيري جون أوبي ميكيل، الذي قرر فسخ عقده مع نادي طرابزون سبور التركي بسبب استمرار الدوري، مشيرا إلى أنه “هناك أمور أكثر أهمية في الحياة من كرة القدم”.
ويبدو أن ميكيل عبر عن آراء الكثيرين من نجوم الكرة، الذين طالبوا بإيقاف منافسات كرة القدم، وأثنوا على قرار النجم النيجيري بترك ناديه التركي.
وكتب ميكيل في منشوره على صفحاته الرسمية: “أنا لا أشعر بالراحة ولا أريد لعب كرة القدم في هذه الأوضاع. على الجميع البقاء في المنزل مع عوائلهم في هذا الوقت الحرج. يجب إلغاء الموسم بينما يواجه العالم أوقاتا مضطربة”.
وجاء الرد سريعا من نجوم عالميين سبق لهم اللعب بالدوري التركي، أبرزهم الإيفواري ديدييه دروغبا والكولومبي رادميل فالكاو، اللذان مثلا غلطة سراي التركي بالسابق.
وكتب دروغبا لميكيل: “كلمات حكيمة”، بينما كتب فالكاو: “أنت على حق يا جون”.
ومثل دوري الكرة، استمر دوري كرة السلة في البلاد، وهو الدوري الذي يلاقي شعبية كبيرة قد توازي شعبية كرة القدم في تركيا.
واعتراضا على القرار التركي، نشر لاعبو نادي غلطة سراي لكرة السلة بيانا مشتركا، طالبوا فيه بإيقاف الدوري فورا، خوفا على سلامتهم.
وجاء في البيان: “نجد أن الأمر غريب جدا بأننا نستمر باللعب.. لقد رأينا كيف يؤدي التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة في الدول المجاورة لارتفاع حاد بحالات الإصابة بفيروس كورونا، لقد حان الوقت لاتخاذ اجراء حاسم”.
وكانت تركيا قد أعلنت عن أول حالة وفاة بسبب كورونا الثلاثاء، بينما سجلت أكثر من ٥٠ حالة في يوم “مظلم” لتركيا بالنسبة للفيروس العالمي.
ومع الضغوطات الخارجية، قد يضطر الاتحاد التركي لإيقاف منافسات الدوري لاحقا، ولكن الإهمال الذي أدى لاستمراره وسط تفشي كورونا، قد يحمل عواقبا لا رجعة فيها.