قررت بريطانيا حظر "الرأسيات"، أي تبادل الكرة بالرأس، أثناء تدريبات كرة القدم في المدارس الابتدائية، وفق ما أعلنت اتحادات كرة القدم في المناطق الثلاث من البلاد.

ويشمل الحظر "الشامل والفوري" تدريبات كرة القدم للأطفال حتى نهاية المرحلة الابتدائية، في جميع أنحاء إنجلترا وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية.

وبحسب بيان صادر عن اتحادات كرة القدم في المناطق الثلاث، الاثنين، فإن الحظر جاء بسبب مخاوف من احتمال حدوث تلف طويل الأجل في أدمغة الأطفال ومن أمراض مثل الخرف وألزهايمر.

وجاء القرار عقب دراسة ميدانية أظهرت أن لاعبي كرة القدم السابقين كانوا أكثر عرضة للوفاة بأمراض التنكس العصبي بثلاث مرات ونصف المرة، مقارنة بالأعضاء المتطابقين في العمر من عامه الناس.

وأشارت اللوائح والتعليمات الجديدة إلى أنه لن يكون هناك أي "صد كرة بالرأس" على الإطلاق في "المرحلة التأسيسية"، أي أطفال المدارس الابتدائية، وفق ما ذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية.

غير أنه لن يكون هناك تعليمات بشأن ذلك أثناء المباريات، مع الأخذ بالاعتبار العدد المحدود جدا للرأسيات التي تحدث أثناء مباريات صغار السن.

أخبار ذات صلة

"الرأسيات" تفقد لاعبي كرة القدم ذاكراتهم

وقالت مديرة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في بريطانيا الدكتورة كارول روتليدج، تعليقا على القرار إن "الدراسة الميدانية الأخيرة أبرزت زيادة خطر الإصابة بالخرف لدى لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين في أسكتلندا".

وأضافت أنه على الرغم من "أننا لا نعرف بعد سبب أو زيادة هذا الخطر المتزايد، فإن الحد من الرأسيات غير الضرورية في كرة القدم للأطفال، يعد خطوة عملية تقلل من المخاطر المحتملة، وتضمن بقاء كرة القدم آمنة قدر الإمكان في جميع أشكالها".

وأشارت روتليدج إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث "من أجل إلغاء تحديد أي صلة بين كرة القدم ومخاطر الخرف، ولكن حتى نعرف أكثر، والتأكد من أن أفضل لعبة محبوبة في البلاد بأمان قدر الإمكان فهذا القرار يعد نهجا معقولا".

 من جهته، قال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، في بيان، إن الدراسة الميدانية لم تذكر أن صد الكرات بالرأس كانت السبب في زيادة انتشار الأمراض العصبية التنكسية بين لاعبي كرة القدم، لكن قرار تحديث المبادئ التوجيهية قد اتخذ "للتخفيف من أي مخاطر محتملة".

وقال المدير التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مارك بولينغام: "هذا التحديث بشأن الرأسيات هو تطوير لإرشاداتنا الحالية وسيساعد المدربين والمدرسين على تقليل وإزالة عمليات صد الكرة بالرأس المتكرر وغير الضروري من كرة القدم للشباب".

وأضاف: "أظهر بحثنا أن الرأسيات نادرة في مباريات كرة القدم للشباب، لذا فإن هذا التوجيه يعد تطورا مسؤولا لتدريبنا على المستوى العام من دون التأثير على استمتاع الأطفال من جميع الأعمار باللعبة".

أخبار ذات صلة

مقاضاة الفيفا بسبب لعب الكرة بالرأس

ووجدت الدراسة الميدانية، التي استمرت 22 شهرا، وأجرتها مجموعة إصابات الدماغ بجامعة غلاسكو، زيادة بمقدار 5 أضعاف في خطر الإصابة بألزهايمر، وزيادة 4 أضعاف في مرض العصبونات الحركية، وزيادة بنحو الضعف في مرض باركنسون.

واستخدمت قواعد بيانات تضم 7676 لاعب كرة قدم في الدوري الأسكتلندي، قبل الحرب وبعدها، والذين بلغوا 40 عاما أو أكثر في 31 ديسمبر 2016.

وقام الباحثون، بقيادة الدكتور ويلي ستيوارت، بدراسة سجلاتهم الطبية وسجلات الوفاة وتطابقوا مع مجموعة مراقبة تضم 23000 شخص من عامة الناس، حسب العمر والجنس والديموغرافيا الذين لم يلعبوا كرة قدم احترافية.

ووجدوا أنه على الرغم من أن معدل الوفيات لدى المجموعة الضابطة هو واحد في المئة بسبب الأمراض العصبية، فقد ارتفع هذا الرقم إلى 3 في المئة بين لاعبي كرة القدم.

وبدأت الدراسة بعد سنوات من الحملات التي قامت بها عائلة نجم ويست بروميتش ألبيون السابق ونجم إنجلترا جيف أستل، الذي توفي عن عمر يناهز 59 عاما.

وتطرقت الدراسة الميدانية لحالات عدد من لاعبي كرة القدم البريطانيين، مثل مارتن بيترز الذي عانى من مرض ألزهايمر، ونوبي ستيلو وراي ويلسون، اللذان تم تشخيص إصابتهما بمرض الخرف

وهؤلاء النجوم الثلاثة من بين نجوم المنتخب الإنجليزي الفائز ببطولة كأس العالم في إنجلترا عام 1966.